بحثاً عن الغنى السريع أو كسب المال من دون جهدٍ أو تعب، يجرّب "عمران" حظه باستمرار، لعلّه يجد ضالته في رقمٍ يُغيّر مجرى حياته، ويُغدق عليه المال من غير حساب.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب "عمران الحجي" عند أحد باعة "اليانصيب" بتاريخ 7 أيار 2015؛ وهو يُقلب وريقات اليانصيب بحثاً عن الرقم الفائز، فتحدث عن طموحه وما يرجوه من الحظ قائلاً: «آتي إلى هنا منذ عدة سنوات لأسحب بطاقة الحظ؛ لعلّي أظفر بمبلغ من المال أغير به حياتي، فقد عملت كثيراً ولم أتكل في يوم ما على غيري، لكن الأمور تغيرت عما كانت عليه، فشراء بيتٍ أو سيارة أو ما شابه ذلك أصبح أمراً مستحيلاً، لأن متغيرات الحياة وسرعة إيقاعها لم تترك مجالاً للكثيرين، كما أن المتطلبات العصرية قد زادت بنسبة كبيرة من دون أن ترافقها زيادة أو تحسّن في الوضع الاقتصادي، إضافةً إلى أن السنوات الأربع الأخيرة فاقمت من تردي الوضع المعيشي للأغلبية إذا لم نقل للجميع، من هنا أسعى لكسب المال عن طريق الحظ، إلا أنه ما زال يقف في الضفة الأخرى من مكان وقوفي».

أن هذه الظاهرة لها عدة أسباب أغلبها متعلق بالشخص ذاته، فالبطالة تولّد شعوراً سيئاً لدى الشباب لا يمحو آثاره إلا العمل، حتى إنه في بعض البلدان يتم منح رواتب للعاطلين عن العمل؛ لكن نظرتهم تبقى مختلفة للمجتمع، من هنا يسعى بعض الشباب إلى تحقيق ذاتهم من خلال تحقيق الربح السريع، الذي يكون جرياً خلف الأوهام، ويجب الاعتراف أن طبيعة المحافظة وقلة المشاريع الصغيرة أو الكبيرة، تتسببان في تكوين هذه النظرة عند الشباب، كما أنها تؤثر في من يحالفه الحظ ويربح جائزةً ما، فآخر ما يفكر فيه هو إقامة المشاريع والمساهمة في مساعدة الشباب؛ لتغيير واقعهم

يتابع: «في ظل ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع وتدني الأجور بوجهٍ عام، أصبح من الصعب أن يكوّن الشاب نفسه من دون مساعدة، وهذه الأخيرة لم تعد كما كانت في السابق، فالظروف الراهنة أرهقت الجميع وأصبح الاعتماد على الذات هو الطريق الوحيد للشباب، لكن حتى هذا الطريق بات وعراً وغير سالك، فأنا متزوج ولدي أولاد لكني لا أمتلك بيتاً، وبما أنني بلا منزل هذا يعني أنني لا أعرف شيئاً عن الرفاهية أو الكماليات، لذا أسعى دائماً لسحب أوراق اليانصيب متمنياً الربح لتغيير حياتي، فلو ربحت الجائزة الكبرى سأشتري منزلاً وسيارة وأعيش في بحبوحة بالقدر الذي توفره النقود المتبقية».

عمران الحجي يقلب الأوراق

من جهته بيّن بائع اليانصيب "سليم الخالد": «أن الطلب على أوراق اليانصيب قد انخفض كثيراً قياساً بالأعوام السابقة، إذ تناقصت المبيعات من نحو 7 آلاف إلى 1200 بطاقة، ويرجع هذا الانخفاض إلى ارتفاع أسعار البطاقات؛ وعجز الشباب عن تأمين ثمنها في أغلب الأحيان، لقد بدأت العمل في هذا المجال منذ 17 عاماً، وكسبت عدداً من الزبائن المنتظمين طوال السنوات الماضية، إلا أنني لم أعد أراهم اليوم، وحتى نحن الباعة فقد أثرت فينا الأوضاع وانقطاع الطرقات، ففي السابق كنا نقوم بإرجاع البطاقات الفائضة بعد انطلاق عمليات السحب، أما اليوم فكل بطاقة لا تباع نتحملها نحن، لذا في نهاية كل سحب أحتفظ بالبطاقات الباقية منتظراً أن أربح، لكن الحظ لم يبتسم لي حتى هذا التاريخ».

من جهته بيّن عميد كلية الاقتصاد "سعيد العمعوم": «أن هذه الظاهرة لها عدة أسباب أغلبها متعلق بالشخص ذاته، فالبطالة تولّد شعوراً سيئاً لدى الشباب لا يمحو آثاره إلا العمل، حتى إنه في بعض البلدان يتم منح رواتب للعاطلين عن العمل؛ لكن نظرتهم تبقى مختلفة للمجتمع، من هنا يسعى بعض الشباب إلى تحقيق ذاتهم من خلال تحقيق الربح السريع، الذي يكون جرياً خلف الأوهام، ويجب الاعتراف أن طبيعة المحافظة وقلة المشاريع الصغيرة أو الكبيرة، تتسببان في تكوين هذه النظرة عند الشباب، كما أنها تؤثر في من يحالفه الحظ ويربح جائزةً ما، فآخر ما يفكر فيه هو إقامة المشاريع والمساهمة في مساعدة الشباب؛ لتغيير واقعهم».

سليم الخالد