عشق الوطن فكتب له كلمات الشوق والحنين، وسعى بكل جهده أن يقدم له ما يستطيع ليكون صورة حاله دائماً، هو المغترب والباحث والشاعر "إسحق قومي".

مدونة وطن "eSyria" وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تواصلت مع المغترب "إسحق قومي" بتاريخ 31 تشرين الأول 2014، وتحدث بالقول: «ثلاثة يستحقون التبجيل والتقديس؛ الله تعالى، والوطن الذي يتساوى فيه الجميع، والأم التي تضحي في سبيل أسرتها.. ما يعيشه وطننا يُقلقني وأخاف من المستقبل رغم حدائق الأمل، ستبقى "سورية" بالنسبة لي ليس حلماً، أو حلم يقظة، بل مستحيلاً، أعمل على إعادة ولادته من الرماد».

ثلاثة يستحقون التبجيل والتقديس؛ الله تعالى، والوطن الذي يتساوى فيه الجميع، والأم التي تضحي في سبيل أسرتها.. ما يعيشه وطننا يُقلقني وأخاف من المستقبل رغم حدائق الأمل، ستبقى "سورية" بالنسبة لي ليس حلماً، أو حلم يقظة، بل مستحيلاً، أعمل على إعادة ولادته من الرماد

عن أهم ما يميز المغترب السوري في المجتمع الذي يعيش فيه حالياً، يقول: «أعتقد أن الإنسان السوري لا يختلف عن غيره من البشر في كونه إنساناً، ولكنّ الشخصية السورية تمثل محطة إبداع في المغترب، هذا مع استثناءات لا بدّ من الإقرار بها، لكن عبر تجربتي خلال أكثر من ربع قرن عايشت فيها غربتي والغرباء سواء في الولايات المتحدة أو ألمانيا، رأيت أن السوري نبيلٌ، شهمٌ، غيورٌ على وطنه، والشخصية السورية محبة للعمل والاجتهاد، مبدعة دوماً مع استثناءات لظروف قد تؤثر هنا أو هناك».

خلال إحدى مشاركاته.

ويتابع الحديث عن دوره في المغترب: «منذ وجودي في الولايات المتحدة الأميركية 1988م، كنتُ ألتقي العديد من الشخصيات التي تختلف في أعمالها ومواهبها، وأجيبُ عن أسئلتهم تجاه الوطن ومختلف القضايا، وكانت مشاركتي بعد أقل من خمسة أشهر برفع العلم السوري على سارية بمحافظة "باترسن"، وألقيتُ قصيدة بعنوان "يا شام ظلي للمدى بركاني"، وساهمتُ بتقديم البرامج الثقافية والتحليل السياسي في إذاعة "ساوث أورانج"، ولقاءاتي مع مجموعة من السياسيين هناك زودتني بمعطيات جديدة وواقعية عن الصياغات النهائية للفعل السياسي المتجسد على أرض الشرق برمته، "سورية" أعظم أمِّ في الوجود، "سورية" ليست وطناً بالنسبة لي فحسب، بل تمثل في عمقها الحضاري والمثيولوجي شخصية "إسحق قومي"، هي ليست أرضاً نسكنها بل هي عشق يسكننا، قبل هذه الظروف كنا نرفد الوطن بالجانب الاقتصادي والثقافي، وكنا سفراء نمثله خير تمثيل وذلك في مجالات عدة، فقد أسسنا موقعنا "اللوتس المهاجر" وقبله منتدى "مملكة الحب والنهار"، وكلاهما يحملان الهم الوطني، وجلّ كتاباتنا كانت تتمحور حول الوطن الأم "سورية"».

وعما قدمه من إنجازات لكونه مدير المعهد الاستراتيجي للدراسات والأبحاث السريانية، يقول: «المعهد هو إنجاز بحد ذاته، حيث تمكنا في منتصف تسعينيات القرن العشرين أن نؤسسه فكرة وعملاً، وفرحنا لأننا أرشفنا العشرات من الوثائق الخاصة بشعبنا، كما استطعنا من خلال توزيع نشاطات المعهد أن نؤسس لمنهج تاريخي وتحليلي واستنتاجي لمجموعة الفترات، والفعل الحضاري لشعبنا في بلاد ما بين النهرين وبلاد سورية الآرامية وبلاد سام، وبهذا ترانا نعمل وحتى اليوم على مجموعة كتب تحمل عناوين مختلفة في هذا الجانب، كما عملت في 5 تموز 2014 على تأسيس "الرابطة المهجرية للإبداع المشرقي" بشكل نظري، ووضعت كل تصوري حولها ولكن في هذا التاريخ كان الاجتماع الأول الذي أود أن أسميه التحضيري، وكان في مدينة "دوسلدورف" بألمانيا، سعيت لتأسيسها رغبة في أعماقي تكاد تشبه ما سعى إليه شعراء المهجر في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين في الأميركيتين، رسالتها جمع الطاقات الإبداعية التي تكتب بالعربية على اختلاف الأقوام واللغات، وتمثل إحدى الرسائل التي ترفض الدماء والقتل والتدمير الذي يحصل في "سورية" والعراق، تؤمن بأنّ أرضنا جزء من العالم، رسالتها الإنسان الذي يتعذب في كلّ العالم».

من أحد دواوينه الشعرية

ويعود ليتذكر البدايات قائلاً: «أبصرت عيناي النور بقرية "تل جميلو" التابعة لمحافظة "الحسكة" بسورية 12 تشرين الثاني 1949م، تابعت تحصيلي العلمي وحصلت على إجازة في الفلسفة والدراسات الاجتماعية بجامعة "دمشق"، وكانت تجربتي التعليمية في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومعاهد الصف الخاص والمدرسين، كمدرس للتربية العامة وعلم النفس، ونائباً لمدير معهد إعداد المدرسين، ورئيساً للدروس المسلكية حتى 1988م، حيث تمت الهجرة في أيلول من ذات العام إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهناك بدأت رحلتي العملية التي كانت مع الأعمال الحرة، ثم عملت محرراً بالصحف الثقافية "الاعتدال" بنيوجرسي، "الهدى" اللبنانية بنيويورك، وفي تلك الفترة تم انضمامي لأسرة برنامج "كروان" الإذاعي بنيوجرسي "إذاعة ساوث أورانج" لمدة ثلاث سنوات، وقدم لي عرض عمل بإذاعة "صوت أميركا" القسم العربي، لكن لم تستمر رحلتي بالولايات المتحدة، ففي العام 1991 سافرت لألمانيا وما زلت فيها حتى الآن، تابعت العمل الإعلامي من خلال نشري بعدد من الصحف التي كانت تصدر بالعربية "التقدم، البداية، آرام التراثية، المستقبل"، إضافة للكتابة بالمواقع الإلكترونية التي تجاوزت المئة».

ويتابع: «عاقرتُ الكتابة الشعرية والروائية والقصصية من 1966م، والبحث التاريخي من بداية السبعينيات من القرن العشرين، نشرت منذ سبعينيات القرن الماضي في الصحف السورية "الطليعة، البعث، الثورة، تشرين، المعلم العربي، الطلبة، المسيرة، الطفل العربي، وشاركت في أكثر من عشرين برنامجاً إذاعياً للشبيبة والطلبة بقصائد، وبأمسيات تلفزيونية، وبأغلب الأنشطة الشعرية والمهرجانات في محافظة "الحسكة" منذ السبعينيات من القرن الماضي، وعلى مستوى "سورية" حتى عام 1988م، لي كتاباتي للأطفال التي تجسدت بأعمال قصصية منها مجموعة "الأزهار تضحك مرتين"، وأناشيد للطفولة "وطني، نُغني للبشر، عيد الأم"، ومجموعة شعرية بعنوان "أغنيات لبراعم النصر"، كتبت الشعر ولي مبادرة في مجال الأوزان الشعرية بإحداث وزن جديد أسميته "الوافي القومي"، وسمّي "المنبسط"، وجددت في بحرين هما الوافر والكامل، وأول مجموعة شعرية طُبعت لي 1983م بعنوان "الجراح التي صارت مرايا"، ومن المجموعات أيضاً: "مواويل في سجون الحرية، العاشقة القديمة منى، قمر يا قمر، نُغني للبشر، مواسم الحصاد"، كما كتبُت الشعر باللغة الإنكليزية فكان ديواني "أنا سوف أبقى أُغني" تُرجم للألمانية، ولي مخطوطاتي الروائية منها: "دموع تأكل بقايا صمت، المسافر إلى الفراغ، كان اسمها سونا"، أما من بعض مؤلفاتي في البحث التاريخي فهي: "قبائل الجزيرة السورية، ابتهالات لمن خلق الوجود"، وحالياً أعمل على الكتب التالية: "مئة عام على بناء مدينة الحسكة، المسيحيون في الجزيرة السورية، أعلام الأمة السريانية الآشورية الكلدانية، تاريخ الحركة الشعرية في الجزيرة السورية، المادية التاريخية في شريعة حمو رابي"».

خلال عمله الإعلامي

ويتابع عن المهام التي تولاها بالقول: «توليت عدداً من المهام، وهي: مدير ورئيس تحرير موقع "اللوتس المهاجر"، رئيس رابطة المثقف السوري الحر المستقل، مدير المعهد الاستراتيجي للدراسات والأبحاث السريانية، عضو لجنة المدونين العرب، عضو الموسوعة الكبرى للشعراء العرب "صدانا"، عضو منتدى الكتاب العربي بألمانيا».