هي مرحلة قصيرة تكاد لا تذكر أمام باقي مراحل الحياة؛ يعيش فيها نجوم كرة القدم ينعمون بحظ كبير من الاهتمام، لكن هذا العالم المخملي ما يلبث أن يتغير ليدفعوا ضريبة استمتاعهم بالساحرة المستديرة.

مدونة وطن "eSyria" رصدت جوانب من حياة نجوم الكرة "الجزرية" بتاريخ 9 آب 2015، والتقت بداية اللاعب "حبيب أبو كارو"، فقال: «لم تدم حياتنا الوردية طويلاً؛ إذ إنها انقضت مع ابتعادنا عن الكرة، وعلى عكس اللاعبين في أغلب بلاد العالم يُترك لاعبنا ليواجه مصيره بنفسه، فأنا ومذ تركت اللعب أقف خلف "بسطة" لبيع الخضراوات، أكسب من ورائها قوتي وقوت عائلتي، ولم يلتفت إليّ أحد من اتحاد الكرة، وهذا الحال يعاني منه جميع اللاعبين؛ بسبب غياب القوانين والأنظمة الكفيلة برعاية اللاعب وتأمين حياته ما بعد اللعب، حتى إنه لا توجد أي ميزة للاعب يمكن له أن يستفيد منها في مكان آخر».

أن الرياضيين القدامى عانوا خلال مدة لعبهم لعدم وجود نظام الاحتراف آنذاك، حتى إن كل ما كان يقدم سابقاً هو ضمن الإمكانات المتاحة، لكن اليوم وعرفاناً بالجهود التي بذلوها والبطولات التي أحرزوها؛ تم تكوين "رابطة الرياضيين القدامى"، التي من شأنها أن تعنى بأمور قدامى اللاعبين والاستفادة من خبراتهم الكبيرة، ولكي يكونوا صلة وصل بين الرياضة القديمة والشابة، وهذا الأمر سيعود بالنفع عليهم وبالتالي ستعم الفائدة على كل الرياضة السورية

"عبد القادر شيخ صالح" أو "دعبول" كما يعرفه محبوه؛ الذي يعمل بائعاً لـ"الفلافل" يرى: «أن اللاعب المحلي مظلوم بكل المقاييس، حيث يبقى وحيداً يواجه قدره من دون أن يُعنى أحد بأمره، حتى إنه لا يجد من يتفقده بمجرد أن يترك اللعب، وهذا الحال بالنسبة للنجوم، فهل يمكن أن ينظر أحد لمن لم يصل إلى مرحلة النجومية، هناك تقصير كبير وواضح في هذا الاتجاه؛ ويجب على المعنيين بالشأن الكروي أن يتلافوه، إذا أرادوا الحصول على لاعبين متميزين، من خلال تأمين حياتهم ما بعد انتهاء مدة اللعب أو التعاقد، وقد أعطى اللاعبون الكثير للنوادي المحلية لكن من دون مقابل، مشيراً إلى أن عدم وجود الاحتراف في الوقت الذي تألقوا فيه أثّر كثيراً بحياتهم فيما بعد».

خليل الزوبع

وبيّن الكابتن "خليل الزوبع": «أن اللاعبين في الأندية المحلية وخصوصاً نادي "الجزيرة"، عانوا كثيراً من ضعف أوضاعهم المادية، ففي السابق لم يتقاضوا ما يمكن أن يؤمن لهم حياةً كريمة، وبعد الاعتزال انقطعت صلتهم باتحاد كرة القدم؛ ليتجهوا إلى أعمال أو حرفٍ كانوا يمتهنونها، حتى إنهم يتحولون إلى مجرد جمهور يتابعون الأجيال الكروية التي جاءت من بعدهم، وهذا الأمر يسبب ضعفاً في المسيرة الرياضية؛ خصوصاً مع ابتعاد نجوم لن يتكرروا عنها، لافتاً إلى أن الظلم الذي وقع على بعض اللاعبين من جهة منعهم من اللعب مع نوادٍ شهيرة، كان له بالغ الأثر في حياة ما بعد النجومية، لذا يجب أن يعاد النظر في القوانين والأنظمة التي تعنى بشؤون اللاعبين بعد الاعتزال».

وأوضح رئيس مكتب التنظيم الفرعي في الاتحاد الرياضي "محمد علي حزام": «أن الرياضيين القدامى عانوا خلال مدة لعبهم لعدم وجود نظام الاحتراف آنذاك، حتى إن كل ما كان يقدم سابقاً هو ضمن الإمكانات المتاحة، لكن اليوم وعرفاناً بالجهود التي بذلوها والبطولات التي أحرزوها؛ تم تكوين "رابطة الرياضيين القدامى"، التي من شأنها أن تعنى بأمور قدامى اللاعبين والاستفادة من خبراتهم الكبيرة، ولكي يكونوا صلة وصل بين الرياضة القديمة والشابة، وهذا الأمر سيعود بالنفع عليهم وبالتالي ستعم الفائدة على كل الرياضة السورية».

محمد حزام