وهب نفسه للعمل في الأرض الزراعية، فأقام لها الاحتفالات، وقدم لها الكثير من الجد والحب والعطاء، فزرع الأشجار الحراجية والمثمرة، وساهم بإنتاج محاصيل كثيرة لم تكن من قبل معروفة في منطقة "المالكية".

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 27 نيسان 2016، وخلال زيارتها لمنطقة "المالكية" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 90كم، التقت أحد أبرز المزارعين في المنطقة "سمير يوسف إيليا"؛ الذي يبني علاقة طويلة وجميلة مع الأرض والزراعة، فقال عن ذلك: «الانتماء والولادة هما لعائلة عاشقة ومحبة للزراعة، وتحديداً الوالد الذي زرع في قلوبنا حب العمل في الأرض، وكان البيت الكبير للفلاحين والمزارعين والعمال الذين يعملون فيها، لذلك ومنذ سنواتي الأولى في الحياة ارتبطت وتعلّقت بالأرض، سواء في مجال الزراعة والعمل بالمحاصيل، أو بالإشراف على العمال، أو قيادة الحافلات الزراعية في سبيل الحراثة والفلاحة، وأعتقد أن هذه العلاقة قادتني إلى هواية الصيد الذي له محطة مهمة في حياتي، وأبناء المنطقة يعدّونني من أمهر الصيادين، لأنني قمت بتجارب كثيرة من أجل صيد الطيور المهاجرة والنفيسة بطرائق وأساليب مختلفة».

له فضل كبير في تشغيل العشرات من الشباب من أبناء الريف خاصةً، والمعاملة التي يتعامل بها راقية وإنسانية وحضارية، يحرص على رسم كل أنواع البهجة والسعادة على وجوه عماله، فيقيم لهم الاحتفالات والأجواء المرحة بين الحين والآخر في الأرض نفسها، ولا يقطع الزيارات مع أسر العمال، لذلك كل الأسر على علاقة اجتماعية متينة معه، اسمه يتداول بالكثير من التقدير والتبجيل بين الأهالي، أمّا في عالم الزراعة، فبصمته حاضرة ومعروفة

تبقى الحياة الزراعية من أجمل المحطات التي يعيشها، حيث يقول: «من خلال الأرض بنيت علاقات اجتماعية مع أبناء عشرات القرى القريبة من "المالكية"، وأغلب تلك الأسر لها أبناء يعملون في أرضنا منذ سنوات طويلة، ولدينا تواصل يومي بالزيارات والواجبات، وأقمنا مع العمال أنفسهم رابطاً اجتماعياً قوياً، وخلال العمل في الأرض ساهمنا بإقامة الكثير من الحفلات والأنشطة الفنية والترفيهية في خطوات غير مسبوقة، لأنني أعدّها الأب الروحي لي، فأعطيتها اهتماماً كبيراً، وكان هدفي تقديم ابتكارات وأصناف جديدة من المحاصيل لم تكن موجودة سابقاً في منطقتنا، فقمت بزراعة "حبة البركة" كتجربة جديدة، و"الكمون" كأول مزارع يقدم على زراعته، مع الحفاظ على جميع المحاصيل الأخرى، إضافة إلى زراعة شجر الحور بأعداد كبيرة، وقد زرعتها حباً بالبيئة، مع زراعة بساتين من الأشجار المنوعة والمختلفة في قرية "الكاظمية" التي ولدت فيها وأعيش من خيراتها، فكانت حافزاً لمزارعين آخرين لاتباع نهج زراعة الأشجار، وحافظنا من خلال ذلك على البيئة».

الأشجار التي زرعها أعطت جمالاً لقريته

للفن والرياضة محطة مهمة في حياته، حيث قال عن ذلك: «عملت لسنوات عديدة ضمن سينما "دجلة" التي أسسها والدي، فكانت أول سينما في المنطقة، قدمنا وأسسنا من خلالها رصيداً اجتماعياً كبيراً. أمّا في عالم الرياضة فقد مارست لعبة كرة القدم مع نادي "المالكية" لمدة 17 عاماً ضمن الفئات كلها، وخلال تلك السنوات كانت هناك لحظات مهمة بالتميز والتتويج على مستوى المحافظة وبأكثر من مناسبة، ولمدة طويلة كنت من بين عدة رياضيين حافظنا على رياضة "المالكية" بأكملها، أمّا اليوم فنحن من المتابعين والداعمين».

الحاج "نوري سيد خليل" من أبناء ريف "المالكية"، تحدّث عن مزايا "سمير" في العمل، فقال: «له فضل كبير في تشغيل العشرات من الشباب من أبناء الريف خاصةً، والمعاملة التي يتعامل بها راقية وإنسانية وحضارية، يحرص على رسم كل أنواع البهجة والسعادة على وجوه عماله، فيقيم لهم الاحتفالات والأجواء المرحة بين الحين والآخر في الأرض نفسها، ولا يقطع الزيارات مع أسر العمال، لذلك كل الأسر على علاقة اجتماعية متينة معه، اسمه يتداول بالكثير من التقدير والتبجيل بين الأهالي، أمّا في عالم الزراعة، فبصمته حاضرة ومعروفة».

من الطيور الثمينة التي حصل عليها