نال مؤخراً براءة اختراع في "ألمانيا" حيث يقيم منذ فترة، متابعاً بذلك ما حصده من براءات وجوائز ودروع عن اختراعاته في "سورية" منذ أن كان في مرحلة الدراسة الابتدائية.

فقد استطاع "نزار عودة الكريم" أن يدوّن اسمه باكراً في مجال الاختراعات منذ أن كان طالباً في المرحلة الابتدائية، وأثناء دراسته في المرحلة الثانوية نافس طلاب محافظة "الحسكة" في مجال الاختراع محققاً بذلك المرتبة الأولى، وعن اختراعاته في تلك الفترة يقول في حديثه لمدوّنة وطن: «ساهمتُ وأنجزتُ تجارب عدّة في مادتي الفيزياء والكيمياء في الصف الثاني الثانوي، وقمت باختراع دارات كهربائيّة، وتوليد طاقة من الرياح، وأشياء أخرى كنتُ أعدها من الحاجات الأساسية للمجتمع وحياة الناس، فأنا أبادر فوراً لاختراع الجهاز أو الأداة التي أجدها في منهاجي، وقد شاركت بالعديد منها في معارض المدارس».

منذ أن تعرفت عليه أجده طموحاً، وعاشقاً للإبداع، يسعى للتميز ويحققه، لديه إرادة كبيرة للوصول إلى أهدافه، أجده اليوم يمثل بلده في الاغتراب خير تمثيل

بعد نيله الشهادة الثانوية أصبح الاختراع هاجسه الأساسي، وأول اختراع له كان "الصنوبر الذكي" وحسب ما يروي: «فالجهاز يقوم بضخ الماء مجرد الشعور بلمس اليد، وفي العام نفسه 2003 شاركت بجهاز "المطب الذكي" والذي يحدد المطبات والسرعات الواجب تخفيف سرعة السيارة عندها، كما ويحدد المنعطفات الخطرة، وهو عبارة عن جهازين ضمن السيارة، يحدد المنطقة الخطرة وبعد تجاوزها هناك إشارة أخرى تحدد الوصول إلى المنطقة الآمنة، وقد حصلت من ذلك الاختراع على جائزة مالية خلال مشاركة عدد من المخترعين في معرض أقيم بمكتبة "الأسد" في مدينة "دمشق"».

إبداع واختراع نزار

واستجابة لنداء امرأة لديها ولد أصم، اخترع جهازاً يسمّى "الكريّم"، يهدف لحماية الأطفال الصمّ من حوادث السير، وتفاصيل هذا الجهاز كما يوضح: « عبارة عن جهاز صغير يتم وضعه على خاصرة الطفل، ويتم تنبيهه بوجود سيارة على بعد 12 متراً، حيث يبدأ الجهاز بالاهتزاز، وبذلك يعلم الطفل بأن سيارة ما اقتربت منه، وهو ما يحميه من حوادث السير».

تابع تركيزه واهتمامه بذوي الاحتياجات الخاصة، وقام باختراع جهاز آخر تحت مسمى "الكأس الذكي" وهو عبارة عن كأس بمجرد ما يمتلئ يصدر صوتاً موسيقياً، هذا الجهاز خاص بالمكفوفين، الذين يسمعون ولا يبصرون، فمن خلال الصوت الموسيقي يُعلم امتلاء الكأس.

البراءة من ألمانيا

لكن ماذا عن جهاز "السرير الحنون" الذي يعد أحد اختراعاته المهمّة؟.. يقول: «هذا الجهاز منحني براءة الاختراع في بلدي، وهو عبارة عن تزويد الأطفال الخدج بصوت نبضات قلب أمهاتهم، لأنه مع ولادة الطفل في الشهر السابع حصراً يتم وضعه في الحاضنة، والجهاز يضيف إلى فوائد تلك الحاضنة مهمة أخرى عبر منح الطفل صوت نبضات أمه، وقد أثبت الأطباء مدى حاجة الطفل للنبضات للمساعدة على تكوينه، طبعاً يسمعها عن طريق تقنية الاهتزازات من خلال جسم السرير والوسادة التي يستلقي عليها».

مع سفره إلى خارج البلاد تابع "عبد الكريم" اختراعاته وحصل مؤخراً على براءة اختراع في "ألمانيا" مكان إقامته الحالية، وعن ذلك تحدّث: «مع وصولي إلى ألمانيا قدمت ثلاثة اختراعات، وقد منحت البراءة على جهاز "الطوبة الآمنة" وهو عبارة عن نظام حديث لبناء أسقف القرميد، كانت فيه نقطة ضعف، تلك النقطة وجدتُ لها حلاً، وبناء عليه نلت البراءة، حالياً لديّ أفكار جديدة للعمل عليها، وإنجاز اختراعات قادمة».

إنجازه الأخير في مكان إقامته إشارة واضحة على قدراته الكبيرة وأفكاره المتميزة، هذا من كلام صديقه المخترع "عودة الكاطع" ابن مدينة "القامشلي"، وأضاف: «منذ أن تعرفت عليه أجده طموحاً، وعاشقاً للإبداع، يسعى للتميز ويحققه، لديه إرادة كبيرة للوصول إلى أهدافه، أجده اليوم يمثل بلده في الاغتراب خير تمثيل».

"نزار الكريم" من مواليد محافظة "دير الزور" عام 1981، درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس محافظة "الحسكة".

أجري اللقاء بالتواصل معه في مكان إقامته بتاريخ 12 شباط 2021.