للعمل الخيري مكانة كبيرة عند التربوي "رضوان السيد علي"، درس الإرشاد النفسي، وقدّم متطوعاً الكثير من البرامج والدورات، خاصة تلك الموجهة إلى الأطفال، ووظّف علمه وشبابه لخدمة الأيتام.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 تشرين الأوّل 2016، أحد كوادر جامعة "الفرات" في "الحسكة"، المحاضر في كلية التربية "رضوان السيّد علي" لينثر عن علاقته الحميمة بالأطفال، وقبل تلك العلاقة ليتحدث عن مسيرته منذ البدايات قائلاً: «ولادتي في إحدى قرى "تل حميس" كانت محفّزة على العلم والدراسة، وشجعتني كثيراً للمشاركة في العديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي كانت تقام في قريتي وعلى مستوى الريف والمدينة، وتفوّق طلاب القرية كان حافزاً لي للمنافسة على المراكز الأولى في الدراسة، وهو ما كان في جميع المراحل الدراسيّة، وصولاً إلى المرحلة الجامعية بدخولي كلية التربية، اختصاص إرشاد نفسي بجامعة "دمشق".

خلال مدة وجيزة ساهم بتقديم الكثير من فعاليات الدعم النفسي للأطفال، والأجمل أنه يقوم بمبادرات ذاتية في ذلك، فكثير من المرات كان يتوجه إلى مدارس تحوي عدداً كبيراً من الأطفال الأيتام، ولم يكن ذلك يثنيه عن تقديم الفرحة والهدايا لهم. وإلى جانب تميزه في إقامة الأنشطة الترفيهية لأطفال الريف بوجه دائم؛ يسعى دوماً ليكون معه نخبة من المحبين للخير والعمل الإنساني من دون مقابل، ويلبي نداء كل محتاج من دون تردد؛ لأنه نذر نفسه لهذه المهمة

كانت مرحلة ثرية جداً من كافة النواحي، وخلال وجودي في "دمشق" أصبحت من رواد أضخم المكاتب في العاصمة ويومياً، إضافة إلى التواصل الدوري مع مراكز الدعم النفسي والتربوي، والذهاب إلى الندوات والمحاضرات التي تُعنى بشؤون الطفل وتربيته؛ وذلك إشباعاً مني لشغفي بهذا التخصص، ولمتابعة آخر الدراسات العلمية التي تُقدم كل جديد للطفل، ومحاولة إدخال ما أتعلمه في أبحاثي الجامعية، وخلال دراستي دبلوم التأهيل التربوي ثم دراسة الماجستير، واليوم أحاول تطبيق كل ما تعلمته في حياتي العملية».

أنشطة ترفيهية للأطفال في الريف

أمّا في الجانب الإنساني، فله وقفات ومحطات يعدّها الأثمن في حياته، وعنها يحدثنا: «منذ عام 2011 سخّرتُ نفسي لخدمة المحتاجين في بلدي، والذهاب إلى أي مكان أعلم أن فيه من يحتاج إلى العون، وانطلاقاً من المجال الذي أختص به وأبرع فيه؛ بدأتُ إقامة دورة تُعنى بتدريب متطوعين في الدعم النفسي من دون أي مقابل، فقط في سبيل تلبية النداء الإنساني. بعد ذلك حملت على عاتقي رعاية مشروع خاص بالأيتام، حيث لم يكن في المحافظة أي مشروع خاص بهم، وساعدتني في ذلك جمعية "الإحسان" الخيرية، وعبرها أسعى دوماً إلى البحث عن موارد مالية للمحتاجين، وإقامة أنشطة دورية للدعم النفسي والترفيهي والفني، والبحث عن كل أسرة محتاجة في أي بقعة كانت من "الحسكة"، بما في ذلك الأسر الوافدة إلى منطقتنا، لتكون الآن على سجلاتي 1000 أسرة، أقوم بانتظام بتوزيع كل ما أحصل عليه من مواد غذائية وغيرها ومبالغ مالية عليها، ومنذ مدة كان توجهي إلى الريف ومراكز الإيواء لاستهداف الأطفال عامة والأيتام خاصة بأنشطة متنوعة، وتوزيع الهدايا والألعاب عليهم، وحثّهم على الدراسة والتعليم، وتأمين ما يلزم لدراستهم قدر المستطاع، والأهمّ زرع البهجة في قلوبهم».

"أمل يغمور" تعمل في مجال الدعم النفسي، تحدّثت عن زميلها "رضوان" قائلة: «خلال مدة وجيزة ساهم بتقديم الكثير من فعاليات الدعم النفسي للأطفال، والأجمل أنه يقوم بمبادرات ذاتية في ذلك، فكثير من المرات كان يتوجه إلى مدارس تحوي عدداً كبيراً من الأطفال الأيتام، ولم يكن ذلك يثنيه عن تقديم الفرحة والهدايا لهم. وإلى جانب تميزه في إقامة الأنشطة الترفيهية لأطفال الريف بوجه دائم؛ يسعى دوماً ليكون معه نخبة من المحبين للخير والعمل الإنساني من دون مقابل، ويلبي نداء كل محتاج من دون تردد؛ لأنه نذر نفسه لهذه المهمة».

رضوان يرقص ويغني مع الأطفال

الجدير بالذكر، أن "رضوان علي" من مواليد قرية "رحية، ريف تل حميس"، عام 1987.