«بالجد والعمل والمثابرة استطعت أن أحصل على الجائزة الأولى لهذا العام لموسم الأقطان كأفضل فلاح لعام /2008/ على مستوى "سورية"، كما حصلت على جوائز كثيرة من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ومديرية الزراعة "بالحسكة" للإنتاج الذي تقدمه أرضي من موسم القطن». بهذه الكلمات افتتح السيد "عبد الرحمن بوعمر" حديثه لـ eHasakeh بتاريخ 10/11/2008 عندما التقته في منزله بقرية "عين العبد" التابعة لناحية "تل تمر" الواقعة شمال شرق مدينة "الحسكة" والتي تبعد مسافة /55/كم من "الحسكة" وأضاف "بوعمر" قائلاً: «في البداية كان منتوج الأرض قليلاً، مع الكثير من التعب والعناء المقدم لخدمتها، وبالمقابل يبقى الإنتاج ضعيفاً، وبعد طول انتظار وملل من الوضع الذي دامت عليه الأرض وكثرة المصاريف المترتبة عليها قررت أن أتحول في ريها إلى الري الحديث الري بالتنقيط، وفعلاً قمت بتركيب الشبكة في عام /2000/ بشكل طوعي من دون استجرار قرض من المصرف، ونفذت التجربة بدايةً على مساحة /30/دونماً ومن ثم زدت المساحة في العام الذي يليه وهكذا حتى أصبحت المساحة المزروعة تقارب /100/دونم».

وعن نسبة الإنتاج وتطويره يجيب "بو عمر": «الزيادة في الإنتاج ملحوظة والفرق كبير بين الري الحديث والري التقليدي المعتمد على الري بالأحواض، فيقدر إنتاج الدونم الواحد من القطن ما يزيد عن /600/كغ، مع توفير نسبة المياه الزائدة عن حاجة النبات ما يقارب 30% عن الري التقليدي، وأنا مطلع على النتيجة بشكل شخصي لكون لدي عداد مياه على البئر، ولدي قطعة صغيرة من الأرض التي تزرع بالري التقليدي والفرق واضح لدي، والآن أعمل على تطبيق منظومة الري الحديث على كامل المساحة المزروعة، هذا بالإضافة إلى توفير كبير في الأيدي العاملة والأسمدة وحتى كمية البذار المستخدمة سابقا».

أود القول بأن الري بالتنقيط يوفر الجهد والأيدي العاملة ويوفر نسبة كبيرة من المياه المضرة بالنبتة وتزيد نسبة ملوحة الأرض، بالإضافة إلى هدر نسبة كبيرة من المياه ونحن اليوم بأمس الحاجة لها، وأقول أيضاً بأن الأرض كالطفل الصغير تحتاج الرعاية وبقدر ما تعطيها تعطيك

وعن كيفية الحفاظ على الشبكة وطرق استخدامها يقول "بوعمر": «يجب الاعتناء بشبكة الري وذلك من الاهتراء وعدم إهمالها فأقوم بإجراء صيانة دورية وبشكل مستمر لهذه الشبكة، وعند نهاية الموسم لدي مستودع مخصص لها أقوم بجمعها وتخزينها به حفاظاً عليها من الاهتراء، لأقوم بالعام القادم بمدها من جديد وهذه هي الطريقة الأسلم للحفاظ عليها».

أما الجوائز التي فاز بها "بو عمر" خلال السنوات الماضية منذ تركيب الشبكة حسب ما يروي:

«تسلمت جوائز كثيرة منها على مستوى محافظة "الحسكة" ومنها على مستوى القطر، ففي عام /2004/ حصلت على المركز الثالث على مستوى محافظة "الحسكة" ومبلغ من المال قدره /10000/ ليرة سورية، وفي عام /2007/ حصلت على المرتبة الثانية على مستوى القطر والأول على مستوى "الحسكة" ومبلغ قدره /100000/ ليرة سورية، وفي هذا الموسم لعام /2008/ حصلت على المركز الأول على مستوى القطر وكرمت أثناء المعرض الأول لتقنيات الري الحديث المقام بمدينة "الحسكة" من قبل معاون وزير الزراعة والمحافظ وأمين الفرع مع عدد من الفلاحين على مستوى "سورية"».

ويصف "بوعمر" المشكلات التي تعترضه: «نواجه مشكلة ارتفاع أسعار التجهيزات والإكسسوارات الخاصة بأنابيب الري بالتنقيط حيث هناك بعض التجهيزات التي يجب تبديلها بشكل مستمر بداية كل موسم، لذا نتمنى تخفيض ثمنها قليلاً حتى يتمكن الفلاح من الاستمرار بالري الحديث لأن مقدرة الفلاح ضعيفة قليلاً ولا يتوفر لديه المال بشكل مستمر لتأمين هذه المستلزمات».

كلمة أخيرة تود قولها للفلاح عن طريق eHasakeh: «أود القول بأن الري بالتنقيط يوفر الجهد والأيدي العاملة ويوفر نسبة كبيرة من المياه المضرة بالنبتة وتزيد نسبة ملوحة الأرض، بالإضافة إلى هدر نسبة كبيرة من المياه ونحن اليوم بأمس الحاجة لها، وأقول أيضاً بأن الأرض كالطفل الصغير تحتاج الرعاية وبقدر ما تعطيها تعطيك».