اقتداءً بحوانيت ريف "القامشلي" التي يحولها أهلها إلى دُور وغرف سكنيّة، باتت تلك الصورة تظهر في المدينة التي تميزت بالتواصل الاجتماعي واجتماع الأهل والأصدقاء، إضافة لبيع بعض المواد الغذائية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 كانون الأوّل 2014، وقفت عند ظاهرة تحويل بعض الحوانيت (الدكاكين) في مدينة "القامشلي" إلى غرف سكنيّة للاستفادة من البيع والتجارة، وبالمقابل الاستفادة أيضاً منها كغرفة سكنيّة يجتمع فيها الأهل والأصدقاء، فقد لاقت هذه الظاهرة ترحيباً كبيراً من أهالي المدينة، فجلّهم جعل من تلك الحوانيت كغرف ومُلتقى اجتماعي؛ هذا ما أكّده لنا السيّد "نوّاف خلف عمّي" بالقول: «لكوننا بقينا عشرات السنين في ريف "القامشلي" وكانت هذه الحالة موجودة في الريف وبنسب كبيرة وعاليّة، ولم تكن تنوجد في المدينة إلا في السنوات الأخيرة، وأمثالنا من جلبها من الريف، ويعرف مدى أهميتها ونجاحها، فالمحل نجعله غرفة سكنيّة، فيها مدفأة ينجز عليها الطبخ بكافة أنواعه، كما يتم تجهيز الشاي أيضاً، ويتم تناول الطعام والوجبات الثلاث من خلال فسحة الدكان وعلى أرضيته، كما أن لحظات ودقائق تناول الطعام وشرب الشاي هناك من يشاركنا بها من الأصدقاء والأهل، وبذلك يكون الوفاق الاجتماعي في أعلى درجاته، حتّى إن بعض جيراننا يعرفون وقت تناول الطعام فيشاركونا ببعض الوجبات ويجلسون معنا على المائدة وتكون أجمل لوحة اجتماعيّة يتباهى بها كل من يتقرّب من ذلك المحل والغرفة، هذه الظاهرة أو التجربة قليلة وجديدة في المدينة وظهرت لاستثمار غرفة لشيئين أو فائدتين فهي غرفة للجلوس وتناول الطعام والشراب واستقبال الضيوف، وهي أيضاً عبارة عن رفوف لاحتضان المواد الغذائية لبيعها للزبائن».

كل يوم جمعة لدي زيارة لبيت عمتي التي حولت غرفة من الغرف السكنية إلى محل لبيع المواد التموينية والغذائيّة، وهو مجهز بكل أدوات ووسائل الراحة والترفيه؛ فالتلفاز حاضر والسجاد يبسط كامل الأرض والكراسي متواجدة، والضيافة تجهز فوراً، وكذلك البيع والشراء لا يتوقف لمن يرغب، وتلك الأجواء رائعة ولذلك يشاركني في الذهاب أطفالي

أمّا السيّدة "عبير خالد الشهاب" فتحدّثت عن خصوصية وجودها في المحل الذي يتحول إلى اجتماع للنسوة في لحظات كثيرة من خلال قولها: «نساء الحي يعرفون وقت وجودي في المحل، فيكثر الإقبال من أغلب نساء الحي إلى المحل؛ الذي هو بالأساس غرفة سكنية، ونبدأ سرد الأحاديث التي لا تنتهي، ونناقش الكثير من المواضيع والقضايا التي تخص النساء تحديداً، وضمن تلك الساعات ننجز أعمالنا المنزلية كتجهيز طعام الغداء مثلاً، أو ممارسة أعمال التطريز والخياطة والكوي وغيرها من الأعمال، ويكون البيع حاضراً لمن يأتي راغباً بشراء قطعة ما، والكثيرون ممن يحضرون للمحل يفضلون الجلوس للحظات رغبة منهم في قضاء وقت للترفيه، علماً أن الكثير من الولائم التي نصنعها لأهالينا يتم تناولها في هذا المحل، ومع أن هناك عدة غرف ضمن حرم السكن، ولكن النفس تشتهي هذا المكان وحكماً لتميّزه».

الحانوت يحظى بالكثير من المواد الغذائية والتموينية

الشاب "محمود الحجي" تحدّث عن تلك الظاهرة قائلاً: «في فترة من الفترات وتحديداً في ساعات الليل وبالأخص في فصل الشتاء، نتواجد عدد من الشباب ضمن المحل ونجلس مطوّلاً ونتناول أحاديث ومواضيع وقصصاً عديدة، حتّى إن القضايا الأدبية وكتابة الشعر والتنافس في العزف والغناء يتم في الحانوت، ومنهم من يمارس لعبة ترفيهيّة، ويتناول الشاي والزهورات والقهوة باستمرار، والأجمل من تلك الساعات عندما يكون الحديث في قضية أدبيّة، أو إنجاز عمل اجتماعي ما».

أحد عشّاق ذلك المحل السيد "عبد الرحيم أحمد"؛ تحدّث لنا عن زياراته الدائمة له وذلك من خلال كلماته: «كل يوم جمعة لدي زيارة لبيت عمتي التي حولت غرفة من الغرف السكنية إلى محل لبيع المواد التموينية والغذائيّة، وهو مجهز بكل أدوات ووسائل الراحة والترفيه؛ فالتلفاز حاضر والسجاد يبسط كامل الأرض والكراسي متواجدة، والضيافة تجهز فوراً، وكذلك البيع والشراء لا يتوقف لمن يرغب، وتلك الأجواء رائعة ولذلك يشاركني في الذهاب أطفالي».

السيد نواف عمي في محله