أتت مبادرةُ عددٍ من أطباء منطقة "القامشلي" لمعالجة المرضى عبر شبكات التواصل الاجتماعي كالبلسم الشافي للأهالي، خاصةً بعد قرار الحظر الطوعي بسبب فايروس "كورونا"، والتزاماً بالتوجيهات الداعية للبقاء في المنزل، وتجنباً للتجمعات البشرية في النقاط الطبيّة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 30 آذار 2020 تعرفت على تلك المبادرة الطبيّة الاجتماعيّة، من خلال المستفيدين وأهل المبادرة، ومنهم "سليمان حسين" من أهالي ريف "اليعربية"، الذي قال عن أهمية تواصله مع طبيبه خلال هذه الفترة: «كنتُ في زيارات دائمة لطبيبي في "القامشلي" بهدف إكمال مراحل علاجي، لكن تم تنفيذ الحظر، ومنع التواصل بين الريف والمدينة، وهو ما سبب لي ولغيري ممن يحتاجون زيارة أطبائهم مشكلة كبيرة، وجاءت المبادرة الرائعة للأطباء عندما تابعوا واجبهم الإنساني والطبي معنا، لإكمال العلاج والاطلاع على تفاصيل معالجتنا، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بكل محبة واهتمام ودون أي مقابل».

مثل هذه المبادرات غير موجود في أوروبا، وخدماتها كبيرة لدى غالبية السوريين الذين سمعوا بها، أتواصل مع طبيب مختص عبر "الواتس آب"، لإعطاء تفاصيل المرض الذي أعانيه، فالنتائج جيدة مع خبرتنا الطبية الوطنية، حيث نقلنا هذه المبادرة الاجتماعية إلى المقيمين في الخارج، حيث عبروا عن امتنانهم وإعجابهم بها، وبمدى تعاون السوريين مع بعضهم في كل مجالات الحياة

واستفادت "إلهام أحمد" من هذه الخدمة، رغم بعد المسافة بينها وبين مدينتها "القامشلي"، وإقامتها في "ألمانيا"، حيث قالت عن ذلك: «مثل هذه المبادرات غير موجود في أوروبا، وخدماتها كبيرة لدى غالبية السوريين الذين سمعوا بها، أتواصل مع طبيب مختص عبر "الواتس آب"، لإعطاء تفاصيل المرض الذي أعانيه، فالنتائج جيدة مع خبرتنا الطبية الوطنية، حيث نقلنا هذه المبادرة الاجتماعية إلى المقيمين في الخارج، حيث عبروا عن امتنانهم وإعجابهم بها، وبمدى تعاون السوريين مع بعضهم في كل مجالات الحياة».

الدكتور ميلاد بحدي

الدكتور "ميلاد بحدي" اختصاص جراحة عصبية كان أول المشاركين في المبادرة، حيث قال عنها: «كل الإجراءات المتخذة والتي تتخذ لخدمة ومصلحة المواطن، منها ضرورة عدم حصول تجمعات بشرية في العيادات الطبية وحتى في المشافي، بالإضافة إلى عدم وجود تواصل بشري بين الريف والمدينة، وفرض الحظر الكلي تقريباً في مناطقنا، ولأن مهنتنا بالدرجة الأولى إنسانية؛ شعرنا بضرورة إيجاد حلول لمساعدة الناس الذين يحتاجون بشكل يومي لمراجعة العيادات الطبية بمختلف اختصاصاتها، وكان قرار الإجماع على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة "الواتس آب"، فغالبية الأهالي يملكون هذه الميزة.

أثناء دوامنا في العيادة الطبية، كنّا نلتزم بعدد من الساعات للعمل والتشخيص، أمّا خلال هذه الفترة، فالتواصل بساعات أكثر، وفي كل الأوقات، وتسخير كل وقتنا للرد على المرضى الذين يحتاجون الاستشارات الطبيّة».

ويتابع الدكتور "ميلاد" عن طريقة عمله خلال فترة الحظر مع المرضى: «ليس هناك زمن معيّن لاستقبال استشارات المرضى، طالما نحن ملتزمون بإجراء "خليك بالبيت"، فالوقت كلّه لمن يحتاج المساعدة، هناك زملاء كثر من مختلف الاختصاصات؛ وفي أكثر من بلدة، يؤدون هذا الواجب الطبي والإنساني، ويتواصل معي من يحتاج المساعدة من مختلف المناطق والمحافظات، ومن خارج البلد بأعداد كثيرة، لا نسأل عن الاسم والمكان، طالما أنه مريض فهو يحتاج الخدمة الطبية ومن الواجب مساعدته».