ككل الفنانين بدأ مشواره الفني على استحياء وفي نطاق ضيق؛ لا يتعدى حدوده جدران المنزل، لكن ما لبث الطموح أن كبر وتخطى جدران المنزل لينطلق إلى كل الأرجاء.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 14 أيلول 2014، مع الفنان "رامي عيسى آدم" في بلد المهجر "السويد"، ليروي لها قصة الغناء والطرب التي رافقته إلى هناك، فقال: «أنا من مواليد 1979، أحمل الشهادة الثانوية العلمية، بدأت الغناء وأنا ابن السابعة من العمر أي في عام 1985، في هذه الفترة كنت أغني في المنزل أمام والدي الذي كان يفرح كثيراً بغنائي، كما كنت أفرح من داخلي باهتمام والدتي بما لدي، وأول من غنيت له هو سلطان الطرب "جورج وسوف"، كانت أغنية "أنا مسافر يا أمي"، أما البداية الفعلية فكانت في مهرجان طلائع البعث، وقتئذ كان المشرفون في مدرسة "الأمل" يبحثون عن مواهب لتسجيل أغانٍ لمسرحية غنائية، فوقع الاختيار عليّ لغناء كل أغاني المسرحية، ويرجع الفضل في الاختيار لمخرج المسرحية الذي لم أعد أذكر اسمه، بعدها تحولت للغناء في حفلات الكشاف وأصبحت أحد أفراد الفرقة النحاسية، كان اختصاصي هو عزف آلتي "السكسفون، والترومبيت"، ثم بدأت أشارك في أغاني مركز التربية الدينية في مدينة "القامشلي"».

أن "آدم" من الأصوات الرائعة والمتمكنة، حيث يجيد التحكم بمخارج الحروف ويتقن استخدام العُرَب الصوتية، أي: قدرة المطرب على التنقل بين المقامات وإحكام أقفالها، وله حضور واسع كما له جمهور عريض، وهو يتقن اختيار الأغاني والكلمات التي تصل إلى المتلقي بسلاسة

لم يكن للعشق أي دور في غنائه بل كانت الغربة هي المحرك لأحاسيسه.. يتابع: «كان للغربة عن الوطن الدور الأكبر في اتجاهي الكلي للغناء، تمثل ذلك في سفر إخوتي إلى "أوروبا"، أذكر وقتها أول تواصل لي مع الجمهور كان في حفل زفاف عبرت وقتها عن شوقي لهم، وغنيت أغنية "مامي مامي" للفنان "عبود فؤاد"، كانت المرة الأولى التي أرى فيها حب الجمهور وتفاعلهم معي، الأمر الذي عزز ثقتي بنفسي وأعطاني دفعاً معنوياً كبيراً، في عام 2002 شاءت الأقدار أن أهاجر إلى "السويد"، حيث يتواجد إخوتي، وهنا بدأت مرحلة انتقالي في الغناء من الهواية إلى الاحتراف، ثم أصبح الغناء شغلي الشاغل في بلاد المهجر.

ومن الأمور الطريفة أنني لم أكن أغني إلا باللغة العربية عندما كنت في "القامشلي"، وبعد استقراري في بلد المهجر تعلمت الغناء بعدة لغات هي: "العربية، والسريانية، والآشورية، والتركية، والأرمنية"، وأكتب الأغاني باللغة السريانية، ويمكنني القول إن حياتي الفنية الفعلية بدأت هناك، وكان لأبناء بلدي الفضل الأكبر في دعمي وانتشاري على هذا المستوى، ولأنني عربي رضعت المروءة لم أنس قط أبناء وطني، ففي كل فترة أشارك في حفلات خيرية يعود ريعها للمحتاجين من أبناء الوطن، وحتى هذا اليوم وفي كل يوم أنا مستعد للمساعدة والمشاركة، وصوتي رهن لسعادتهم».

أما عن نتاجه الفني، فيضيف: «ككل فنان؛ إصدار أغان جميلة وجديدة تتردد على لسان كل الناس هو حلم وطموح لا ينتهي، فقد أنجزت خلال مشواري الفني 15 أغنية سريانية وماردينية وعربية، ولدي ألبومان باللغتين السريانية والعربية، وأغنيتان باللهجة الماردينية، وانتهيت مؤخراً من تسجيل أغنيتين باللهجة الماردلية الأولى "خدني عالقامشلي"، والثانية "عينيكي السود"، وأنا أجيد الغناء "الماردلي والطربي والساحلي" إضافة للسرياني والآشوري، وأعزف على "الأورغ، والعود، والآلات الإيقاعية، والآلات النفخية"».

ويختم: «لم أترك الوطن حباً بتركه ولكن شوقاً لإخوتي، ولن أرتاح حتى أعود إليه وأنعم بدفئه وحنانه، كما أنني لم أكمل مشواري الفني في وطني، وما الغربة إلا مرحلة من مراحل الحياة ولا بد لها من أن تنقضي، فالوطن لما يغب عني؛ فهو في قلبي ومخيلتي وفي كل شهيق وزفير، هذا الوطن الذي أعطاني هويتي وكرامتي وعزة نفسي، والذي أتمنى له أن يعود كما كان آمناً فاتحاً ذراعيه للجميع، أما أنا فأحاول أن أعطي صورة مشرفة عن وطني لكل شخص أقابله في الغربة، وهذا واجب على كل سوري يعشق تراب وطنه».

من جهته يرى "مروان شلمي" صاحب استوديو "دريمز": «أن "آدم" من الأصوات الرائعة والمتمكنة، حيث يجيد التحكم بمخارج الحروف ويتقن استخدام العُرَب الصوتية، أي: قدرة المطرب على التنقل بين المقامات وإحكام أقفالها، وله حضور واسع كما له جمهور عريض، وهو يتقن اختيار الأغاني والكلمات التي تصل إلى المتلقي بسلاسة».