بصوته الرخيم والشجي، يطوف العالم ناثراً هوسه وفرحه وحزنه، غنى للإنسان وللأوطان، وبقيت "سورية" عشقه وجرحه وأمله وحنينه الذي لا ينقطع إلى كل ذرة من تراب وطنه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 20 شباط 2020 تواصلت مع المطرب السوري الجزراوي "ثائر ملكو" ليحدثنا عن فنه وعن تجربته في بلاد الاغتراب فقال: «أنا من مواليد "الحسكة" عام 1968 عشت وترعرعت في أزقتها وحواريها وتنفست هواءها، لسعتني شمسها وقرصني بردها لكنه البرد الأجمل والشمس الأحلى وهذا يقيني برغم أنني لففت بقاع الأرض فلم أجد أجمل من شمس وطني وهوائه، عشت في مجتمع فيه كل الطوائف والإثنيات فلم أحس بالفارق بل زاد من خبرتي وعمل على إنضاجي فنياً بعمر صغير.

المطرب "ثائر ملكو" مطرب سوري أصيل غنى لـ"سورية" ولوطنه الغالي، وهو يمتاز بأنه يغني جميع الألوان الغنائية وله حضور مميز وشهرة واسعة في المغترب

"الحسكة" هي "سورية" تذوب بها وتذوب بك فيصدر الإبداع، عرفت الموسيقا والغناء صغيراً وباتت عشقي الأول والأخير وهذا ما وفره لي أهلي لأنهم وجدوا فيّ الموهبة والجدية في تعلمها وإتقانها، غنيت في منظمة "طلائع البعث" في صغري وفي اتحاد "شبيبة الثورة" وأنا يافع وأسسنا فرقة تتبع للاتحاد وفرقة خاصة بنا اسمها "اليوث باند" بإشراف الأستاذ "نبيل قاووق" وكانت اللبنة الأولى في مشواري الفني».

الشاعر جاك إبراهيم

يضيف "الملكو": «عندما أتممت الثامنة عشرة التحقت بمصنع الرجال الجيش العربي السوري، وخلال الخدمة عرفت كم هي "سورية" جميلة وتستحق كل قطرة دم تبذل في سبيلها وبعد نهاية الخدمة الإلزامية عدت إلى "الحسكة" لكن أهلي كانوا قد هاجروا إلى "كندا" فقررت اللحاق بهم كي لا أكون وحدي في "الحسكة" كان ذاك عام 1990 وفيها لم أجد ملاذاً أحتمي به يعينني على الغربة سوى فني والتراث الذي أحمله معي، زوادتي الفنية في الحياة اللون (الماردلي) بما فيه من الفرح والشجن والعراقة تعاونت مع شعراء "الجزيرة" السورية وأصدرت ألبومي الأول في "سورية" قبل سفري والذي كان من أشعار الشاعر الجزراوي الكبير والمغترب أيضاً "جاك إبراهيم" بعنوان "طير وحمامة" وما زلت أتعامل معه في كل ألبوماتي.

غنيت لكل أبناء وطني في المهجر، فقد غنيت في "كندا، أمريكا، أستراليا، السويد، هولندا، واليونان" حملت لهم في صوتي "سورية" الحبيبة وتراث بلدي بكل مناطقه فكانت الدموع تسبق الآهات، أغني لهم إضافة إلى أغانيّ الخاصة "الوسوف، صباح فخري، ملحم بركات، وديع الصافي" وأغاني "أم كلثوم" وتراثنا (الماردلي) العتيد».

الفنان طوني مرشو

أما عن أغانيه لوطنه "سورية" فيقول "ملكو": «غنيت له أغنيتين الأولى اسمها "رح ارجعلك سورية" كلمات الشاعر اللبناني "كميل شحود" ومن ألحاني وقد بثت في التلفزيون السوري والثانية بعنوان "ترجع تتعمر" كلمات الشاعرة السورية "نهلة سعود" وألحاني أيضاً، أما اللقاء مع "سورية" فسيكون قريباً».

يقول عنه الفنان المغترب "طوني مرشو": «المطرب "ثائر ملكو" مطرب سوري أصيل غنى لـ"سورية" ولوطنه الغالي، وهو يمتاز بأنه يغني جميع الألوان الغنائية وله حضور مميز وشهرة واسعة في المغترب».

أما الشاعر "جاك إبراهيم" فيقول عنه: «المطرب "ثائر ملكو" فنان شامل يكتب ويلحن ويغني وهذة ميزة فريدة لفنان مثله وكانت لي تجربة فنية ناجحة معه بعد أن سمعت موهبته الغنائية التي يؤدي من خلالها كافة الألوان الغنائية فكتبت كلمات ألبومه الأول قبل هجرته إلى "كندا" الذي لاقى نجاحاً باهراً ولا يزال يتذكره أهل "الجزيرة" وحينما هاجر أثبت علو كعبه الغنائي هناك ولقب بنجم "مونتريال" وكان خير سفير لوطنه "سورية" ولبلدته "الحسكة" وهو ذو أخلاق عالية وجدي في عمله».

يذكر أنّ الفنان "ثائر ملكو" من مواليد "الحسكة" عام 1968 متزوج وله ولدان.