لم تترد بتقديم السخاء والعطاء لمحافظتها ووطنها طوال سنوات عمرها في الحياة، إبداع وعمل بتفان، ووقفات مطوّلة وطيبة مع ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 آذار 2014 قلبّت الصفحات العديدة والجميلة لسيرة ومسيرة الآنسة "إلهام جبرائيل صورخان"، وعن بداياتها تحدّثت لنا بالقول التالي: «منذ السنوات الأولى من عمري كان لدي حب وتقرب للعمل مع الجماعة بالدرجة الأولى، ومنفردة في أحيان كثيرة، وعندما دخلت أحضان التربية كتلميذة في الحلقة الابتدائيّة، بادرت على الفور بمشاركة رفاقي في جميع الأنشطة والفعاليات التي كانت تقام باسم مدرستي على مستوى المحافظة، كنت في معارضها وفعالياتها وساهمتُ معهم في أفراحهم واحتفالياتهم، وكنتُ ضمن فريق كرة اليد ومثلنا المحافظة على مستوى القطر وكنا من المراكز الأولى، وجد الجميع عندي التميّز، فبادلوه بالتقدير والثناءات المتكررة شفهياً وكتابياً، فازدادت الثقة بالنفس وعاهدت نفسي ووجداني ألّا أترك مناسبة مهما كان نوعها، والمهم أنها تصب في المصلحة العامة، لأكون أول المشاركات فيها، وحقّاً تابعتُ النهج والاستمرارية في الحلقة الإعدادية، ولأنني اخترت التميز والجميع وجدوه في داخلي قررت أن أكون مظلية أيضاً وشاركتُ في القفز المظلي عام 1980 وأنا طالبة صف تاسع، وكانت التجربة مثالية ولا تزال في ذاكرة الجميع من أبناء محافظتي».

لها حضور في كل مناسبة، وجدانية أم تربوية أو فنية وقد تكون رياضيّة أو خاصة بالطفولة وأفراحها، وجودها في كل أنحاء المحافظة بشكل رسمي أو شخصي، والمهم عندها أن تفرض رسالة طيبة من المرأة، أخذت مناصب إدارية كثيرة والرضا كان العنوان الأبرز عند الأغلبية، ولذلك كان نصيبها مؤخراً أن تكون مديرة لتربية "الحسكة" وهي أول امرأة على مستوى القطر تتقلد هذا المنصب، علماً أن تربيتنا هي أكبر مديرية على مستوى القطر بالكوادر والمساحة الشاسعة والواسعة

وتتابع عن مشوارها الحافل: «كنتُ وخلال مشوار دراستي ضمن جميع الفرق الثقافية والأدبية التي تنافس على مستوى المحافظة والقطر، ولذلك كان نصيبي الحصول على المركز الأول على مستوى المحافظة في المسابقة الثقافية عندما كنت من طالبات المرحلة الثانوية، إضافة إلى جميع الفعاليات والأنشطة التي كانت تقيمها المنظمات والفعاليات، وتزامنت مشاركاتي ومساهماتي بالتفوق في جميع سنوات الدراسة وفي جميع مراحلها ولم أكتف إلا بنيل شهادة دبلوم التأهيل التربوي، أمّا في الجانب الآخر من المساهمات فتابعتها، وكان قراري الانضمام إلى جمعية المرأة العربية للأيتام وكنتُ عضواً فيها، وعلى مدار تلك السنوات كنّا على تواصل مع الأيتام نواسيهم ونشاركهم الأفراح ونقدم لهم الهدايا ونجمع لهم التبرعات والأموال، بحثنا ونبحث لهم دوماً عن نغمة الفرح والأمل، وتزامناً مع تلك اللجنة كنتُ عضواً في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ومن شدّة عشقي للمعلوماتية اتبعت 25 دورة معلوماتية في جميع الاختصاصات إضافة إلى الدورة المركزية لتسعة أشهر أقيمت على مستوى القطر في محافظة "دير الزور" هذا لكوني عضو لجنة مسابقات الرواد على مستوى القطر الخاصة بالمعلوماتية أيضاً، ومحافظتنا نالت مراكز الريادة مراراً وكنت المشرفة عليها».

مهام عديدة في التربية منذ سنوات طويلة

وتضيف عن رحلتها الإنسانية والعلمية: «للتميز الكبير ولعشقي اللا محدود للمعلوماتية كان لي شرف تسلم مركز المعلوماتية في المحافظة لسبع سنوات متتالية، وعلى مدار سنوات عديدة كنتُ من بين المشاركات في الملتقيات الثقافية التي تقام بشكل دوري في كل عام وعلى مستوى القطر وكلها كانت معنية بالأطفال، وكثيرة هي المرّات التي نلنا حصة التكريم والتقدير بأبهى صوره، نسعى ونعمل للتواصل والتعاون مع جميع المنظمات الإنسانية والتعليمية بهدف الوصول إلى نتائج طيبة ومبهرة لأطفالنا بالدرجة الأولى، للشهداء وللأيتام وللمنظمات الخيرية والإنسانية، ولذوي الاحتياجات الخاصة اهتمام كبير عندي، فأنا مشاركة منذ عشرات السنين وحتّى اليوم في كل مناسبة تخصص لهم، ولذلك هناك طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة متعلق بي كثيراً واليوم الذي لا يشاهدني فيه يلازمه الهم والغم، وبات متعلقاً بي أكثر من والدته، فكان عهدي معه أن أذهب إليه يومياً لساعة واحدة مخصصة له نذهب إلى الحديقة ونتجول معاً ونتناول الطعام أو الشراب في مكان يجلب السرور له، هذا حالي معه لسنوات عديدة وحتى اللحظة، وطالما هو سعيد فأنا سعيدة لذلك».

ومما اختتمت به الآنسة "إلهام" قولها: «كثيرة هي المنظمات والفعاليات واللجان التي أساهم فيها وأتفاعل معها لتقديم كل ما يجلب السعادة والأمان والمحبة، ولذلك هذا الكم الهائل من الأعمال بحاجة إلى تنظيم كبير للوقت الذي لا أملك إلا ساعات قليلة منه في اليوم، فساعات الراحة والهدوء هي للواجبات والزيارات الخيرية والاجتماعيّة، وحرصي كبير على النجاح في كل منصب أتبوؤه، ففي العام الماضي كنت معاونة مدير التربية للتعليم المهني، ونالت المحافظة المراكز الأولى على مستوى القطر في الشهادة الثانوية بالاختصاصات الثلاثة التجاري والنسوي والمهني، تلك الرحلة كانت السبب في الحصول على العديد من شهادات التقدير والثناء من أكثر من منظمة وفعالية».

الدكتور "عامر الجراح" أحد كوادر جامعة "الفرات" في محافظة "الحسكة" تحدّث عن الآنسة "إلهام" فقال: «لها حضور في كل مناسبة، وجدانية أم تربوية أو فنية وقد تكون رياضيّة أو خاصة بالطفولة وأفراحها، وجودها في كل أنحاء المحافظة بشكل رسمي أو شخصي، والمهم عندها أن تفرض رسالة طيبة من المرأة، أخذت مناصب إدارية كثيرة والرضا كان العنوان الأبرز عند الأغلبية، ولذلك كان نصيبها مؤخراً أن تكون مديرة لتربية "الحسكة" وهي أول امرأة على مستوى القطر تتقلد هذا المنصب، علماً أن تربيتنا هي أكبر مديرية على مستوى القطر بالكوادر والمساحة الشاسعة والواسعة».