في بداية الأمر كان انقطاع الغاز ونقصه عبئاً على كثيرين من الناس، لكن هذا الحال لم يشمل "عماد" وأمثاله، بعد أن تمكنوا من قلب الطاولة على هذا النقص، واستعاضوا عنه بما ييسر أمورهم الحياتية والعملية.

مدونة وطن "eSyria" توقفت عند اختراعٍ بسيط لكنه فعَّال، مكَّن أصحاب المهن من تجاوز تبعات انقطاع الغاز المنزلي، والتقت بتاريخ 19 شباط 2015، "عماد عدنان الحايك" صاحب محل لبيع الخبز و"الفلافل"، فقال: «منذ سنوات انقطع وصول الغاز المنزلي إلى المحافظة، وهو ما تسبب في توقف أحوال المواطنين، فاتجهوا إلى عدد من الحلول القديمة مثل "بابور الكاز"، لكن هذا الأخير لا يخدم المحال كخدمة المنازل، فنحن بحاجة إلى توفير حرارة كبيرة وسرعة اشتعال تفوق ما توفره البوابير العادية، فكان أن اهتدينا إلى صناعة جهاز متوافر في الأسواق؛ يؤمن لنا قدرة نارية كبيرة، من خلال ضغط مادة الكاز بكم كبير من الهواء، ليساهم في تقوية الضغط ويرفع من شدة الاحتراق».

منذ سنوات انقطع وصول الغاز المنزلي إلى المحافظة، وهو ما تسبب في توقف أحوال المواطنين، فاتجهوا إلى عدد من الحلول القديمة مثل "بابور الكاز"، لكن هذا الأخير لا يخدم المحال كخدمة المنازل، فنحن بحاجة إلى توفير حرارة كبيرة وسرعة اشتعال تفوق ما توفره البوابير العادية، فكان أن اهتدينا إلى صناعة جهاز متوافر في الأسواق؛ يؤمن لنا قدرة نارية كبيرة، من خلال ضغط مادة الكاز بكم كبير من الهواء، ليساهم في تقوية الضغط ويرفع من شدة الاحتراق

يتابع: «لم يستلزم هذا الاختراع جهداً كبيراً، فهو يتألف من أسطوانة غاز تستخدم في العادة؛ لتزويد البرادات المنزلية بالغاز بسعة 12 ليتراً، وبعد أن تنتهي الكمية الموجودة داخلها تصبح بلا قيمة، أخذنا هذه الأسطوانة إلى محل لحام الأوكسجين، ووضعنا لها فوهة تستخدم غالباً في صناعة البابور التقليدي، لكي يتم تزويد الأسطوانة بالكاز، وأضفنا إلى الأسطوانة من الجهة العلوية جهازاً لتنفيس ضغط الهواء الزائد، ومن الأسفل تم وضع صمام يستخدم في عمليات تمديد المياه للمنازل، وربطنا عليه أنبوب مياه بطول ثلاثة أمتار، يرتفع في نهايته للأعلى ثم ثبتنا عليه رأس "بابور" مصنوع محلياً، ومن إحدى جهات الأسطوانة العلوية تم وضع جهاز أُخذ من دولاب السيارة؛ لضغط الأسطوانة بالهواء».

أسطوانة الكاز

يضيف: «أقوم بوضع كمية 4 ليترات من الكاز في الأسطوانة وإغلاقها، ثم بواسطة منفاخ أقوم بضغطها بكمية هواء كبيرة، وعند فتح الصمام يخرج الكاز من الرأس على شكل هواء مضغوط، وهو أقرب إلى الغاز المنزلي ويحدث شعلة كبيرة من النار، كما قمت بوضعه على تنور لصناعة الخبز، وقد وفرت علي هذه العملية مبالغ كبيرة، كما انعكست على سعر الخبز وسندويشات "الفلافل" التي أبيعها، ويعد هذا الجهاز آمناً، لكن يجب مراعاة إبعاده عن مصادر النيران لزيادة هامش الأمان».

وبيّن "بشير محمد علي" الذي يعمل في محل "الفلافل": «أن هذا الاختراع وفر علينا الجهد والمال، فقبل تطبيقه ووضعه في العمل، كنا نقوم بتشغيل بابور الكاز وتركه حتى يسخن قليلاً، فكان الدخان الأسود يملأ المكان، بعدها نقوم بضغط خزان الكاز بالهواء ليشتد الضغط، وبعد كل عملية قلي للفلافل كنا نقوم بضغط الخزان من جديد، أما الآن فنقوم بعملية ضغط الأسطوانة مرتين على الأكثر أثناء عملنا، وعندما نتوقف لنبيع الساندويش للزبائن؛ علينا إغلاق الصمام وعند العودة إلى العمل نفتحه، كما أن تعبئة الكاز تتم مرة واحد كل يومين أو ثلاثة، إلا أننا قللنا من الوقت الضائع وخففنا من الدخان المنبعث، ولم تعد فكرة شراء أسطوانات الغاز غالية الثمن تراودنا، حتى لو توافرت، لأن هذا الجهاز يتمتع بالديمومة وهو رخيص التكلفة، ويمكن استخدامه حتى في المنازل، فقد ضمنا استمرارية العمل وعدم ارتباطنا بتوافر مادة الغاز المنزلي».

ضغط الأسطوانة
عماد ومراسل المدونة