علم من أعلام مدينة "القامشلي" في الحياة الأدبية والاقتصادية والاجتماعية، تنقل كثيراً وترك أثراً ثقافياً أينما حل، فكتب ليعرف العالم عن "ماردين" بلدته التي نزح منها وهو صغير، وأنشأ عدداً من المطابع وحرر عدداً آخر من المجلات في "سورية" والمهجر.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 14/10/2013 وقفت عند أحد أقرب أصدقاء الكاتب "جورج إلياس هرموش" وهو السيد "أنيس مديوايه" فقلب صفحاته منذ الولادة مروراً بمسيرته الأدبية والاجتماعية وبدأ حديثه بالقول التالي: «هو من بين الذين نزحوا من مدينة "ماردين" إلى مدينة "القامشلي" منذ عام /1923/، ويبقى لسيرته الكثير من الاحترام لما قدّمه خلال سنوات جلها كانت في خدمة الأدب والمجتمع، فقد درس في بداياته في مدارس مدينة "القامشلي" وترعرع في ربوعها وعاصر نمو المدينة وتطوّرها وتوسعها وبناء جميع المرافق ولاسيما ما يخص العلم والثقافة والفن، وكان ملازماً ومواظباً للتواصل مع تلك الدور الأدبية والفنية منذ ولاداتها حتّى أصبح في عداد وقائمة المثقفين الأوائل في مدينة "القامشلي"».

لدي بعض الكتابات وأحتفظ بالكثير من نتاجات الأدباء خاصة أبناء مدينتي، ودوماً أعاود قراءة ما كتبه "هرموش" ضمن مجلته في الاغتراب تحديداً، ففيها الكثير من المقاطع الأدبية التي تؤثر فيّ كثيراً وتعطي العبر والمواعظ

وتابع السيّد "أنيس" حول العناوين الجميلة لرحلة الكاتب "جورج" فقال: «كانت رحلته مكللة بالنتاجات والأعمال والمسرحيات وإصدار المجلات والمطبعات، حتّى بمغادرته الوطن إلى الولايات المتحدة أصدر مجلة باسم "الجالية العربية"، وكانت مجلة شهرية عناوينها ثقافية تراثية كانت ناطقة باسم الجالية العربية وكانت لسان حال المغتربين العرب في ديار الاغتراب، وكان رئيس تحريرها، وفي بلاد الاغتراب رحل عن الدنيا وذلك بتاريخ 17/7/2013 بعد رحلة غنية بالعطاء والثراء في كافة المجالات ليخدم بها وطنه، مثل وطنه ومدينته خير تمثيل ورسم ألواناً جميلة عن الوطن وجماله».

رفيق دربه السيد أنيس

وكان للباحث التاريخي "جوزيف أنطي" حديث عن رحلة الكاتب "جورج" فقال: «يعتبر الحديث عنه حديثاً عن أهم رجالات الأدب في منطقتنا، وهو من أهم الشخصيات بشكل عام في مدينة "القامشلي"، من عدة نواح سواء الاجتماعية أو الثقافية وحتى الاقتصادية، ومنذ بدايات حياته العملية وتحديداً عام /1943/ ساهم في إنتاج وتمثيل مسرحية لـ"شكسبير"، وفي ذات العام ساهم في تأسيس الفرقة "الكشفية الكلدانية"، وساهم في تأسيس النادي "الكلداني" أيضاً، وفي عام /1948/ أسس مطبعة كانت في غاية الأهمية وفضلها حتى اليوم ومع ولادتها جهزها بأجهزة حديثة ومتطورة، وهو من ساهم بطباعة عشرات الكتب والمجلات وكل ذلك خدمة للثقافة والمثقفين، ومع انتقاله إلى مدينة "بيروت" عام /1949/ ساهم في تحرير مجلة "الانتقاد"، وعاد إلى مدينته مع بداية الخمسينيات وعلى الفور ساهم في تأسيس مجلة "الخابور"، وفي عام /1955/ كان نتاجه مجلة "المواكب"، وفي العام ذاته أصدر مجلة "البراعم"».

وما أضافه الباحث حول مسيرة الكاتب المذكور الكلام الآتي: «ومع بداية العام /2003/ كان نتاجه الأدبي إصدار كتاب بعنوان "ماردين"، ولم يتوقف عن العطاء فكان إصداره لعام /2010/ كتاباً بعنوان "حكايات وعبر"، وكان لديه حب وعشق للتواصل مع الأدب والأدباء ومع الفن والفنانين، وكان نموذجاً لرسم التعاون والتكاتف في سبيل نشر وإصدار كل ما يحمل عنواناً أدبياً وفنياً، علماً أنه كان يركز في معظم كتاباته خاصة ضمن مجلته في دولة الاغتراب "الجالية العربية" حول لم شمل الجاليات العربية، والسعي والعمل لتكوين وحدة حال مثالية، وقد أثمر التعاون بينه وبين زميله الكاتب "أنيس مديوايه" من خلال إصدار العشرات من المطبوعات والمجلات، رحل عنّا تاركاً خلفه إرثاً أدبيّاً ثرياً».

الباحث جوزيف أنطي

السيّد "علي الخالد" تحدّث عن الكاتب "جورج" قائلاً: «لدي بعض الكتابات وأحتفظ بالكثير من نتاجات الأدباء خاصة أبناء مدينتي، ودوماً أعاود قراءة ما كتبه "هرموش" ضمن مجلته في الاغتراب تحديداً، ففيها الكثير من المقاطع الأدبية التي تؤثر فيّ كثيراً وتعطي العبر والمواعظ».