«تعلمت هذه المهنة من ذاتي حوالي عام 1945، وأصبحت معروفة في كافة مناطق بلدة "تل تمر" وريفها ومنذ ذلك الوقت وحتى عام 2008 كنت أعمل دون مقابل».

هذا ما حدثتنا به "الحاجة غزالة" عندما التقى بها موقع eHasakeh بتاريخ 13/1/2009، وعن تجربتها الأولى تقول "الحاجة غزالة":

حوالي عام 1945 كانت بدايتي الأولى كداية، وبعدها تعلمت من خلال تجربتي العملية كيفية تعديل وضع الجنين إن كان وضعه مقعدي، ودون أي عمل جراحي كنت أقوم بتوليد الطفل دون ألم، فالأمر بسيط جداً بالنسبة لي

«حوالي عام 1945 كانت بدايتي الأولى كداية، وبعدها تعلمت من خلال تجربتي العملية كيفية تعديل وضع الجنين إن كان وضعه مقعدي، ودون أي عمل جراحي كنت أقوم بتوليد الطفل دون ألم، فالأمر بسيط جداً بالنسبة لي».

آخر الولادات

وتضيف قائلة: «كان الناس يأتون إليّ في أوقات متأخرة من الليل، ولم أكن أبالي أبداً بذهابي معهم، فأنا أحببت مهنتي هذه وعملي كله كان لوجه الله تعالى، ودون أي مقابل مادي، وبعد أن أصبحت معروفة كداية بدأ الناس يأتون إليّ من مناطق أخرى "كالدرباسية" وريفها وحتى من "تركيا"».

وعن نيلها شهادة قابلة قانونية تقول "الحاجة غزالة":

«عندما ذاع صيتي بين الناس كداية، اشتكت عليّ بعض القابلات القانونيات بأنني أعمل بهذه المهنة دون حصولي على شهادة، وبذلك حضر إلي اثنان من عناصر شرطة "تل تمر" برفقة الدكتور "سركون" وممرضة مختصة من "مشفى المواساة" ورئيسة قسم الولادات من "مشفى الحسكة"، خفت في بداية الأمر لكن الدكتور "سركون" طمأنني عن سبب مجيئهم.

وفي المركز الصحي في "تل تمر" طلبوا مني إحضار بعض الأطفال الذين أنجبوا على يدي، وبالفعل تم استدعاء حوالي خمسة عشر طفلاً مع ذويهم إلى المركز، وكانت أعمارهم ما بين الشهر وثلاثة أشهر وبعد فحص اللجنة للأطفال بدؤوا يصفقون لي بأن جميع الولادات تمت بشكل ممتاز.

بعدها أخذوا لي صورة وأرسلوها إلى "دمشق"، وبعد فترة تم تبليغي بمشاركتي بدورة تدريبية في "مشفى الحسكة" وكانت مدتها شهرين، وخلال الدورة كنت أقوم بتعليم الطالبات بكيفية تعديل وضع الجنين وبعض الأمور الأخرى، بعد انتهاء الدورة التدريبية مُنحت شهادة من وزارة الصحة مع هدية كانت عبارة عن حقيبة طبية خاصة بممارستي كقابلة قانونية.

كان عمري في هذه الفترة خمسة وستين عاماً وفي عام /2008/ تم تقاعدي عن العمل كقابلة لكوني أصبحت في الثمانين من العمر، وحتى الآن يتم استدعائي من قبل أطباء مختصين لتعديل وضعية الجنين كي لا يقوموا بإجراء عمل جراحي للأمهات الحوامل».

وأضافت مبتسمة: «في أحد الأيام أصبحت قابلة لقطّة، كانت تموء بشدة متجهة نحوي، وعند اقترابي منها عرفت بأنها في حالة ولادة، وما إن وصلت على مقربة منها حتى تمددت على الأرض، وكنت خائفة جداً منها بمهاجمتها لي لكونها ستلد، ولكني تجاهلت الأمر، وبدأت بمساعدتها بالولادة، حيث وضعت ستة صغار، ثم قدمت لها بعض الماء والطعام بعد وضعها في مكان دافئ وآمن».

يذكر أن "الحاجة غزالة علي إبراهيم" عمرها الآن /80/ سنة ولها ولدان وثماني بنات وهي تسكن مع أولاد ابنها في بلدة "تل تمر" التابعة لمحافظة "الحسكة".