لا توجد بقعة في العالم أغلى من الوطن، ولكن قد تدفع الظروف الإنسان للهجرة التي كانت وماتزال محطة لتحسين الوضع المادي أو العلمي أو الثقافي.

موقع eHasakeh التقى "رابي افريم جلو" أحد أولئك الذين تركوا سورية بحثاً عن العمل، وعاد إليها اسماً معروفاً في "السويد" في مجال تصفيف الشعر النسائي.

"رابي" من الأشخاص الذين يمتلكون روح الإبداع والقدرة على الابتكار، وليس من المستغرب أن يتفوق على ذاته ويكون له اسمه وشخصيته المميزة القادرة على تحقيق النجاح أينما ذهب

وكان لنا هذا الحوار معه: «عملت في بداية وصولي إلى "السويد" لدى أحد الصالونات، ولم يكن أمامي إلا سؤال الزبائن بداية عما يرغبون به إما عن طريق جلب صور لقصات الشعر، أو إعطائي اسم شخص مشهور لديه قصة الشعر المطلوبة، وهي طريقة أثبتت جدواها واستعملها حتى الآن وهي تخلق نوعاً من التفاعل بيني وبين الزبائن».

اثناء العمل في صالونه

وعن كيفية تطوير ذاته يقول "جلو": «حاولت تطوير نفسي عن طريق المشاركة في دورات كثيرة خارج "السويد" في البلدان الأوروبية الأخرى حتى اكتسب الخبرة الكافية، وفي العام 2005 شاركت لأول مرة في حدث كبير كان عبارة عن عرض أزياء تقيمه عارضة "سويدية" هي الأشهر اسمها "rode bjer" قمت بتصفيف شعرها، مما أتاح للمجتمع "السويدي" معرفتي وبدأت التفكير بالاستقلالية وإقامة صالون خاص بي، وتحقق لي ذلك في العام 2006 حينما افتتحت صالوني الجديد في العاصمة "استوكهولم" في الوسط التجاري، وبدأت كبريات الشركات العالمية بالتعاقد معي للإشراف على تصميم شعر العارضات، وظهرت في كبريات مجلات الموضة العالمية، وتم اختياري مع الفريق العامل معي لنقوم بتصميم شعر المشاركين في مسابقة "idol" النسخة "السويدية"، وهي المعروفة عربياً "سوبر ستار"».

وعن أبرز محطات عمله يقول "جلو": «المحطة الأبرز في مسيرتي هي اختياري لأقوم بتصميم الشعر للمشاركات في مسابقة ملكة جمال "السويد"، والتي شكلت تحدياً خاصاً لي، لكون من يكلف بمثل هذه المهمة يصنف على أنه الأفضل في "السويد" في مجال عمله، ولم يكن هذا العمل سهلاً أو بسيطاً لأن للنجوم طبعاً خاصاً، يضاف لذلك أن هناك معايير خاصة وشروطاً محددة لكيفية ظهورهن، ويتم الاهتمام بأدق التفاصيل والتركيز على كل الجزئيات من موديل الشعر ولونه وتناسقه مع الثياب التي ترتديها ملكات الجمال، والتي كانت أكثر من ثوب ما يتطلب منا أن نُعد لكل عارضة أكثر من تسريحة مع مراعاة إنجاز العمل في الوقت المحدد بدقة».

بروفات عرض ملكات الجمال

ويضيف "جلو": «كان العرض مبهراً نال استحساناً كبيراً، وأشادت به وتحدثت عنه وسائل الإعلام "السويدية" وصنفتني ضمن الأفضل في "السويد"، وهو إنجاز كبير لكوني تفوقت على أعرق الأسماء "السويدية" في هذا المجال، كما كان لي تعاون مع واحدة من أشهر الفرق العالمية الغنائية "ace of base" حيث قمت بتصميم قصات الشعر لهم خلال جولتهم الأخيرة».

ويوضح "جلو": « هناك اختلاف في مفهوم الجمال ونوعية الشعر ما بين المرأة الشرقية والغربية، فالشرقية تميل للإفراط في ماكياجها وزينتها وموديل قصة شعرها والاهتمام بكل التفاصيل، بينما ترغب السويدية بالبساطة والتوازن في مظهرها وهم يستعملون عبارة بالسويدية هي "lagom" بمعنى التوازن، وأكثر ما يهمها هو النظافة وترتيب الشعر والمحافظة عليه سليماً من التقصف أو الأذى، ولكني مع ذلك سعيت لوضع بعض اللمسات الشرقية في عرض ملكات الجمال».

مع الفريق العامل في صالونه

عن مشاريعه المستقبلية يقول "جلو": «أخطط لافتتاح صالون جديد وتأسيس وكالة لمختلف أصناف العناية بالشعر، وأدرس حالياً فكرة الاستثمار في سورية عبر إقامة سلسلة صالونات تساهم في تشغيل عدد من الشباب السوري ونقل تجربتي وخبرتي إليهم».

ويختتم بالقول: «أتمنى أن يكون لدينا روابط لمغتربي سورية، تسعى لتقديم الإنسان السوري بصورته الحضارية، ولاسيما أن قسما كبيرا منهم قد أقام علاقات التواصل مع أعلى المستويات في البلدان التي يعيشون فيها، وهم قادرين على تصحيح الصورة المغلوطة لما يجري، والتي نقلتها بعض وسائل الإعلام المغرضة بصورة غير صحيحة».

الأستاذ "جورج بهنان" زميل دراسته يقول عنه: «ما يدهشني في "رابي" هو ذلك التواضع لديه، فرغم النجاحات التي حققها والتي تعتبر إنجازات بكل معنى الكلمة مازال محافظاً على روحه الشرقية البسيطة الطيبة الصادقة، وأدرك تماماً، انه شخص طموح لن يقف عند حد».

"يوسف أحمد" أحد مدرسيه في المرحلة الثانوية يقول عنه: «"رابي" من الأشخاص الذين يمتلكون روح الإبداع والقدرة على الابتكار، وليس من المستغرب أن يتفوق على ذاته ويكون له اسمه وشخصيته المميزة القادرة على تحقيق النجاح أينما ذهب».

بقي أن نذكر أن "رابي أفرام جلو" من مواليد عام 1979 عازب ومقيم في "السويد" في مدينة "استوكهولم"، ويتقن عدة لغات هي العربية والانكليزية والسويدية والألمانية والفرنسية.