التكيف ظاهرة اجتماعيّة تنتج مزايا إيجابيّة، أهمها التقارب والتعارف بين المكونات، واكتساب وتبادل معارفها، مع عناوين أخرى تفرض نفسها دون رغبة الوافد بتقبلها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 شباط 2014 وقفت عند أهل الاختصاص لمعرفة كل الاتجاهات المتعلقة بحياة الوافد إلى المنطقة الجديدة التي يقطنها، وكانت البداية مع السيّد "سليم الحاج حسين" أحد الذين حلّوا على مدينة "القامشلي" مؤخراً ووجد في إقامته الجديدة العديد من المزايا، قال عنها: «منذ عام تقريباً كانت وجهتي من مدينة "حلب" إلى مدينة "القامشلي" مع كامل أسرتي، وكما يقال في المثل الشعبي: (ربّ صدفة خير من ألف ميعاد)، ولم تكن الزيارة بالأساس مخططاً لها، بل لم تكن في الحسبان لكنّ الظروف الحالية كانت السبب المباشر للتوجّه نحو المدينة المذكورة، وجدنا العديد من الأسر ومن مناطق مختلفة في ذات المنطقة، وجدتُ إيجابيات كثيرة بهذا التوافد، فقد شُكلت علاقات اجتماعية جديدة، ومن خلالها حصل التعارف والزواج والقرابة بين عديد الأطراف المتواجدة، الكثيرون انضموا إلى الأعمال والحرف التي كانوا يمارسونها؛ فانتقلت الخبرة وتعززت المهن والحرف، والقسم الآخر قام بافتتاح محلات تجارية وصناعية فكان مساهماً وفعّالاً، كان للجميع حصة الاحتكاك والتعارف بدءاً من الأطفال وانتهاءً بكبار السن والشيوخ، لتكون السهرات العائليّة والاحتفال بالأفراح ومشاركة الأحزان بين جميع ألوان وأبناء من يقطن مدينة "القامشلي"».

العامل الرئيسي يكون بالعوامل الوراثيّة والبيئيّة والنفسيّة، وربما يواجه الفرد عقبات نفسية واجتماعية في محيطه الاجتماعي الجديد، منها: الإحباط والصراع، وبما أن الوافد يتطلب منه الصبر والتحمل ليتأقلم مع حاله وأحواله الجديدة، فلا بدّ من الوقوف مطوّلاً عند مشكلاته الصحية النفسية لأنه بالأساس متعرض للحزن والقلق

المرشدة النفسيّة "سوسن دبّاغ" تحدّثت عن تجربة الوافدين إلى المدينة من خلال مشروع ميداني قامت به، وخاص بالموضوع المذكور، فقالت عنه: «أقمت تجربة على 19 طالبة من الطالبات الوافدات إلى المدينة، مستخدمة عدّة أساليب فعّالة وتربوية وتعليمية وعلمية، فكان هناك توافق وتأقلم على تلك العينة بنسبة تجاوزت 65%، واعتمدت المنهج شبه التجريبي وله علاقة مباشرة مع الدراسة ومعالجة كافة مشكلاتها، الذي يعتمد على البرنامج الإرشادي الانفعالي العقلاني في رفع مستوى التوافق النفسي والاجتماعي، ومن مؤشرات التوافق النفسي الاجتماعي: النظرة الواقعية إلى الحياة، الإحساس بالحاجات النفسيّة، مفهوم الذات والمرونة، والقدرة على ضبط الذات وتحمّل المسؤولية، إضافة إلى ذلك القدرة على تكوين علاقات مبنية على الثقة المتبادلة ووجود جملة من الاتجاهات الاجتماعيّة الإيجابيّة، ومن ثمّ تأتي قدرة الشخص على تفسير الظواهر بالتفكير العلمي والكفاية في العمل، فقدرته على الإنتاج والإنجاز والابتكار والنجاح دليل على توافق الفرد في محيطه».

ندوات في القامشلي عن الوافدين

أمّا المدرّسة "مها وليكا" المرشدة الاجتماعيّة في مديرية التربية، فتحدّثت عن العوامل المساعدة في تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي: «أهم عامل هو إشباع الحاجات الأوليّة والحاجات الشخصيّة (العضوية، النفسيّة)، ومن ثم لا بدّ من توافر العادات والمهارات التي تيسر للفرد إشباع حاجاته، والعامل الآخر معرفة الفرد لنفسه هو عامل أساسي في تحقيق التوافق الجيد، أمّا عامل تقبل الفرد لنفسه فهو مهم أيضاً لأن الفرد الذي لا يتقبّل نفسه سيتعرض للمواقف الإحباطيّة التي تجعله يشعر بالخجل والفشل، ويتطلب منه المرونة أيضاً لأنها استجابة للمؤثرات الجديدة، ومن هذا المنطلق يتطلب ممن هو معني أن يكون هناك اهتمام بالتوعية وخاصة في مدارس الأطفال وبكافة الوسائل، وأن يكون هناك تدريب مستمر للكوادر الطبيّة النفسية الاجتماعيّة والتربوية للتشخيص المبكر للاضطرابات النفسية وخاصة عند الأطفال، والمطلوب أيضاً تفعيل الدور التوعوي للمؤسسات الإعلاميّة والمنظمات والجمعيات والهيئات».

الدكتور "محمد نزار" أحد اختصاصيي علم النفس كان له حديث عن عوامل سوء التوافق النفسي الاجتماعي: «العامل الرئيسي يكون بالعوامل الوراثيّة والبيئيّة والنفسيّة، وربما يواجه الفرد عقبات نفسية واجتماعية في محيطه الاجتماعي الجديد، منها: الإحباط والصراع، وبما أن الوافد يتطلب منه الصبر والتحمل ليتأقلم مع حاله وأحواله الجديدة، فلا بدّ من الوقوف مطوّلاً عند مشكلاته الصحية النفسية لأنه بالأساس متعرض للحزن والقلق».