«شابٌ سلبت الأقدار منه نعمة النطق، لكنه استمد قوته من إحساسه المرهف، وعبقريته اللا محدودة، من هذا الشاب يمكن أن يستمد كل إنسان ٍ آلاف العبر، شاب يخرس أمامه الكلام، منحته السماء بصيرة يعجز الكثير عن حملها».

هذا ما قاله السيد "هيثم سعد العباس" أحد الأشخاص اللذين يرتادون صالون السيد "خضر العيسى" والشهير بـ "خضر الأبكم" لموقع eHasakeh الذي زار السيد "خضر العيسى" في صالونه بتاريخ 2/1/2009.

"خضر الأبكم" في بدايته كان فناناً بارعاً وله طريقة في الرسم تجعل منه رساماً متميزاً لديه العديد من اللوحات المهداة، وبين الفترة والأخرى ينزوي "خضر" في غرفته الخاصة ليمارس هوايته في الرسم، ولكنه فضل أن يمتهن الحلاقة ويبقى الرسم مجرد هواية

وأضاف "هيثم": «إن "خضر الأبكم" في بداية حياته في منطقة "الهول" عاش طفولة تختلف عن أقرانه، كان يعوض عدم مقدرته على الكلام بالرسم فهو يبرع في رسم الشخصيات، إضافة إلى ممارسة بعض الألعاب الرياضية كرياضة الجودو، وفي مقتبل عمره عجز الكثيرون عن تفسير هذا الشخص الذي صنع للعبقرية طريقها من خلال ممارسته مهنة الحلاقة، حيث يملك "خضر الأبكم" صالون حلاقة بسيطاً في منطقة "الهول" إلى الشرق من محافظة "الحسكة" ويرتاد هذا المكان جميع أبناء المنطقة وذلك بسبب تميزه عن غيره من الحلاقين فبراعتهُ ظاهرةٌ من خلال لمساته على المقص وأدوات الحلاقة، والمفارقة هنا أن هذا الشخص لم يمتهن الحلاقة، ولم يخضع لدورات تدريبية وذلك بسبب عدم مقدرته على القراءة والكتابة».

وعن إبداعه في الرسم تحدث: «"خضر الأبكم" في بدايته كان فناناً بارعاً وله طريقة في الرسم تجعل منه رساماً متميزاً لديه العديد من اللوحات المهداة، وبين الفترة والأخرى ينزوي "خضر" في غرفته الخاصة ليمارس هوايته في الرسم، ولكنه فضل أن يمتهن الحلاقة ويبقى الرسم مجرد هواية».

أما عن ممارسته الرياضة فقال: «هو لاعبٌ يمتاز في لعبة الجودو ويملك حركات ينظر إليها الكثير باستغراب وله مهاراتٌ تجعل منه رياضياً قوياً، ربما لو أن هذا الإنسان احترف رياضة الجودو لكان الآن من الأبطال المتميزين، وأريد هنا أن أذكر أن "خضر" يبرع أيضاًُ في صيد الأسماك فهو يمارس هذه الهواية في أوقات الفراغ، ويملك طريقة خاصة في الصيد وذلك من خلال صنارته التي صنعها بنفسه».

وحدثنا السيد "حسن العبد الله" أحد أقرباء وأصدقاء "خضر" قائلاً: «"خضر" صديقي منذ الصغر، حيث كان يحمل فطرة مرهفة فأنا لا أقول هذا الكلام لمجرد الوصف، نمت فطرته في فترة الشباب، "خضر" بشهادة الجميع يستطيع أن يصنع لزبائنه أي نوع من القصات بمجرد الإشارة إلى نوع الحلاقة، فحركات يديه على المقص واهتمامه بالنظافة في هذا الصالون شيء لصيق بشخصيته، أنا شخصياً كنت أشعر بالضعف أمامه، وذلك ليس فقط لنجاحه في الحياة ولكن لتميزه عن الآخرين».

بقي أن نذكر أن السيد "خضر الأبكم" يعيش مع أسرته المكونه من زوجة وطفلين وله من العمر 38 عاماً، في منطقة "الهول" التي تبعد بحدود 40 كم عن محافظة "الحسكة".