الاستعداد لفصل الشتاء من قبل الأهالي كانت تحكمه طقوس كثيرة أهمها تجهيز مواد المؤونة والإكثار منها، والكثيرون منهم توقفوا عن ذلك الطقس في الوقت الحالي، بسبب الغلاء وعدم توافر الطاقة الكهربائية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 كانون الثاني 2016، وقفت عند موضوع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية التي كانت سبباً رئيساً لتوقف الأسر الحسكاوية عن تجهيز وإعداد مؤونة فصل الشتاء، فتحدثت ربة المنزل "سميرة خالد الناصر" عن تلك المشكلة بالقول: «هدفنا اليوم قائم على تأمين مواد اليوم الواحد، والتركيز على تجهيز وجبة الغداء فقط، أمّا أن نعيش كالسنوات الجميلة التي مضت، وقبل خمس سنوات تحديداً من حيث إعداد ما نحتاج إليه بفصل الشتاء فهو صعب للغاية، لأن سعر أدنى مادة بات بمئات الليرات، وسعر الكيلو الواحد لأي مادة من الخضار أو الفاكهة لا يقل عن 200 ليرة سورية مهما كان نوع المادة، وسابقاً كانت فائدتنا من بعض الأنواع والأصناف التي تزرع في منطقتنا، وخاصة من الخضار، واستثمارها كان بإعداد مؤونة مناسبة وبكميّات كبيرة جداً، وهذه المواد أيضاً ارتفع سعرها؛ حيث لا نستطيع الإفادة والاستفادة منها، لا جرم أن ارتفاع أسعار المواد المحلية التي تزرع في منطقتنا، سببه ارتفاع مستلزمات الإنتاج كالمحروقات والسماد ووسائط النقل إلى المدينة، وغيرها الكثير والكثير مما كان يدعم أهل الزراعة».

أحياناً كثيرة تصل ساعات غياب الكهرباء عن المنطقة في اليوم الواحد إلى 15 ساعة، وربما لأيام متواصلة تغيب نهائياً لعطل أو خلل ما، ولذلك يعد تجهيز المؤونة مغامرة بحد ذاتها، إذا كان ما جهزناه بحاجة إلى الحفظ ضمن الثلاجة، ولذلك هناك أسر تتحدى غلاء الأسعار وتذهب للتسوق، وتبحث عن تجهيز بعض المؤونة تختار المواد التي لا تحتاج إلى التخزين ضمن الثلاجة، حتّى إن الكثير من أسر وعائلات هذه المنطقة، ومنذ سنوات قليلة تناست موضوع المؤونة وترتيباتها وتجهيزاتها، وهو ما كنّا نتمناه، لأن ذلك الطقس هو حالة اجتماعيّة قبل أن تكون أسرية وعائليّة

وأشارت الشابة "نجاح محمّد سليم" إلى موضوع الطاقة الكهربائية شبه الغائبة، التي تعد سبباً مباشراً لعدم التقرب من المؤونة، وتابعت: «أحياناً كثيرة تصل ساعات غياب الكهرباء عن المنطقة في اليوم الواحد إلى 15 ساعة، وربما لأيام متواصلة تغيب نهائياً لعطل أو خلل ما، ولذلك يعد تجهيز المؤونة مغامرة بحد ذاتها، إذا كان ما جهزناه بحاجة إلى الحفظ ضمن الثلاجة، ولذلك هناك أسر تتحدى غلاء الأسعار وتذهب للتسوق، وتبحث عن تجهيز بعض المؤونة تختار المواد التي لا تحتاج إلى التخزين ضمن الثلاجة، حتّى إن الكثير من أسر وعائلات هذه المنطقة، ومنذ سنوات قليلة تناست موضوع المؤونة وترتيباتها وتجهيزاتها، وهو ما كنّا نتمناه، لأن ذلك الطقس هو حالة اجتماعيّة قبل أن تكون أسرية وعائليّة».

نسوة تيدن المتعة مع تجهيز المؤونة

وعبر "خليل جان حميد" -وهو أحد البائعين في مدينة "القامشلي"- عن شجونه وهو يرى اعتكاف الأهالي والأسر عن طلبات مؤونة فصل الشتاء، وقال: «قبل أن يحل فصل الشتاء وبحكم العادة كانت عشرات النسوة يطلبن مواد وأصنافاً كثيرة ومختلفة، وتكون خاصة بإعداد مؤونة ذلك الفصل، ومنذ عامين تحديداً انخفضت نسبة الراغبات بذلك، باستثناء مادة معينة أو مادتين لا أكثر، وهن قلائل جداً، والسبب المباشر في ذلك ارتفاع أسعار تلك المواد، وتلك الزيادة الباهظة بسبب وسيلة النقل، فسائق الحافلة في اليوم الحالي الذي يجلب الخضار والفاكهة من باقي المحافظات تصل أجرته إلى مئتي ألف ليرة سورية، وفي السابق لم تكن تتجاوز 36 ألف ليرة سورية فقط، تلك الزيادة يدفعها المواطن من جيبه، لأنها توزع على سعر المادة التي جلبت ضمن تلك السيارة، إضافة إلى ذلك هناك تكاليف أخرى يضيفها أصحاب المحال تعويضاً عن ارتفاع سعر الأكياس وكذلك أمبيرات الكهرباء، وأجرة العمّال، وكل تلك الزيادات ضحيتها المواطن العادي، فكان قراره الاستغناء عن المؤونة وتوابعها، والاكتفاء بقوت يومه، لأنه لو حصل على مواد المؤونة، فحكماً سيحرم من نعمة الكهرباء، وربما تتعفن مؤونته وبالتالي خسارته ستكون مضاعفة».

المولدات بديل الكهرباء