تعلم الفنان "عماد بكرجي" العزف على آلة العود بالتزامن مع الغناء، واستطاع من خلال صوته شق طريقٍ صعب للوصول إلى شهرةٍ باتت تميزه من خلال تشجيع محبيه، وكثرة حفلاته الغنائية.

مدونة وطن "eSyria"، ومن خلال رصدها الدائم للمبدعين الذين ينقلون أجمل الصور عن الوطن، حاورت الفنان "عماد بكرجي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 20 أيار 2014، فقال: «أنا من مواليد 1980، أبصرت النور في مدينة "دير الزور" التي عشت فيها أجمل سنوات حياتي، حيث بدأت رحلتي مع الغناء في مرحلة الطلائع، عندما شاركت في مسابقات الرواد في الصفين الخامس والسادس، ثم أخذ تعلقي بالغناء يزيد وحققت المرتبة الرابعة على مستوى "سورية"، بعدها بدأت أطور نفسي من خلال المشاركة في البرامج والنشاطات التي كانت تقام في الأخويات، وفي هذه المرحلة تلقيت تشجيعاً كبيراً من الأهل إضافةً إلى التشجيع الذي لقيته من المحيط العام ومن الأصدقاء المقربين، شاركت آنذاك كمغنٍّ في الكورالات والحفلات التي كانت تقيمها الكنيسة، وبالتوازي مع تلك الحفلات كنت أشارك في الحفلات الغنائية التي تقيمها المدرسة».

بدأت أتعلم العزف على آلة العود على يد الأستاذ "محمود إسماعيل"، وبقيت على هذا الحال حتى اشتد عودي في الغناء وتحديداً في مرحلة الشباب، ثم شاركت بعدها في حفلات فنية ضخمة مع عددٍ من النجوم الكبار على الساحة العربية، مثل: الفنان "وائل جسار"، والفنان "رضا"، والفنانة "رويدا عطية"، كما غنيت في نادي الضباط في "دمشق"، وفي هذه الأثناء كنت أمتلك ورشة لصناعة الحلي والجواهر، ومن الأمور التي كانت تساعدني أن العمل في صياغة الذهب وصناعته ليست بعيدة في الإبداع عن الفن والغناء، ففي الواقع يتطلب كلا الأمرين حساً فنياً مرهفاً

وفي الفترة اللاحقة، يضيف "بكرجي": «بدأت أتعلم العزف على آلة العود على يد الأستاذ "محمود إسماعيل"، وبقيت على هذا الحال حتى اشتد عودي في الغناء وتحديداً في مرحلة الشباب، ثم شاركت بعدها في حفلات فنية ضخمة مع عددٍ من النجوم الكبار على الساحة العربية، مثل: الفنان "وائل جسار"، والفنان "رضا"، والفنانة "رويدا عطية"، كما غنيت في نادي الضباط في "دمشق"، وفي هذه الأثناء كنت أمتلك ورشة لصناعة الحلي والجواهر، ومن الأمور التي كانت تساعدني أن العمل في صياغة الذهب وصناعته ليست بعيدة في الإبداع عن الفن والغناء، ففي الواقع يتطلب كلا الأمرين حساً فنياً مرهفاً».

من إحدى الحفلات

وفي عام 2005 يقول "عماد": «انعطفت حياتي كلياً وأخذت منحىً آخر، فانتقلت للعيش في مدينة "القامشلي"، وفي هذه المدينة لقيت دعماً كبيراً من الكنيسة ومن عدد من الأصدقاء، الذين أكنُّ لهم كل التقدير والاحترام، مثل: "جوني تضارس"، و"مروان شلمي" الذي مد لي يد العون من خلال وضع استديو "دريمز" تحت تصرفي، و"كريست ميكائليان"، ولا أنسى فرقتي الموسيقية الغالية على قلبي التي تحمل اسم "زالين". بعد ذلك انتقلت إلى "بيروت" وغنيت في "كازينو لبنان"، أمام عدد من النواب والوزراء والسفراء، وقتها قام الوزير "جبران باسيل" بتكريمي، وقدم لي درعاً تذكارياً إعجاباً بما أديت من أغانٍ، ثم شاركت في إمارة "دبي" بإحياء حفلٍ فنيٍ ساهر أقيم بمناسبة رأس السنة الميلادية، وبعدها انتقلت لإحياء عدد من الحفلات في "تركيا"، لكن الحفلات الأجمل كانت تلك التي أقمتها في "سورية"».

أما عام 2013، فله شعورٌ آخر في نفس الفنان "بكرجي"، فقد ابتعد آلاف الأميال عن الوطن، وعن هذه المرحلة يتحدث: «في هذا العام سافرت إلى "ألمانيا" وأقمت عدداً من الحفلات الرائعة، بحسب ما ذكر لي الجمهور، ومنها سافرت إلى "هولندا"، لأحيي حفلاً فنياً بمناسبة رأس السنة الميلادية، ثم إلى "فرنسا"، التي أقمت فيها حفلاً غنائياً بمناسبة العيد، وكان نتاج هذه الرحلة الفنية الممتدة من "دير الزور" إلى "أوروبا": ستة ألبومات، وأربع أغانٍ خاصة، وفيديو كليب باللغة السريانية، ومع كل ما قدمته من حفلات وأغانٍ كان اللون العراقي والطرب الحلبي والأغاني المحلية هم من يطغى على الجو العام، ومع أنني أعتبر نفسي من المحظوظين الذين تمكنوا من إيصال الفن إلى معظم دول العالم، إلا أن الشوق للوطن وللأهل والأقارب، وحب العودة إلى الحضن الدافئ لا يفارقني، فحنان الوطن لا يوازيه ولا يدانيه شعورٌ آخر».

من أجواء عيد الميلاد

ويرى الفنان "مروان شلمي" صاحب استديو "دريمز" الفني، الذي مد يد العون للفنان "بكرجي": «إن "عماد" استطاع أن يصل إلى قلوب الناس والجمهور من خلال أخلاقه النبيلة، وحضوره الجميل واحترامه للآخرين؛ وهذا أهم ما يجب أن يتصف به الفنان، وقد تأتي هذه المواصفات قبل الصوت الجميل في كثيرٍ من الأحيان، إلا أن الصوت الرخيم الذي يمتلكه "بكرجي" جعل الطريق معبداً أمامه ليشق طريقه بسرعة كبيرة، مشيراً إلى أن المديح والإطراء الذي كان يسمعه لم يوقفا من مثابرته وبحثه عن الأفضل، فقد جاء إلى مدينة محافظة "الحسكة"، وتعلّم الألوان الغنائية التي تشتهر بها المنطقة، علاوةً على أنه أثبت جدارة كبيرة في تأدية اللون العراقي والموال الشعبي الأقرب إلى قلب المستمع، كما أبدع في تأدية القدود الحلبية التي تعدّ من أصعب الألوان الفنية، كل هذه الأمور جعلت منه فناناً لامعاً وقامةً غنائية لا يستهان بها».

في جو من الطرب