يختار "محمد المحمود" الشوارع الخالية من الحفر عند قيادة سيارته خوفاً من الأضرار التي قد تسببها هذه الحفر للركاب والسيارة معاً، فلا تخلو شوارع مدينة "القامشلي" منها حتّى باتت بعض الشوارع غير سالكة نهائياً.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 نيسان 2015، وخلال جولتها على عدد من شوارع مدينة "القامشلي" رصدت ظاهرة وجود الحفر في تلك الشوارع، التي تنوعت بين الكبيرة والصغيرة، وخلال الرصد التقت عدداً ممن يتعاملون يومياً مع تلك الطرق، ويعاني من تلك الحفر ومنهم السيّد "محمد صالح المحمود" وهو أحد سائقي الحافلات الذي يتجول على جميع الشوارع في المدينة، فقال عن كيفية تعامله مع الشوارع التي تحظى بالحفر قائلاً: «أضرار كبيرة وكثيرة تصيب سيارتي وسيارات الآخرين، نتيجة هذه المطبات وتلك الحفر التي تتواجد في شوارع كثيرة في المدينة، فالسيارة أو الحافلة عبارة عن قطع حديدية وعند الاهتزاز والارتجاج وخاصة المفاجئ ولعدة مرات فحكماً سيكون الضرر كبيراً؛ وهذا أغلبه يحدث في فصل الشتاء فالمياه تغمر الحفر وتغيب عن ذهن السائق وجود حفرة مغمورة تحت تلك المياه، فتكون الصدمة لنا والضرر لتلك السيارة، ولذلك نحاول قدر الإمكان حفظ الشوارع التي تخلو من الحفر، والعبور فيها للوصول إلى النقطة المرغوبة حتّى لو كلف ذلك مزيداً من الوقت وبعداً في المسافة، فالمهم الحفاظ على سلامة الركاب ومتانة الحافلة».

أغلب المواطنين الذين يقومون بالحفر في الشوارع التي في حيهم لهدف ما لا يقومون بردمها، بل ويتركون الواقع السلبي كما هو، خاصة أنهم يكسرون "الزفت" والمادة غائبة عن المنطقة كما أسلفنا، وفي الأيام القادمة لدينا خطة عمل وبرنامج من أجل معالجة هذه الحفر وذلك بعد صدور ميزانية المجلس

أمّا "نور خالد السمرة" وهي من أهالي سكان مدينة "القامشلي"، فتؤكد أنها ونخبة من زميلاتها يرغبن في قضاء بعض الوقت على جنبات شوارع مدينتها ويضيرها منظر بعض الشوارع التي أرهقتها الحفر، وتضيف: «كل شخص يتمنى أن تكون مدينته بكل ما فيها لوحة من الجمال والهدوء، فهذه الأوقات من السنة تكون للرحلات والترفيه عن النفس، وتلك الحفر تشوه المنظر، بل تكون مصدراً للتلوث لما تحويه من أوساخ وبقايا مياه ملوثة، وهذه الظاهرة للأهالي والسكان دور فيها ويتحملون المسؤولية، فالكثيرون من الأهالي يقومون بحفر حفرة ما في حيهم من أجل تمديد شبكات للمياه أو الصرف الصحي وغيرها، ويتركون الحفرة كما هي بعد نهاية العمل وإنجازه».

شوارع مثالية يتمناها أبناء القامشلي

المهندس "عبد المسيح ملكو" رئيس مجلس مدينة "القامشلي" أبدى رأيه بالعناوين التي طرحت حول موضوع الحفر في شوارع المدينة، وذلك من خلال حديثه التالي: «بقاء الحفر في الشوارع على حالها حتّى اليوم، وعدم ترميمها، نتيجة عدم توافر مادة "الزفت" في المنطقة، وتتوسع الحفر أكثر وتزداد سلبيتها خلال موسم الأمطار وفصل الشتاء تحديداً، أمّا المعالجة التي تتم لهذه الحفر وبعد نهاية الموسم الشتوي فتكون من خلال ردمها بالرمل و"النحاتة"، ولكنه ليس حلاً جذرياً بل هو علاج آني، فمع نزول المطر على الفور تبدأ تلك الرمال الهبوط والعودة إلى فوهتها، فتعود مجدداً، وبصراحة الحفر الموجودة في شوارع مدينة "القامشلي" ليست كثيرة إلى حد مبالغ فيه، ونسعى كمجلس للبلدية للحفاظ بالدرجة الأولى على الشوارع الرئيسة والأكثر حركةً وهي التي تكون واجهة المدينة، ولكن ومع ذلك لا تغيب عنّا معالجة جميع الشوارع التي هي بحاجة إلى المعالجة».

وأشار رئيس المجلس أنه ومن خلال التعاون بين المجلس والأهالي سنصل إلى نتائج مهمة، ومما قاله في ذلك: «أغلب المواطنين الذين يقومون بالحفر في الشوارع التي في حيهم لهدف ما لا يقومون بردمها، بل ويتركون الواقع السلبي كما هو، خاصة أنهم يكسرون "الزفت" والمادة غائبة عن المنطقة كما أسلفنا، وفي الأيام القادمة لدينا خطة عمل وبرنامج من أجل معالجة هذه الحفر وذلك بعد صدور ميزانية المجلس».

المهندس عبد المسيح ملكو