في خطوة من خطوات التصدي لبرد الشتاء والتوفير والتقليل من مصاريفه؛ تخلت أغلب العائلات في مدينة "القامشلي" عن المدافئ التي تعمل على الغاز والمازوت، لتكون مدفأة الحطب هي البديل المناسب لما تحمله من فوائد ومزايا، إضافة لتوافر المادة الأساسية في المنطقة ألا وهي الحطب.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 كانون الأوّل 2014، وقفت عند تلك العناوين من حيث اعتبار مدفأة الحطب مُوفّرة للمال والغاز والمازوت، وهي التي انتقلت من الريف للمدينة وبات الإقبال عليها من أغلب العائلات، فالمزايا كثيرة والفوائد عديدة؛ وهذا ما حدثنا عنه السيد "صالح حاج محمود" بالقول: «على الإنسان أن يواكب الظروف ويتأقلم مع الواقع الذي يعيش فيه، فالآن حلّ علينا فصل الشتاء والاستعداد له يتطلب الكثير من المصاريف والتجهيزات والترتيبات، واختصاراً لعدد كبير من الالتزامات كانت مدفأة الحطب هي الوسيلة والبديل المناسب لمنح الدفء وذلك بسبب ارتفاع أسعار الوسائل الأخرى التي تؤمن الدفء، إضافة لعدم توافر هذه الوسائل، فبعد أن كانت مدفأة الحطب حكراً لمنطقة الريف، أصبحت تستخدم في مدينة "القامشلي" وبكثرة لتوافر المادة الأساسيّة والرئيسة ألا وهي الحطب، ولأنّ المنطقة زراعيّة فالاستفادة منها تكون كبيرةً، خاصة من أغصان القطن بعد قطفه، ويتم تخزينه من قبل النسوة في غرفة ما من غرف المنزل، وعندما يحلّ فصل الشتاء لا نجد صعوبة في التفكير بتأمين المازوت، علماً أن هذه النوعية من المدافئ لا تمثل عائقاً فهي لا تحتاج إلا لمراقبة من إحدى نساء المنزل لتغذيتها بالحطب باستمرار حتى لا تهدأ وتيرة ولهيب النيران، ولذلك نفضل أن نغذيها بالحطب الصلب والقاسي الذي يستمر لساعات طويلة حتى يحترق نهائياً».

أستخدم مدفأة الحطب رغم وجود مدفأة المازوت في المنزل، فأغلب ضيوفي يفضلون الجلوس حولها والاستمتاع بطقوسها من صوت فرقعة الحطب والتسلية بتغذيتها بالحطب، كما أنها لا تأخذ حيزاً كبيراً في المنزل، والكثير من العائلات في المنطقة استبدلوا المدافئ التي تعمل على الغاز والمازوت بمدافئ الحطب توفيراً للمصاريف

أمّا السيّدة "نوف علي سيد عمر" فقد تحدّثت عن طقوسها اليومية مع مدفأة الحطب التي تبدأ منذ ساعات الصباح الأولى وحتّى ساعة متأخرة من الليل بالقول: «لولا هذه المدفأة لاحتجت كل ثلاثة أيّام إلى أسطوانة غاز، أمّا بفضلها فاستغنيت عن مادة الغاز، فمنذ الصباح الباكر أقوم بتسخين كميات كبيرة من المياه لأنجز أعمال الغسيل بكل أنواعه، وبعد ذلك أقوم بتجهيز الإفطار وتسخين كل ما يلزم تسخينه، وعند الضحى يبدأ الاستعداد لتجهيز طعام الغداء، وقمت بطبخ أكلات عديدة ومتنوعة كانت في غاية الصعوبة والدقة والجهد، ومهما تكن الأكلة ضخمة وصعبة فإنني أنجزها على مدفأة الحطب، أمّا العشاء وما يتطلبه من تجهيزات فيكون التوجه نحو وسيلتي الوحيدة، علماً أنّ هذه النوعية من المدافئ لها ما يميزها من اجتماعات بين الأهل والأصدقاء والتناوب في تغذيتها بالحطب، فالكثيرون يجدون المتعة والسعادة وهم يبصرون المرأة تعكف على وضع الحطب باستمرار ضمن المدفأة، ويسرون كثيراً وهم يتناولون الطعام والمشروبات الساخنة كالشاي لأن نيران الحطب تضيف نكهة مميزة للطعام والشراب، ولا بدّ من القول إنني امرأة أرملة ولولا هذه المدفأة لوجدت صعوبات كبيرة، خاصة أن مصاريف الشتاء كثيرة وكبيرة، وبذلك تمكنت من خلال استخدام مدفأة الحطب من توفير الكثير من المصاريف والقيام بواجباتي على أكمل وجه».

الاجتماع حول المدفأة

أما السيّد "حسين محمد العمر" فيقول: «أستخدم مدفأة الحطب رغم وجود مدفأة المازوت في المنزل، فأغلب ضيوفي يفضلون الجلوس حولها والاستمتاع بطقوسها من صوت فرقعة الحطب والتسلية بتغذيتها بالحطب، كما أنها لا تأخذ حيزاً كبيراً في المنزل، والكثير من العائلات في المنطقة استبدلوا المدافئ التي تعمل على الغاز والمازوت بمدافئ الحطب توفيراً للمصاريف».