من مواليد "تل تمر"، درس في مدارسها، ثم التحق بالمعهد الموسيقي بدمشق، لحبه وعشقه للموسيقا منذ طفولته، له أكثر من 250 لحناً لأغاني آشورية وعربية، كما له بصمته في تلحين مسرحيات غنائية كـ "الطوفان" من تأليف الأستاذ "أبدل أبدل" وملحمة "جلجامش" باللغة الآشورية من إعداد الكاتب والشاعر "أوديشو ملكو"، له أكثر من أربعين مقطوعة موسيقية منها "أورمي، أشور والسلام، موسيقا الخليقة".

موقع eHasakeh بتاريخ 11/1/2011 التقى الموسيقار والملحن "يوسف إيشو" في استوديو "أثرا" الذي يديره بتل تمر وكان معه هذا الحوار الفني:

يعتبر الموسيقار "يوسف إيشو" المعلم الكبير لنا جمعياً، ولنا الفخر به، لكونه أعطى للتراث الغنائي حيويته بالحفاظ عليه، لكن وللأسف لم تسلّط الأضواء عليه رغم أعماله الكثيرة، والمميزة في مجال إحيائه للتراث الغنائي، فهو يعتبر خميرة إنشاء المواهب الفنية في منطقة الخابور خاصة، والجزيرة السورية عامة

  • متى كانت البدايات الأولى لك في خوض هذا المجال الفني؟
  • الموسيقار يوسف إيشو في إحدى الأمسيات الموسيقية

    ** بعد تخرجي في المعهد الموسيقي بدمشق عام 1980، اتبعت دورات عديدة في مجال التأليف والتوزيع الموسيقي في مدينتي "حلب ودمشق"، بعد انتهاء تلك الدورات، أشرفت على النشاطات الفنية والموسيقية لرابطة ريف "الحسكة" لأكثر من عشر سنوات، ثم كلفت بعدها بالإشراف الموسيقي لمهرجان الشبيبة المركزي الذي أقيم في "الحسكة" عام 1998، كانت هذه انطلاقتي الفعلية في مجال الفن والموسيقا».

  • هل هناك مكان وزمان يبدأ فيه الموسيقار بالتلحين؟
  • الموسيقاريوسف إيشو والفنانة نزيرة أدويشو

    ** الملحن المحترف يستطيع أن يلحن في أي وقت يشاء، لذلك فليس هناك زمان ولا مكان محددين للتلحين، فالتلحين عبارة عن موهبة بالدرجة الأولى، ثم الدراسة فالخبرة والمخزون الفني؟

  • من أين يستمد الموسيقار"يوسف" ألحانه؟
  • ** استمد ألحاني من التراث الغنائي الشعبي والكنسي، ومن التراث الفني الشرقي بشكل عام.

  • هل تأثرت بنمط معين من الألحان؟
  • ** تأثرت بالموسيقا والألحان الشرقية بشكل عام، في البداية الألحان والأغاني الآشورية الفلكلورية والكنسية، ثم العربية والتركية واليونانية والهندية.

  • هل من تطورات أدخلتها على الغناء الفلكلوري في منطقة الجزيرة؟
  • ** تناولت الأغاني التراثية الآشورية في الأمسيات الغنائية، فقمت بجمعها وتنقيح كلماتها وكتابة النوتة الموسيقية لألحانها، لتتوضح معالم الألحان ومقاماتها، بوضع مقدمات موسيقية لها لتقدم بأسلوب جديد ومحبب ومختلف.

  • هناك من يقوم بدمج جميع ألوان الغناء الشعبي في ألحانه؟ كيف تجد هذا الدمج العشوائي إن صح القول؟
  • ** الدمج يفقد الأغنية طابعها وخصوصيتها، خاصة إذا كانت لا تملك الشخصية الخاصة بها.

  • قدمت أمسيات موسيقية كثيرة؟ كيف تراها من وجهة نظرك في إحياء التراث؟
  • ** في عام 2007 قمت بجمع باقة من التراث "الآشوري"، وكتبت ألحانها بالنوتة الموسيقية لمعرفة مقاماتها وأوزانها، وقمت بوضع مقدمات موسيقية لها، ودرست مدى إمكانية تقديمها بأمسية خاصة، وبعد عام كامل من العمل والتدريب المتواصل مع الفنانة "نزيرة أوديشو"، قمنا بتقديم الأمسية الأولى بعنوان "الآشوريون والغناء" في عام 2008 مع آلة العود، وتلتها أمسية في عام 2009 بمشاركة الأستاذ "نوبار ملكونيان" على آلة الرق، ثم أمسية في عام 2010 بمشاركة عازفا الكمان "حنا بتيو وسركون بتيو" وكورال السيدة العذراء بالحسكة، وبعد هذه الأمسيات الثلاث توصلت إلى قناعة، بأن التراث "الآشوري" الغنائي بدأت شخصيته تتضح أكثر وأصبح الجيل الجديد يتفاعل مع هذا النمط من الأغاني، وذلك من خلال الموسيقا التي وضعناها في المقدمات والفواصل.

  • أين تجد مستوى الأغنية الشعبية في وقتنا هذا؟
  • ** تناول الأغنية الشعبية صعب جداً، وبحاجة إلى أناس أكفاء في المجال الموسيقي وندرة المحترفين فيه تجعل من الصعب تناول التراث بشكل سليم، وهذا ما جعل الأغنية الشعبية أن لا تأخذ موقعها المناسب على المستوى السوري.

  • ماذا عن مشاركتك في مهرجان الفنون الشعبية الأول الذي أقيم في "الحسكة"؟
  • ** تم تكليفي من قبل لجنة المهرجان بالإشراف الموسيقي للمهرجان، وعلى ذلك قمت بدعوة مدربي الفرق الشعبية في محافظة "الحسكة" للاطلاع على الأعمال المشاركة، لدراسة هذه الأعمال وترتيبها بشكل فني، وبعدها بدأت بتوزيع ألحانها وتسجيلها في أستوديو "أثرا"، كما أشرفت على تدريبات الفرق موسيقياً، وتمت مناقشة كل تلك الأمور مع الأستاذ المخرج "إسماعيل خلف" عن مدى ملائمة هذه الأغاني للعمل بشكل عام، وتم تقديم فقرات المهرجان بالشكل المناسب والمطلوب.

  • ما أهم إنجازات "يوسف إيشو" على الصعيدين المحلي والقطري في المجال الموسيقي؟
  • ** كان لي الشرف بالمشاركة في دورة الوفاء الكروية في "الحسكة" عام 1999 كرئيس للجنة الموسيقية، حيث قمت بتأليف وتلحين موسيقا وأغاني الافتتاحية والختام للدورة، كما شارك فيها الأستاذ "إبراهيم كيفو" بتلحين بعض الأغاني من تأليف الدكتور "أحمد الدريس" وإخراج الأستاذ "إسماعيل خلف"، كما أشرفت على التأليف الموسيقي لمهرجان الفلاحين القطري، ومهرجان الطلائع المركزي في "الحسكة"، في عام 2000 شاركت في مهرجان الأغنية السورية السابع، الذي أقيم في محافظة "حلب"، بأغنيتين الأولى باللغة الآشورية بعنوان "شيخاني" أداء الفنانة "شميرام صومي"، والثانية باللغتين السريانية والعربية بعنوان "أورنينا" أداء الفنانة "أيلونا دنحو"، وفي عام 2004 سافرت إلى "إيران" واشتركت في مهرجان تموز في مدينة "أورمي"، وقدمت هناك مقطوعة موسيقية بعنوان "أورمي" التي ألفتها خصيصاً للشعب "الأورمي"، أما في عام 2002 فقمت بتأليف وتلحين أغاني للعرس الجماعي الذي أقيم في منطقة "مغلوجة" بمناسبة رأس السنة الآشورية، كما قمت بتلحين موسيقا وأغاني افتتاحيات مهرجانات الأغنية الآشورية لأعوام 2002 – 2003 – 2004، ولديّ العديد من الألحان لأغاني مهرجانات الأغنية السريانية التي أقيمت في "القامشلي" بأصوات الفنان "أمانوئيل اسكندر ونبيل آدم وشميرام صومي وساندي عمسيح".

    الفنان والملحن "أمانويل اسكندر" يقول: «يعتبر الموسيقار "يوسف إيشو" المعلم الكبير لنا جمعياً، ولنا الفخر به، لكونه أعطى للتراث الغنائي حيويته بالحفاظ عليه، لكن وللأسف لم تسلّط الأضواء عليه رغم أعماله الكثيرة، والمميزة في مجال إحيائه للتراث الغنائي، فهو يعتبر خميرة إنشاء المواهب الفنية في منطقة الخابور خاصة، والجزيرة السورية عامة».