تبقى حياة العامل الحر غير مستقرة على أجر ثابت؛ فهي حياة تعانقها الكثير من المتاعب النفسية والمالية والأسرية، وبذلك يكون بعيداً عن القانون والضمان الصحي أو الاجتماعي.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 حزيران 2015، وقفت عند طبيعة العامل الحر ومدى قدرته على التأقلم مع الواقع الجديد والمصاريف المالية الباهظة التي تتطلبها الحياة، إضافة إلى رغبة جميع من التقيناهم بضرورة تبني مهنهم وأعمالهم الحرة نقابات تحميهم وتحمي مستقبلهم وأسرهم، ومنهم "سعد حسين" الذي يعمل في مهنة الدّهان منذ سنين، ومع ذلك يؤكد أن المهنة الحرة ليست حلاً له وللآلاف مثله لأسباب كثيرة يذكرها من خلال التالي: «كل عمل حر له مدة زمنية من السنة ولأشهر قليلة، وبعد ذلك نبقى في بيوتنا جالسين من دون أي عمل، وأغلب الأحيان يكون عملنا مكثفاً في فصلي الصيف والربيع، وهذا يؤثر سلباً بالاستقرار من كافة النواحي، وأكثر من ذلك؛ فنحن والزبون نضع تسعيرة العمل بطريقة توافقية، وحسب الأعراف ربما يحصل خلل أو خلاف على بعض النتائج وحتّى على صيغة وصبغة العمل وخاصة من الناحية المادية، وليست لنا مرجعية للحل سوى الشكوى إلى الجهات الأمنية أو الوجهاء وأهل العرف، ومن المفروض أن تكون لنا نقابة أو لجنة معترف بها تحمي حقوقنا، وتكون صوتنا ومرجعيتنا، وتتواصل وتخاطب المؤسسات والدوائر الرسمية للتعاقد سنوياً معنا ضمن المهن والأعمال الحرة التي نقوم بها».

كل عمل حر له مدة زمنية من السنة ولأشهر قليلة، وبعد ذلك نبقى في بيوتنا جالسين من دون أي عمل، وأغلب الأحيان يكون عملنا مكثفاً في فصلي الصيف والربيع، وهذا يؤثر سلباً بالاستقرار من كافة النواحي، وأكثر من ذلك؛ فنحن والزبون نضع تسعيرة العمل بطريقة توافقية، وحسب الأعراف ربما يحصل خلل أو خلاف على بعض النتائج وحتّى على صيغة وصبغة العمل وخاصة من الناحية المادية، وليست لنا مرجعية للحل سوى الشكوى إلى الجهات الأمنية أو الوجهاء وأهل العرف، ومن المفروض أن تكون لنا نقابة أو لجنة معترف بها تحمي حقوقنا، وتكون صوتنا ومرجعيتنا، وتتواصل وتخاطب المؤسسات والدوائر الرسمية للتعاقد سنوياً معنا ضمن المهن والأعمال الحرة التي نقوم بها

ولـ"خليل حاج محمود" حديث عن عمله واللجنة التي خصصت لعمله من خلال حديثه التالي: «مهنة "العتالة" شاقة ومتعبة للغاية، وأغلب شباب الريف يمارسونها في موسم جني المحاصيل الزراعية بالمنطقة، ومن أجل ذلك كانت هناك العديد من المطالب لتكون لنا نقابة تختص بمطالبنا وحقوقنا، ونحن بدورنا كوّنا لجنة للعتالة وأنا منهم، من أجل التنظيم والتنسيق وتحديد الأسعار، وتلك اللجنة تتواصل مع نقابتنا التي لها مكتب في مؤسسة الحبوب، وكانت هذه الخطوة مهمة وناجحة نوعاً ما، أمّا بالنسبة للعمل فهو بالمحصلة عمل حر ومع نهاية الموسم الذي لا يستغرق أكثر من شهر ثم يتوجه الشخص للبحث عن عمل آخر، فليس هناك قانون عندنا يمنحنا راتباً شهرياً ثابتاً أو عملاً مستقراً عند مؤسسات وفروع الحبوب، وبذلك يبقى جيل الشباب ممن يمارسون هذه المهنة بعيدين عن العمل على مدار العام باستثناء هذه الفترة، ويبقون في حيرة وتشتت طوال مدة انقطاعهم عن عملهم الحر القصير الزمن».

محمد حليم إسماعيل

أما "محمد حليم إسماعيل" المحاضر في جامعة "الفرات" والمرشد النفسي في مديرية التربية، فتحدّث من الناحية العلمية عن الموضوع قائلاً: «بالنسبة لموضوع المهن واختيارها ففي القديم كانت تتوارث من الأب للابن، أمّا في العصور الحديثة فمنهم من توارثها طواعية، وآخرون اختاروا المهنة بناء على القدرات الجسمية والنفسية، ثم تنميتها وتوجيهها، وبالنسبة للعامل "المياوم" أو الحر فهو خارج الصنفين، وهو عمل يومي لا يرتبط بضمان صحي أو قانوني، ولا بأي نوع من أنواع التامين، وهذا العمل غير المنظم له سلبيات كثيرة منها: غياب أفق المستقبل وعدم القدرة على التطور، وغياب الضمان الصحي أو الاجتماعي، وعند حدوث أي طارئ للعامل فإنه يقع في أزمة ومأزق، ومن الناحية القانونية فإن حقوقه غير محمية فهو يتعامل على أساس العرف و"ربط الكلام" فقط، وكل الحالات الطارئة تؤثر في مستوى معيشته وأسرته، فالعامل الحر يغيب عن عمله ضمن الظروف الجوية والاجتماعية والإنسانية الطارئة من دون تعويض، وكله مؤثر في الحالة النفسية، وهو يعيش يومه ويترقب الغد بقلق وما سيحدث له من أحداث ومفاجآت، لذلك لا بد من تنظيم العمل من خلال وزارة الشؤون بإحداث نقابات ذات قوانين تنظم حياة العامل الحر، والبحث عن إنشاء شركات لهم تؤمن التأمين والصحة والتقاعد، إضافة إلى مراعاة التغييرات الاقتصادية ومواكبتها مع تعويضاتهم المالية، وتنظيم هذه الشريحة هو تنظيم لأسر كاملة نفسياً واجتماعياً».

شباب بانتظار فرص العمل