لم يرتضِ أن يقتصر نجاحه على الجانب العملي فقط؛ بل أصر أن يتعداه ليقترن بحضور اجتماعي لافت تجلى في مبادراتٍ بتشغيل الشباب، كيف لا؟ وهو فنان قبل أن يكون رجل أعمال.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 آذار 2015 زارت السيّد "أحيقار عيسى" في مدينته "القامشلي"، فقال عن بداياته: «ولدت في أسرة تسعى لفعل الخير، ولها صيتها الذائع في المدينة، كانت تنهج وتسعى للمعروف دائماً وأبداً، ولذلك كان طموحي وأملي أن أسير على النهج منذ السنوات الأولى من عمري، فبادرت وأنا في المرحلة الابتدائية بالانضمام إلى فوج الكشاف الرابع، وكنتُ من مؤسسي الفرقة، ومن خلالها شاركت بالعديد من المناسبات الفنية والكشفية داخل وخارج سورية، ومع مرور الوقت استلمت مراتب عدّة في الفوج، وخلال تلك الفترة أيضاً انتسبت لفرق فنية من الشبيبة وغيرها، وتعددت المناسبات والحفلات التي شاركنا فيها، ومع الأدب أيضاً كانت لي وقفة من خلال كتابة الشعر والمشاركة بعدد من الأمسيات سواء الكتابة بالعربية أو السريانية، وضمن تلك السنوات وفي فترة مشاركاتي الفنية تعددت الجولات على المحافظات السورية وعدد من الدول العربية والأوربية مقدمين رسالة الوطن والتي من خلال الفن قدّمنا أكثر من لوحة خاصة تلك التي تتعلق بالحياة الاجتماعية والتي يتباهى بها الجميع».

هو حالة مثالية في مجتمعه ومدينته، وهو بحق داعم وفاعل لجميع المجالات، وفي مجاله الفني لم يبخل بالدعم المادي في الأنشطة التي تقام في المدينة وخاصة في هذه الظروف، فالمدينة والمجتمع بحاجة لأمثاله فهو ينشد الخير والسلام والمحبة والإخاء ويعمل على ذلك

للغربة حصة في سيرة ضيفنا؛ يقول عنها: «عام 1999 توجّهتُ إلى دولة "بلغاريا" للعمل، وخلال سنوات ثمان قمّت بتأمين مبلغ ساهم في إنشاء منشأة اقتصادية في "القامشلي"، وأوّل ما بحثت عنه توظيف المحتاجين، ولأن الحب للفن كان باقياً عندي فقمت بدعم جميع الفرق الفنية في المدينة، وأولها الفوج الكشفي الرابع، وقمت بالتعاون مع مؤسسات مدنية وحكومية بهدف رسم زينة وجمالية على معالم مدينتي، وحققنا الكثير من ذلك كإنشاء نصب تذكارية وحملات للنظافة والتشجير، طبعاً ازدادت مشاريعي ومؤسساتي وتوزعت على مساحات القطر، وكل همي كان كسب اليد العاملة ، المحتاجة، وكان الهدف من تلك المشاريع بالدرجة الأولى بناء علاقات اجتماعية على مساحة القطر وتطوير مدينتي والتي هي جزء من وطني ومن كافة النواحي فنياً ورياضياً وخدمياً وساهمنا في كل تلك المجالات».

يتواصل مع ابناء مجتمعه في سبيل الخير

أمّا سنوات الأزمة فكان الموقف أقوى والدعم أكبر وهو ما بيّنه السيد "أحيقار": «خلال الأزمة التي مرّت على وطني قدّمت لي إغراءات كبيرة للسفر إلى "أوربا"، وطلب مني بيع ممتلكاتي وأملاكي وتسخيرها هناك، ورفضت ذلك بل ضاعفت كسب اليد العاملة وخاصة فئة الشباب والذين كانوا بأمس الحاجة للعمل، وخشيت عليهم من الهجرة، فبدأت بتشغيلهم زيادة على عدد العمال الذين أحتاجهم، بل وحافظت على جميع مؤسساتي دون بيع متراً واحداً، حتّى تلك التي في مدن "حلب، حمص، دمشق"، وبدأت أنا بالتواصل مع المغتربين من أبناء وطني وأنا من أثّر فيهم وطالب جميعهم بالعودة للوطن، وهناك من لبّى وآخرون يقدمون يومياً الدعم المادي والمعنوي لوطنهم وما يحتاجه أبناء المدينة، إضافة على ذلك قمنا بتأسيس تجمع شبابي في المدينة يبحث عن كل العناوين الخيرة والدعم والمساعدة مع المؤسسات للقيام بحملات إغاثة ونظافة وإقامة أنشطة ترفيهية وفنية ورياضيّة، والأهم أننا شكلنا علاقات اجتماعية وطيدة مع كل أطياف وألوان مدينة "القامشلي"».

الباحث التاريخي "جوزيف آنطي" له كلمة عن ابن مدينته فقال: «التاريخ سيدون عن هؤلاء الشباب ومنهم "احيقار" والذي بات نموذجاً رائعاً للحب والتآخي، بل وأكثر من ذلك فهو الذي ساهم بالغالي والنفيس وبكل ما يملك في سبيل دعم وطنه، وحبه لذلك جعله ينهج صوب الشباب وهم الفئة الأهم فزجهم بالعمل والمؤسسات والأعمال الخيّرة، ومن خلالهم سطّروا أفعالاً وأعمالاً خالدة».

الباحث جوزيف انطي

الفنان"مصطفى أحمد"، وهو صديق "عيسى" يقول: «هو حالة مثالية في مجتمعه ومدينته، وهو بحق داعم وفاعل لجميع المجالات، وفي مجاله الفني لم يبخل بالدعم المادي في الأنشطة التي تقام في المدينة وخاصة في هذه الظروف، فالمدينة والمجتمع بحاجة لأمثاله فهو ينشد الخير والسلام والمحبة والإخاء ويعمل على ذلك».