نالت "تكاسي القامشلي" اهتماماً كبيراً من قبل السكان، لكونها إحدى علامات التواصل اليومي بين الأهل والأبناء، حيث خلقت حالة من الألفة بين الركاب، وتحولت إلى ظاهرة اجتماعية نادرة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 شباط 2016، رصدت آراء أبناء المدينة بما صنعته هذه الآلة القديمة المخصصة لنقل المواطنين من السوق المركزي إلى باقي الأحياء، وأشار الموظف "حمد العبد" أحد المستفيدين من هذه الحالة بالقول: «تعد مدينة "القامشلي" الوحيدة بين جميع بلدات ومناطق المحافظة التي تستثمر (التكاسي) في نقل الركاب ضمن خصوصية معيّنة، وقانون خاص بتلك الآليات، وأماكن محددة لنقطة الانطلاق والوصول والسير، حتّى أصبحت علامة بارزة ونقطة ارتياح كبيرة للأهالي، والأهم أن التجوال اليومي في تلك السيارات كان سبباً في بناء علاقات اجتماعيّة تطورت إلى أبعد حدود التواصل الاجتماعي، فالكثيرون من المواطنين سواء كانوا موظفين أم أصحاب محال تجارية في السوق يتنقلون بها يومياً إلى أماكن عملهم؛ وهو ما جعلها سبباً مباشراً لالتقاء نفس الوجوه في أحيان كثيرة ضمنها، وتطورت العلاقة لتبادل الزيارات العائلية فيما بينهم، وتتعمق العلاقات الاجتماعية الطيبة، وتبادل لأداء الواجبات، فوجود هذه السيارات الصغيرة اختصر المسافة بين الناس، وأدت المهمة الرئيسة المتمثلة في وصول الشخص إلى منزله أو مكان عمله بسعر زهيد، لأن الحافلة العادية تحمل خمسة أشخاص، أمّا المواقف النبيلة وخدمة كبار السن فلا تجدها في هذه الحافلات».

يوجد ضمن كل رحلة الشباب والصغار، والنساء والرجال، وهناك احترام كبير ومتبادل بين كل من يصعد إليها، وعندما تحمل المرأة الأمتعة، فالشاب يبدأ النهوض فوراً والصعود والنزول من أجل مساعدة المرأة، وربما ينزل في مكان غير مكان منزله في سبيل تأدية ذلك الواجب الإنساني الاجتماعي، وقد تتصدى لذلك فتاة شابة، وتذهب بصحبتنا إلى المنزل للمساعدة، ومن خلال ذلك بنينا علاقات اجتماعية وزيارات عائلية وأهلية ومجتمعيّة

وكان للشابة "أيهان محمد سعيد" حديث عن أحد مواقفها مع تلك الوسيلة الخاصة بنقل الركاب في مدينتها، حيث قالت: «يوجد ضمن كل رحلة الشباب والصغار، والنساء والرجال، وهناك احترام كبير ومتبادل بين كل من يصعد إليها، وعندما تحمل المرأة الأمتعة، فالشاب يبدأ النهوض فوراً والصعود والنزول من أجل مساعدة المرأة، وربما ينزل في مكان غير مكان منزله في سبيل تأدية ذلك الواجب الإنساني الاجتماعي، وقد تتصدى لذلك فتاة شابة، وتذهب بصحبتنا إلى المنزل للمساعدة، ومن خلال ذلك بنينا علاقات اجتماعية وزيارات عائلية وأهلية ومجتمعيّة».

التكاسي على خط الكورنيش

سائق إحدى السيارات "وليد محمود"، بيّن جوانب من خصوصية عمله بالقول: «أغلب السائقين مع أن أعدادهم كبيرة على جميع الخطوط، إلا أنهم على تواصل وتعارف طيب، وعندما يرغبون في تقديم طلب أو عريضة إلى جهة معينة ومسؤولة؛ فإن الجميع يتكاتفون ويتعاونون في سبيل المصلحة العامة، حتى عندما يحتاج أحدنا إلى مؤازرة وخدمة إنسانية، فتجد الجميع يتعاونون ويتآزرون، فعمر بعضنا على هذه الخطوط أكثر من 40 عاماً، ويختلف الخط من حيث الكثافة السكانية، وربما من حيث طوله، وقلتها أو كثرتها، فبعضها على خط "الكورنيش" مثلاً بالمئات، والأهم أننا نبني حياتنا وعملنا بالتفاهم والمحبة والأخوة».

"فؤاد القس" أحد كبار السن في مدينة "القامشلي" قال: «هذه الخدمة بعمر المدينة تقريباً، وسبب هذه المهنة، أن الأحياء كثيرة ومتباعدة عن السوق، ووسائط النقل كانت قليلة، تمّ استثمار هذه "التكاسي" لتعمل على خطوط "الكورنيش، حي طي، الهلالية، العنترية"، وقبل عدّة سنوات تمّ استحداث خط "قناة السويس"، وأطول الخطوط هو "الكورنيش" الذي يمتد إلى أربعة كيلو مترات تقريباً، وجميع الخطوط تنطلق من السوق المركزي، ويأخذ طريقاً بعيدة عن الضجة وحركة الناس ضمن السوق، وحتى بداية الألفية الجديدة كانت التسعيرة للراكب الواحد خمس ليرات سورية، واليوم المعدل لأغلبها 30 ليرة سورية للراكب الواحد، وهي مهنة وباب رزق لكثير من الأسر، وساهمت ببناء علاقات اجتماعية بين عائلات كثيرة».

السيد فؤاد القس