زيارة العروس في أول صباح لها بعد الزفاف من الطقوس الاجتماعيّة المهمّة في الجزيرة السورية، وهذه التبريكة الصباحية تؤديها النسوة فقط ضمن عادات وتقاليد تم توارثها من الأجداد.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 نيسان 2015، قلبت صفحات الماضي والحاضر من خلال بعض النسوة للتعرف إلى هذا الطقس الاجتماعي، وكانت البداية مع السيّدة "خولة صالح سعدي" لتفتتح حديثها بالقول: «هذه العادة وهذا العرف؛ أي زيارة العروس في الساعات الأولى من صباحها الأول في بيت عريسها منذ القديم البعيد، والطقوس تختلف نوعاً ما بين ذلك الوقت وحتّى يومنا هذا، ففي الماضي كانت الزيارة منذ الصباح الباكر لبيت العروس ومن خلال مجموعة من النسوة أو كل نساء الريف إذا كان الزفاف لقرية ما، وكانت تحمل النسوة الهدايا بيدهن لتقديمها إلى العروس، وكانت هناك مناطق وقرى تقدم نساؤها للعروس طبقاً من الحلوى وهو عبارة عن تمني الزوّار للعروس أن تكون أيّامها كلها حلاوة وسعادة، أمّا تقديم الحلوى فقد كان في فترة من الفترات ولكنه اندثر الآن، ولم يبق له أي وجود حالياً، وتم الاكتفاء بتقديم العملة النقدية أو الهدايا الأخرى».

استقبلنا عشرات النسوة من الحي والأهل والصديقات في سبيل تأدية واجبهم تجاه العروس، ولكل واحدة منهن كانت هدية أو دعماً مالياً، ونحن بدورنا ومنذ القديم وحتّى اليوم واجب علينا تقديم منشفة صغيرة وجوارب لشخص واحد وعدد من السكاكر لكل سيدة تحضر إلى صباحية الزفاف، ولا يجوز ترك هذا الواجب من قبل العروس مهما كانت الأسباب فهي تشترى بكميات كبيرة تقدر بعدد الزائرات من خلال شراء جهاز الزفاف

وعن نوعية الهدايا في الماضي تضيف "خولة سعدي" قائلة: «كل امرأة من الواجب عليها تقديم هدية، والأغلبية منّا كانت تقدم مبلغاً مالياً لم يكن يتجاوز الـ50 ليرة سورية إذا كان مبلغاً مالياً وهذا في الماضي، وفي نهاية الزيارات تقوم العروس بجمع الأموال التي حصلت عليها وتقوم بشراء قطعة من الذهب، وتسمى تلك القطعة بهدية "صباحية الزفاف"، وهذه العادة قديمة جدّاً، وخلقت في المجتمع لتكون مساهمة ومساعدة للعروس، فيوم الزفاف كل ما يقدم من هدايا ومبالغ مالية تكون للعريس وأهله، ولكن في "الصباحية" تمنح للعروس أيضاً مساهمة ومساعدة».

أجواء الفرح تسود بيت العريس

أمّا "نوفة سالم السمرة" فكان حديثها عن بعض الطقوس والواجبات الاجتماعية الأخرى تجاه صباحية العروس؛ من خلال حديثها التالي: «حتّى اليوم هذا العرف قائم مع بعض التغييرات الطفيفة التي تطرأ، فقد تستمر زيارة العروس حتّى بعد أسبوع من زفافها، ومع ذلك يقولون إنها زيارة الصباحية، والهدايا أغلبها تكون مبالغ مالية ولا تقل عن ورقة نقدية بـ500 ليرة سورية أو 1000 ليرة سورية، والمقربون من العروس أو العريس يقدمون مبلغاً مالياً أكبر، أمّا الهدايا فأغلب الأحيان تكون أدوات منزلية؛ كبعض الصحون أو الكؤوس وربما أقمشة تخص العروس، يعني كل امرأة لها كامل الحرية بهديتها، فهي بالمحصلة معنوية أكثر من كونها فرضاً، فالهدف الأسمى من الحفاظ على صباحية العروس هو التمسك بعرف اجتماعي مهم كسبناه من أجدادنا، ولأنها ترسم بيننا محبة مضاعفة وتلاحماً أكبر، وهي فرصة مناسبة لعدد كبير من نساء الحي أو القرية أو الأهل للاجتماع في غرفة ما أو مكان واحد في بيت العروس الجديد».

وكان لـ"سهى شاكر" التي دخلت القفص الذهبي حديثاً؛ حيث قالت عن تجربتها الحديثة مع "الصباحية": «استقبلنا عشرات النسوة من الحي والأهل والصديقات في سبيل تأدية واجبهم تجاه العروس، ولكل واحدة منهن كانت هدية أو دعماً مالياً، ونحن بدورنا ومنذ القديم وحتّى اليوم واجب علينا تقديم منشفة صغيرة وجوارب لشخص واحد وعدد من السكاكر لكل سيدة تحضر إلى صباحية الزفاف، ولا يجوز ترك هذا الواجب من قبل العروس مهما كانت الأسباب فهي تشترى بكميات كبيرة تقدر بعدد الزائرات من خلال شراء جهاز الزفاف».

الولائم تجمع أهل الفرح