يجد الكثيرون من الطلاب السوريين أنفسهم مضطرين للتأقلم مع واقع اجتماعي ودراسي غريب وبعيد عما اعتادوه؛ وذلك بحكم سفرهم واغترابهم مع عائلاتهم إلى بلاد الغربة.

وعن هذه التجارب وتأثيرها تحدثت مجموعة من الشباب والشابات لمدونة وطن "eSyria"، وذلك بتاريخ 8 نيسان 2014، ومنهم الشابة "لوسيانا حنا" من محافظة "الحسكة" التي تعيش حالياً في "ألمانيا"، فقالت: «أستطيع أن ألحظ أن الوضع الدراسي والاجتماعي بالنسبة لي بالغ الصعوبة وغير محبب على الإطلاق فهو من الناحيتين مزعج، فقد وصلت مع عائلتي إلى بلاد المغترب بعمر السابعة عشرة وكان ذلك منذ سنتين ونصف السنة، وأول صعوبة واجهتني كانت اللغة الألمانية التي لم أكن أعرف منها حرفاً واحداً؛ وكان ذلك عائقاً أمام أدائي للواجبات المدرسية خاصة أن المدرسة التي دخلت فيها كانت مهنية تعّلم الحرف، والصعوبة الأخرى هي أن الأساتذة غير متعاونين ولا يقدمون تفسيرات أو توضيحات، ولا يقبلون أية أعذار على الرغم من محبتهم للطالب المجتهد، الذي يدهش عدم وجود أحد يقدم لك شرحاً عن حقوقك التعليمية سواء باختيار المدرسة أو نوعها أو مرحلة الدراسة، وهذا ما اكتشفته بعد فوات الأوان وتجاوزي للسن الذي يمكنني من العودة إلى الدراسة غير المهنية».

عندما وصلت إلى "ألمانيا" كنت بعمر السادسة عشرة، وكان الخيار الذي تم طرحه لمتابعة الدراسة هو المدرسة المهنية التي داومت فيها عدة أشهر لأكتشف من بعدها أنه كان بإمكاني الدراسة في المدارس العادية، وأصنف حالياً كطالبة نظامية ولكن هذا لا يعني أن مشكلة اللغة بالنسبة لي ليست بالشيء الصعب، ولكن الوقت والمواظبة على الدراسة كانا كفيلين بجعلي أتخلص تدريجياً منها، أما اجتماعياً فالوضع أفضل نوعاً ما لأن لدي مجموعة من الأصدقاء والأقارب السوريين الذين يهونون الغربة ومشكلاتها

وأضافت: «المواظبة على الدراسة جعلت إدارة المدرسة والمدرسين يساعدونني في التعلم وهذا مكنني من اختيار فرع آخر وذي مستقبل جيد، أما اجتماعياً فإن المجتمع أبعد ما يكون عن عاداتنا وتقاليدنا وحياتنا الجميلة وهذه العقبة لم أستطع تجاوزها حتى الآن، ولا سيما أن المواطنين الأجانب يشعرونك بأنك تختلف عنهم ونادراً ما يشعرونك بالدفء الذي يوجد في حياتنا كسوريين، فالحياة بالنسبة للطالب السوري ضمن الجامعات والمدارس أو حتى الحي أشبه بفيلم قصير أو طويل لا أكثر، وإن عاد إلي الخيار لاخترت مجتمعي وبيئتي من جديد».

الشابة "لوسيانا حنا"

أما الشابة "بتول حنا" التي تصنف تجربتها بطريقة أفضل، فقالت: «عندما وصلت إلى "ألمانيا" كنت بعمر السادسة عشرة، وكان الخيار الذي تم طرحه لمتابعة الدراسة هو المدرسة المهنية التي داومت فيها عدة أشهر لأكتشف من بعدها أنه كان بإمكاني الدراسة في المدارس العادية، وأصنف حالياً كطالبة نظامية ولكن هذا لا يعني أن مشكلة اللغة بالنسبة لي ليست بالشيء الصعب، ولكن الوقت والمواظبة على الدراسة كانا كفيلين بجعلي أتخلص تدريجياً منها، أما اجتماعياً فالوضع أفضل نوعاً ما لأن لدي مجموعة من الأصدقاء والأقارب السوريين الذين يهونون الغربة ومشكلاتها».

يضاف إلى المشكلات التعليمية والاجتماعية المشكلات المادية أيضاً، فمنهم من يعاني من عدم توافر الدخل لكي يتابع التعليم، وعن ذلك يتحدث الشاب "كنان هزيم" من المغترب في دولة "السويد" بالقول: «تختلف الدراسة الجامعية عما قبلها في دول المغترب بشكل كبير عما هي في وطننا الأم، فالدراسة الجامعية تحتاج إلى مصاريف عديدة وضخمة نوعاً ما، الأمر الذي يدفع معظم الطلاب الذين لا يملكون بعثة حكومية إلى البحث عن عمل أو أكثر ليتابعوا دراستهم لتأمين المستلزمات المعيشية حتى لو كانوا يعيشون مع أسرهم، وهذه مشكلة كبيرة باعتبارهم أجانب وليسوا مواطنين ولا يتقنون اللغة بشكل يسمح لهم بدخول أي عمل أو مهنة مساعدة، إضافة إلى مشكلة تعديل الشهادة ومتطلبات الاختصاص وما تحتاجه من وقت وجهد في مجتمع غريب جداً عما عشناه».