تتلبّد سماء مدينة "القامشلي" بدخان المولدات التي انتشرت في جميع ساحاتها وشوارعها، وترتفع أصواتها من كل الجوانب والأمكنة، لتكون مشكلة فرضت نفسها خلال سنوات الأزمة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 أيلول 2015، وقفت عند الأسباب التي جعلت من التلوث والضجيج مشكلة كبيرة وعنواناً من عناوين الحياة اليوميّة، وخلقت اضطرابات صحيّة ونفسيّة، وأكّد على هذا الكلام "عبد الرحيم أحمد" من أبناء مدينة "القامشلي" الذي يشترك مع أغلب أبناء المدينة حول الطرح بالأفكار، عندما قال: «لم نكن نعرف سابقاً أي شيء عن هذه المشكلة، لكنّها وُجدت مع وجود الأزمة التي خلقت أموراً سلبية كثيرة، تضرر منها المواطن أولاً وأخيراً، فالتلوث البيئي ظاهرة ترى بالعين المجردة، لأنها تكوّن سحباً من الدخان الأسود، وأكثرها من المولدات المنتشرة بكثافة، وحتّى من دخان السيارات، التي تظهر جراء المحروقات التي تباع في السوق السوداء، وهي مكررة بطريقة غير نظامية، لذلك حرم المواطن من إيجابيات كثيرة جراء سحب الدخان التي تظهر، ففي المنطقة كنّا نجلس وننام ونسهر على سطوح المنازل وفي ساحات الدور السكنية حتى وقت متأخر من الليل في الصيف تحديداً، لكنّنا لم نعد ننعم بتلك المزايا، فأصوات المولدات عالية ومن كل الجوانب، والدخان يدخل إلى الجسم، والدخان مع الأصوات يؤديان إلى حالة توتر وقلق كبيرة، لذلك يكون الهمّ والاهتمام الابتعاد عنهما قدر الإمكان، والبقاء تحت رحمة جدران المنزل طوال الوقت».

أغلب أصحاب المولدات يلتزمون بإطفائها عند منتصف الليل، وهو ما يعني أن ساعات قليلة ستمنح لنا بعيدين عن الضجيج وتنفس نسمات هادئة، لكن هناك من يواصل تشغيل مولداتها متواصلة مع ساعات الليل بالنهار، ولنبقى مع تلك الأجواء السلبية ليلاً ونهاراً، والبقاء تحت رحمة الأصوات حتى الصباح، وكانت سبباً لتظهر بعض الأمراض على الإنسان خاصة الأرق الذي يصيب العين، وآلام وأوجاع صدريّة عند الكثيرين

إضافة إلى ما ذكر بيّنت "نور السالم" وهي من سكان المنطقة أن: «أغلب أصحاب المولدات يلتزمون بإطفائها عند منتصف الليل، وهو ما يعني أن ساعات قليلة ستمنح لنا بعيدين عن الضجيج وتنفس نسمات هادئة، لكن هناك من يواصل تشغيل مولداتها متواصلة مع ساعات الليل بالنهار، ولنبقى مع تلك الأجواء السلبية ليلاً ونهاراً، والبقاء تحت رحمة الأصوات حتى الصباح، وكانت سبباً لتظهر بعض الأمراض على الإنسان خاصة الأرق الذي يصيب العين، وآلام وأوجاع صدريّة عند الكثيرين».

مولدات ضخمة تنتشر في القامشلي

المرشد الاجتماعي "محمّد حليم إسماعيل" تطرق إلى الحديث عن مشكلة العصر، من خلال وجهة نظر علمية، ونوّه إلى أنّ الأضرار نفسية وجسدية معاً، من خلال حديثه التالي: «عندما ظهرت هذه المشكلة، تبين وبالدليل القاطع للجميع أن الكهرباء من أساسيات الحياة، وبديلها أدى إلى ظواهر سلبية، وأهمها التلوث، وعندما غابت تلك النعمة لساعات طويلة عن المنازل، كان الحل القسري والقهري بتشغيل التجار وأصحاب الدور السكنيّة والمحال الصناعية المولدات الكهربائيّة، لإيصال الكهرباء إلى المشتركين، ومن خلال الواقع والنتائج التي ظهرت تبيّن أن أضرارها أكثر من منافعها، وقد تمثّلت بالدرجة الأولى بظهور الدخان الملوث والناتج من استعمال الوقود غير النظامي، وحكماً سيولد أضراراً صحيّة على الناس، إضافة إلى الضجيج المرتفع الذي يؤثر في أعصاب المواطنين، فكان التأثير بانسجامهم الاجتماعي، وتولّد عندهم قلق وكآبة، أمّا بالنسبة لكبار السن والأطفال والمرضى فالأضرار النفسية والصحية مضاعفة، ولو كان هناك التزام وأسس خاصة بتلك المولدات كالالتزام بمواعيد واحدة للتشغيل ووضعها في أماكن معيّنة بعيداً عن الدور السكنية، لكانت النتائج السلبية أقل وأخف، فالكثيرون من أهل المولدات يضعون مولداتهم الضخمة أمام منزل سكني، وهو ما يؤدي إلى التوتر، ومشكلات نفسية هائلة».

السيد محمد حليم إسماعيل