على الرغم من تعود المجتمع المحلي في مدينة "القامشلي" الجانب الاستهلاكي، إلا أنه تمكن من استثمار الواقع وبدأ الإنتاج والتعاون والتفاعل والتشاركية ليكون نموذجاً منتجاً ومستهلكاً بإيجابيّة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 4 حزيران 2015، وقفت عند العناوين التي طرحت في موضوع الإنتاج والاستهلاك بمنطقة "القامشلي" وما تمّ من تطورات وإجراءات خلال الفترة الزمنية القصيرة الماضية، وتشير الدلائل إلى أن كل منزل وأسرة قامت بمبادرة لتفعيل الحياة الإنتاجيّة أكثر، وهو ما بيّنه الحاج "حسين الحاج محمود" من أبناء ريف "اليعربيّة" بالقول: «أستطيع الجزم بأن ما يشبه النهضة الإنتاجيّة انتقلت إلى كل فرد من أفراد الأسرة وبطريقته وحسب مقدرته توجّه إلى عمل ما، أو ابتكار شيء ما، في محاولة لإنجاز أو إنجاح عمل تقني أو صناعي وحتى في المجال الزراعي والتجاري، كما كان للمرأة أيضاً دورها المميز لتخفف من الاستهلاك والنفقات والمصاريف؛ حيث توجهت للتعاون والمؤازرة والمساندة، ومنهن من بادرن إلى تفعيل وإنجاز مشاريع قيّمة صغيرة؛ ساهمت بإضفاء ورسم إيجابية في المجتمع، أمّا بالنسبة لعملها في الأرض والزراعة فهو بالأساس قديم قدم الحياة في الريف، وكذلك في مجال تربية الأنعام، ولكنه ضمن هذه الظروف تضاعف بالتكاتف، فكان التضاعف والزيادة في الإنتاج، وبكل صراحة وأحدد أبناء الريف؛ استدركوا خطورة الاعتماد على الاستهلاك فقط، وبسرعة تجنبوا نتائجه الصعبة والقاسية، فنهضوا الهمم ورسموا التعاون فأثمر نتاجهم وتعاونهم، بل كسب الريف مواهب وطاقات، فالكثيرون من الشباب حوّلوا أموالها الصغيرة والصغيرة جداً إلى استثمارات ومساهمات تجارية، ومنهم من بات مبدعاً في التصنيع والتصليح وبجهود فردية».

كان هدفنا الحفاظ على الاستهلاك الطبيعي المنطقي، بعيداً عن الاحتكار والتجارة البشعة في الاستهلاك خاصة للمواد التي تأتي من خارج المحافظة، ومن أجل ذلك كسبنا يداً عاملة من الشباب وبأعداد مضاعفة من أجل ضخ أنواع جديدة محلية بأيادي شبابنا ومهاراتهم كمواد بديلة أو قريبة من بعض المواد التي كانت تأتي من باقي المحافظات، وليس هناك غنى عن بعض التقنيات والتجهيزات التي نجلبها من المحافظات الأخرى، لكننا استطعنا وبنسبة كبيرة الحفاظ على الاستهلاك المحلي المنطقي العقلاني، وذلك من خلال الدخول في عالم الإنتاج والاعتماد على الذات

أمّا "عبد السلام أحمد" وهو من أبناء مدينة "القامشلي" فبيّن أن قراءة الواقع وما فرضه القدر من ظروف وأوجاع على المجتمع كان كفيلاً بنهضة كل فرد من أفراد المجتمع، وقد بيّن ذلك من خلال كلامه التالي: «كثيرة هي المبادرات والفعاليات التي تحققت من أجل الاعتكاف عن الاستهلاك فقط، فكان التوجه نحو الإنتاج، فأغلب الأسر بادرت إلى زراعة الخضار في المنازل الخاصة، لتبتعد عن شرائها من المحال التي تبيع بأسعار مرتفعة في أغلب الأحيان نتيجة المسافة الطويلة بين العاصمة وباقي المحافظات لحين وصولها، وأثمر توجه أبناء المنطقة إلى هذا العمل انخفاضاً كبيراً في أسعار الخضار في الأسواق، فاليوم سعر كيلوغرام البندورة بعشرين ليرة سورية، وكذلك الخيار و"العجور" والبطاطا، وبنسبة أكثر البطيخ وباقي الأنواع من الخضار، فلولا التعاون والإنتاج المحلي لما كانت هذه الأسعار تناسب جميع الطبقات من دون قلق وأرق».

السيد أحيقار عيسى مع ضيوفه

وكان لـ"أحيقار عيسى" أحد أصحاب المحال التجاريّة حديث عن واقع عمله وتجارته قائلاً: «كان هدفنا الحفاظ على الاستهلاك الطبيعي المنطقي، بعيداً عن الاحتكار والتجارة البشعة في الاستهلاك خاصة للمواد التي تأتي من خارج المحافظة، ومن أجل ذلك كسبنا يداً عاملة من الشباب وبأعداد مضاعفة من أجل ضخ أنواع جديدة محلية بأيادي شبابنا ومهاراتهم كمواد بديلة أو قريبة من بعض المواد التي كانت تأتي من باقي المحافظات، وليس هناك غنى عن بعض التقنيات والتجهيزات التي نجلبها من المحافظات الأخرى، لكننا استطعنا وبنسبة كبيرة الحفاظ على الاستهلاك المحلي المنطقي العقلاني، وذلك من خلال الدخول في عالم الإنتاج والاعتماد على الذات».

خزائن العرض