وضع الدكتور "أحمد خلّو" إمكاناته الطبية في خدمة السوريين الوافدين إلى دولة "أوكرانيا"؛ عبر استثمارها في مركز طبي لتقديم كل ما يلزم من علاج وطبابة لأبناء بلده.

يقيم المغترب "خلّو" في "أوكرانيا" منذ سنوات عديدة، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 4 شباط 2016، تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليحدثنا عن مشاركته في المركز الطبي، وعن المهام الطبية التي يساهم بها، مستهدفاً أبناء وطنه السوريين، وقد تحدّث قائلاً: «بحكم العمل الطبي الذي تخصصت به قبل عقد، كانت رغبتنا الكبيرة والأولى أنا وزملائي أن نقدم شيئاً من اهتمامنا لأهلنا وناسنا الذين وفدوا إلى هذه الدولة، خاصة أن كثيرين منهم بحاجة إلى العلاج والدواء ولا يملكون ثمناً لذلك، إضافة إلى جهل الكثيرين منهم لطبيعة وخصوصية العلاج هنا».

باركنا له خطوته، وكانت سعادة كبيرة، حتّى لمن لا يحتاج إلى العلاج، فهي راحة وحالة معنوية، والدكتور "خلو" ضمن هذه التجربة يثبت المعدن الطيب للسوريين، وتضامنهم مع بعضهم

سخّر الدكتور "خلّو" إمكاناته الطبية لخدمة السوريين هناك، يقول مضيفاً: «لقد كان من الواجب الأخلاقي والإنساني والمهني أن نوجه كل الإمكانات لمساعدتهم ومعالجتهم، حيث ساهمت بتقديم خبرتي ضمن المجمع الطبي في اختصاصي؛ وهو معالجة العيون، إضافة إلى مساهمة زملائي في اختصاصات أخرى مختلفة، منها: "العينية، والقلبية، والجلدية"، بتقديم العون لهم، فهناك ما يقارب الأربعين طبيباً من كل الاختصاصات ضمن المجمع، وهو مجهز بكل ما يلزم من أجهزة ولوازم طبيّة، إضافة إلى وجود غرفة عمليات، وغرفة العناية المركزة، والمعالجة الفيزيائية».

قسم لعلاج العيون

ويضيف عن المجمع الدكتور "أحمد خلّو" بقوله: «يقع المجمع في مركز مدينة "كييف" جانب أعمق "مترو" للأنفاق في العالم، ويتألف من قسمين، أقوم بمعالجة المرضى في المركز، وإذا لزم الأمر واحتاج المريض إلى أجهزة خاصة؛ فهناك مستشفيات متخصصة أقوم بتحويل المريض لإجراء العمل الجراحي أو تكملة التشخيص فيها، ونتواصل مع المريض حتى نهاية العلاج بهدف توفير وتسهيل العلاج بما يوفر له الراحة النفسية والاستقرار، علماً أنني السوري الوحيد أو بالأحرى الطبيب الوحيد المنحدر من بلاد الشرق الذي يعمل ضمن ذلك المجمع الطبي، لكننا استثمرنا العلاقة القوية والطيبة مع الكادر الطبي بأكمله لمعالجة القادمين من البلدان العربية، وخاصة الذين لا يتكلمون الأوكرانية أو الروسية، ولا بدّ من الإشارة إلى أننا نقدم كل ما نملك من جهد وطاقة في سبيل توفير العلاج المجاني للسوريين، وبدرجة أولى ضمن اختصاصي».

من السوريين الذين استفادوا من خدمات المركز السيّد "نسيب يوسف"، وقد تحدّث عن معالجته في المجمع الطبي ضمن قسم العيون قائلاً: «الغربة بحد ذاتها وجع وقهر، وعندما يتزامن ذلك الوجع مع الوجع الجسدي يتطلب وقفة وجدانية ومعنوية، وترتاح النفس والأفئدة عندما نلتقي أشخاصاً سوريين خيّرين، وهو ما كان عندما تعرضت لوعكة صحية بليغة في العين، وسمعنا عن الدكتور "أحمد خلّو" الموجود في مجمع طبي بـ"كييف"، وبدأنا التواصل الميداني معه، حيث رحب بنا في المجمع مع تقديم العلاج الكامل والوصفات الطبيّة، واستمر العلاج أكثر من جلسة، ومن دون أي مقابل مادي، حتى إنه ساهم في إعفائنا من حصة المجمع، وهو يعمل بهدف العلاج المجاني لأهل الوطن، إضافة إلى تسخير طاقاته في المجمع، لإعفاء المريض السوري من أقساط وحصة المجمع أيضاً، وظهر ذلك جلياً من خلال علاقاته الحميمة مع فريق المجمع، الجميل فيه أنه يستقبل أي مريض سوري حتى لو لم يكن من مقيمي "أوكرانيا"، وقد كوّنت هذه الحالة الطبية الإنسانية راحة كبيرة لدى المغتربين السوريين، وبإمكان هذه الحالة أن تنتشر ليقتدي بها باقي السوريين في بلاد الاغتراب».

المجمع الطبي

أما "فؤاد القس" المقيم في "القامشلي"، فقد تحدث عن تجربة صديقه في الغربة عندما قال: «باركنا له خطوته، وكانت سعادة كبيرة، حتّى لمن لا يحتاج إلى العلاج، فهي راحة وحالة معنوية، والدكتور "خلو" ضمن هذه التجربة يثبت المعدن الطيب للسوريين، وتضامنهم مع بعضهم».

يذكر أخيراً، أن الدكتور "خلو" من مواليد مدينة "القامشلي"، وخريج كلية الطب في جامعة "كييف" في اختصاص طب العيون.