ليلة الزفاف فيها الكثير من القيم والعادات، خاصة تلك التي ورثها الأبناء من الأجداد، ومنها قص وقطع "الكليجة" ضمن طقوس وأجواء فنية وترفيهيّة واجتماعيّة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 شباط 2015، وقفت وتعرفت على هذا الطقس الاجتماعي المميز في منطقة "القامشلي"، وهو حفاظ على تراث وإرث عمره عشرات السنين، وبيّنت هذا الكلام السيّدة "نورة حنّا صليبا" من خلال الإضافات الآتية: «كل شيء من الماضي نسعى للحفاظ عليه، وبشتى الوسائل، ومنه قص قطعة الحلوى التي تعرف عندنا بـ"الكليجة"؛ من قبل العروسين، وفي يوم زفافهما، والهدف من ذلك ليكون شباب وأجيال اليوم في ولاء ووفاء لثقافة وحضارة ماضينا، وبالمحصلة قطع الحلوى مهما يكن نوعها وحجمها هو دليل محبة وتسامح عندما يقطع في يوم الفرح ويقدم لجميع الحضور، والمعنى الآخر لهذا الطقس الاجتماعي المميز أنه فأل خير للعروسين أن تكون بدايتهما بالخير والسعادة والمحبة، وتناول الحلوى وتقطيعها يجمع بين الشريكين الفرح على مدار سنوات عمريهما، والأهم أنه وضمن تلك الطقس وخلال ذلك الفاصل الاجتماعي أي عند تقطيع الحلوى تنهال الزغاريد والأغاني والتصفيق للعروسين».

كل شيء من الماضي نسعى للحفاظ عليه، وبشتى الوسائل، ومنه قص قطعة الحلوى التي تعرف عندنا بـ"الكليجة"؛ من قبل العروسين، وفي يوم زفافهما، والهدف من ذلك ليكون شباب وأجيال اليوم في ولاء ووفاء لثقافة وحضارة ماضينا، وبالمحصلة قطع الحلوى مهما يكن نوعها وحجمها هو دليل محبة وتسامح عندما يقطع في يوم الفرح ويقدم لجميع الحضور، والمعنى الآخر لهذا الطقس الاجتماعي المميز أنه فأل خير للعروسين أن تكون بدايتهما بالخير والسعادة والمحبة، وتناول الحلوى وتقطيعها يجمع بين الشريكين الفرح على مدار سنوات عمريهما، والأهم أنه وضمن تلك الطقس وخلال ذلك الفاصل الاجتماعي أي عند تقطيع الحلوى تنهال الزغاريد والأغاني والتصفيق للعروسين

أمّا الباحث التاريخي "جوزيف آنطي" فكان له حديث مفصل تاريخياً واجتماعياً عن هذا الطقس الذي تشهده مدينة "القامشلي" عند زفاف عروسين من المنطقة، وقال عن ذلك: « من التقاليد والعادات الاجتماعية المميزة التي تمارس عند الزفاف ما يسمى "قص موس" والموس هو السكين، وهو تقليد اجتماعي عمره آلاف السنين ومحفوظ في ذاكرة الأجيال وتوارثوه جيلاً بعد جيل، وعادات الزواج تعد إحدى العادات الأصيلة التي تمارس بكل صدق وإخلاص، والحفاظ على كل تفاصيلها مهما تكن جزئية هو بمنزلة الحفاظ على التراث، أمّا القص بالموس فتتم "للكليجة"؛ وهي نوع من الحلوى يتم تصنيعها في العديد من المناسبات في منطقتنا، سواء في الأحزان والأعياد والأفراح ومن بينها الأعراس، وحكماً هي تتنوع من مناسبة لأخرى ولكنها ترمز إلى رموز قيمة خاصة في مناسبة الزواج؛ فهي تدل على معنى الخير والبركة والتفاهم والاتفاق بين اثنين أو ربما بين عائلتين ترغبان بالتفاهم والمصاهرة، وعلى العموم توحي إلى إشراك الجميع في هذه النعمة المباركة، و"الكليجة" تكون على شكل رغيف مدوّر وكبير الحجم قد يتراوح قطره من 20 إلى 25سم، وكما أسلفنا عبارة عن حلوى مصنوعة من الدقيق والسكر، وبعض التوابل تضاف إليها مثل: "الهال، حبّة البركة، المحلب، القرنفل، الزنجبيل"، وكل ما ذكر له معنى».

الباحث جوزيف آنطي

ويتابع الباحث حديثه عن ذلك الطقس الاجتماعي: «جميع ما ذكرنا من مواد لصنع تلك الحلوى تعجن إمّا بالماء أو بكمية من الحليب، وفي القديم كان يجهز ويخبّز من خلال فرن التنور، أمّا في الوقت الحالي فيكون ذلك من خلال الأفران الحجرية، وتزيّن بالبندق والمكسرات، وهذه العادة انتشرت في الريف والبلدات المحيطة بالمنطقة وجميع القرى المجاورة ومنذ عشرات السنين، وهناك تمجيد واحترام كبير لهذا الطقس في يوم الزفاف، وتمارس ضمن جميع الطقوس الدينية والاحتفالية في الكنيسة، فعند حضور "الكليجة" يتم جمع أيادي الطرفين والعروسين للتشارك في كسر الرغيف أو تلك القطعة من الحلوى، ويكون القص من خلال جهتين مختلفتين للمشاركين في ذلك، وعند كسره يبدأ الحضور الغناء والتهليل والتصفيق، والتشجيع يكون لمن يكسر القسم الأكبر ويبدأ أحد المشاركين بالقص إطعام العروسين وجميع الحضور، وبذلك رمزية عائدة إلى المثل القائل: "صار بيننا خبز وملح"؛ والقص يكون بـ"الموس"، ولذلك سميت "قص موس"».

طقوس تقام في الكنيسة
الكليجة العنصر الأساسي في الزفاف