على الرغم من الواقع المتعب والأيام العصيبة إلا أن "شيراز كُل" تمكنت من تجاوز أزمتها من خلال التعاون ومساعدة زوجها والعمل بأكثر من مهنة.

فُرض على أهالي محافظة "الحسكة" واقعاً متعباً وأيّاماً عصيبة، ومنهم من بات يعيش على ذكريات الماضي الجميلة، وآخرون تسلحوا بالعزيمة والتفاؤل لرسم مستقبل أفضل، مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 28 نيسان 2015، التقت "شيراز كُل" لتحدثنا عن تجربتها بالقول: «منذ بداية زواجي فرض عليّ العمل تعاوناً مع زوجي وبمهنة واحدة، أمّا مع الأزمة الحالية فقد تطلب مني جهداً مضاعفاً، ولذلك الآن أعمل في ثلاث وظائف ومهن، فسابقاً كنت أكتفي بالتطريز والخياطة، واليوم أعمل في عيادة طبيّة وفي المنزل أقوم بتجهيز مؤونة البيوت لمن يرغب من الجيران والأصدقاء، المهم ألا نستسلم ونتابع حياتنا، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، ولا يمكن أن تتوقف الحياة بمجرد أزمة عابرة، واليوم وبعد كل ما أصابنا نجد من حولنا مدارس وجامعات وحدائق وغير ذلك، حتّى لو لم تكن بشكلها المعهود والمثالي، فالأهم أنها قائمة وهي من علامات التفاؤل».

ابن الجزيرة تميز بقدرته على تجاوز الأزمات وذلك من خلال العمل والاستفادة من التجارب والأمثلة على ذلك كثيرة وعلى جميع الصعد، فهم على يقين تام بأنّ الحياة لا تسير بمستوى واحد، فكما الزمان يتغير بفصوله، كذلك الحياة أيضاً فيها المحن والمتاعب والمصاعب، والمؤكد علمياً ومن التجارب والبراهين عن منطقتنا أن الشخص يزداد قوة وصلابةً عند الشدائد، وعلماء الاجتماع يؤكّدون أنّ المجتمعات أو الأشخاص الذين امتلكوا خبرات تراكميّة استطاعوا أن ينجوا من أزمات عصيبة مرّوا بها، وتابعوا حياتهم وأسسوا وبنوا نموذجاً مثالياً لتجاوز المتاعب والمصاعب

كما حدثنا "محمّد حليم إسماعيل" المرشد الاجتماعي والمحاضر في جامعة "الفرات" بالقول: «ابن الجزيرة تميز بقدرته على تجاوز الأزمات وذلك من خلال العمل والاستفادة من التجارب والأمثلة على ذلك كثيرة وعلى جميع الصعد، فهم على يقين تام بأنّ الحياة لا تسير بمستوى واحد، فكما الزمان يتغير بفصوله، كذلك الحياة أيضاً فيها المحن والمتاعب والمصاعب، والمؤكد علمياً ومن التجارب والبراهين عن منطقتنا أن الشخص يزداد قوة وصلابةً عند الشدائد، وعلماء الاجتماع يؤكّدون أنّ المجتمعات أو الأشخاص الذين امتلكوا خبرات تراكميّة استطاعوا أن ينجوا من أزمات عصيبة مرّوا بها، وتابعوا حياتهم وأسسوا وبنوا نموذجاً مثالياً لتجاوز المتاعب والمصاعب».

محمد حليم إسماعيل

صعوبات الحياة تتكاثر وتتزايد في هذه الفترة، قال عن ذلك "محمّد حليم": «معظم المواطنين في منطقتي يؤمنون من خلال التجربة بأن الأرض غالية ولا مساومة عليها، حتّى من هاجر فارتباطه باقٍ ووثيق بأرضه ووطنه، ومن يئن ويشكو المصاعب فهو الذي يخلق لنفسه متاعب مضاعفة عندما لا يتأقلم مع الوضع الجديد، ولكن عندما يبني لنفسه حالاً يناسب أحوال مجتمعه فحكماً تكون الأمور مقبولة عقلياً ومنطقياً، وقد تبين وبالأدلة أنّ ابن محافظة "الحسكة" يملك كل مقومات التحدي؛ والدليل أن مجتمعنا فتيّ ويمتلك كل الطاقات البشرية الهائلة التي تمتاز بالمهارة في المجال الفكري واليدوي والتقاني وحتّى الصناعي، وبالنسبة للحالة الاجتماعية الراقية والمثالية التي تتميز بها منطقتنا فهي تعد من أسس التحدي، وهذه الحالة ظهرت أكثر جماليّة في هذه الفترة، واليوم وبعد كل ما آلمنا نستطيع أن نتحدى، وخير وسيلة العلم والتربية الصحيحة وبناء الإنسان من داخله ومن جديد، فعلماء المنطق يؤكدون أن الرجوع خطوتين إلى الوراء لا يعني شيئاً عندما نمتلك القدرة على القفز قفزة قوية إلى الأمام».