فرض اسمه بين أهالي مدينة "القامشلي" والمناطق التابعة لها بشخصيته الكوميدية الترفيهية، حتى بات مجلسه من أهم المجالس، وزياراته محطّ اهتمام وإعجاب الكثيرين.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 نيسان 2016، خلال وجودها في ريف "اليعربية"، رصدت مجلساً من مجالس "محمد غريب محمود"* الذي أضفى عليه طابعاً من المتعة والسعادة والبهجة، من خلال تميزه في فرض "النكتة" والدعابة بطريقة شيّقة، وتدوين اسمه بهذه الميزة، ويقول: «لا يستطيع أي شخص أن يجلب الابتسامة للآخرين بسهولة، لكنني أستطيع الجزم بأنني وعلى مدار السنوات الطويلة قدمتها لآلاف الأشخاص، وأعدّها هواية من هواياتي، ومدينة "القامشلي" بأكملها تشهد لي بذلك، ومن خلال تبادل الزيارات بين قريتي الواقعة في "اليعربية" ومنطقة "المالكية" كانت الأسر تطلب مني قصصاً طريفة وشيّقة، حدثت معي عن طريق المصادفة، أو شاهدتها في مكان وجودي، ولأنني أتحدث بشفافية مطلقة وبصراحة، أستطيع صناعة ابتسامة عريضة، وخاصةً أن حديثي عن هفواتي والأخطاء التي تحصل معي أقولها من دون خجل، شارحاً ذلك من خلال رسم المشهد بالحركات أمام جميع الحاضرين في الجلسة.

له إخوة في القرية المذكورة، ويزورهم بين الحين والآخر، مع الساعة الأولى لوصوله جلّ أبناء القرية يجلسون حوله، الكبار والصغار، والنساء والرجال، للجميع حصة ولكل الأعمار قصة وموقف، أحياناً كثيرة نجد من حوله باقة جميلة من الأطفال متجمهرين حوله، يقص عليهم ما يجلب السرور والضحك، يقدم المرح حتى لو كان متعباً ومرهقاً، اسمه في منطقتنا منتشر بقوّة

ومع مرور الأيام اعتبر الأهالي وجودي بينهم بين الحين والآخر ضرورة ملحة، وبحكم إقامتي في "المالكية" هناك من أهلي وأصدقائي من يحضر من منطقة بعيدة جداً في سبيل قضاء بعض الوقت الممتع معي، أو لأرافقه إلى بلدته أو قريته مهما كانت بعيدة».

خلال إحدى الجلسات

كثيرة هي المواقف الطريفة التي حصلت معه، ويجدها من عثرات حياته، يتحدث بها للعامة، ويقول: «قبل عدة سنوات، ضمن مدينة "القامشلي" كان ينطلق قطار الضواحي من المدينة إلى القرى والبلدات القريبة، وبسبب سوء التقدير صعدت مع من معي إلى القطار المتوجه إلى مدينة "حلب"، حتى تاريخ اليوم أسرد عن هذه القصة التي عذبتني كثيراً، لكنها باتت قصة كوميدية يطلب مني سردها دائماً، وكل قصة وطرفة وحكاية فيها قالب المرح أقدمها للحضور بقالب كوميدي، حيث تنتعش صدورهم بالسعادة والبهجة في المنطقة التي أزورها والبيت الذي أكون فيه يتوافد إليه كل من سمع بالزيارة، وعلى الفور يطلبون مني القوالب والقصص الترفيهية، وأحضر كل المناسبات والحفلات والدعوات، في أي منطقة كانت ضمن حرم الجزيرة السورية، ممن تربطنا معهم علاقة اجتماعية أو صداقة، وتلك الحفلة أو المناسبة تكون فرصة لاستثمار الأهالي لحضوري».

"محمّد أمين السرحان" من أبناء قرية "تل حداد" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 60كم، يتحدث عن الجو الرائع الذي يضفيه "محمد غريب"، ويقول: «أحياناً كثيرة يكون في "القامشلي"، وأقطع المسافة كلها في سبيل قضاء سهرة ممتعة معه، أمّا إذا كان في الريف القريب الذي يبعد عدة كيلو مترات، فإنني مع عدد من أهل قريتي نتوجه إليه فوراً، ونبقى حتى وقت متأخر من الليل ونعود إلى منازلنا، هو شخصية نادرة في المنطقة لأنه يضفي جوّاً من المرح والتسلية، هذا الأمر يتطلب المعرفة والخبرة في كيفية إضحاك الحضور، عنصر التشويق في أعلى درجاته بالنسبة له في أي حديث يقدمه، لديه قصص ومواقف وطرائف أكثر من أن تحصى، فموقف صغير وبسيط يستطيع أن يجعل منه فاصلاً منشطاً وترفيهياً».

مع أهله في قلعة الهادي

"إسماعيل المحمّد" من أبناء قرية "قلعة الهادي"، يتحدث عن زيارة "محمد" لهم، ويقول: «له إخوة في القرية المذكورة، ويزورهم بين الحين والآخر، مع الساعة الأولى لوصوله جلّ أبناء القرية يجلسون حوله، الكبار والصغار، والنساء والرجال، للجميع حصة ولكل الأعمار قصة وموقف، أحياناً كثيرة نجد من حوله باقة جميلة من الأطفال متجمهرين حوله، يقص عليهم ما يجلب السرور والضحك، يقدم المرح حتى لو كان متعباً ومرهقاً، اسمه في منطقتنا منتشر بقوّة».

  • "محمد غريب محمود".. من مواليد المالكية 1952