على الرصيف الذي يحيط به باعة الخضراوات وأصحاب "البسطات"، أوجدت "ترفة إبراهيم سليمان" لنفسها موطئ قدم، فراحت تعرض بضاعتها على المارة لعلهم يساهمون معها في تأمين قوت يومها، غير مكترثة بأطنان الخضراوات التي تحيط بها.

مدونة وطن "eSyria" زارت السيدة "ترفة" في مكان عملها بتاريخ 9 كانون الأول 2014، لتروي لها يوميات عملها، فقالت: «في صباح كل يوم وتحديداً في الساعة السابعة أخرج من المنزل لتأمين بضاعتي، فأؤمن قسماً منها من الفلاحين والقسم الآخر من تجار الخضار، لكن دون أن أدفع ثمنها، وأبدأ تنظيف الخضراوات وترتيبها لتجذب الزبائن، ومع أنني محاطة بتجار الخضراوات، إلا أنني في أغلب الأوقات أتمكن من بيع كل البضاعة بالكامل، أما في حال بقاء أي كمية، فهذا يعني أن خسارتي ستكون كبيرة وسأبيعها في اليوم التالي بنصف القيمة، في هذه الحالة يساعدني بعض الجيران بتخزين الخضراوات المتبقية في محالهم إلى صباح اليوم التالي، وفي بعض الحالات يقوم جيراني من أصحاب المحال التجارية بشراء ما تبقى عندي لأعود إلى المنزل دون أي حمل إضافي».

أنا من سكان "النشوة الغربية" لدي ولد واحد و8 بنات، تزوج 6 منهم وما زلت أعيل 3 بنات ووالدهم المقعد، وتعتمد الأسرة علي في تأمين حاجيات المنزل، فأرباحي لا تتجاوز 500 ليرة سورية في اليوم الواحد، هذا في أحسن الأحوال أما في بعض الأيام فأعود وقد خسرت من رأس المال، لكن ليس أمامي خيارات أخرى فأنا أعمل لأعيش وإذا توقفت عن العمل فليس لدي من يعيلني، وسأستمر في العمل ما دمت قادرة على هذا، وأنا أعتبر نفسي محظوظة أكثر من غيري لأنني قادرة على تأمين قوت عائلتي

تتابع: «أنا من سكان "النشوة الغربية" لدي ولد واحد و8 بنات، تزوج 6 منهم وما زلت أعيل 3 بنات ووالدهم المقعد، وتعتمد الأسرة علي في تأمين حاجيات المنزل، فأرباحي لا تتجاوز 500 ليرة سورية في اليوم الواحد، هذا في أحسن الأحوال أما في بعض الأيام فأعود وقد خسرت من رأس المال، لكن ليس أمامي خيارات أخرى فأنا أعمل لأعيش وإذا توقفت عن العمل فليس لدي من يعيلني، وسأستمر في العمل ما دمت قادرة على هذا، وأنا أعتبر نفسي محظوظة أكثر من غيري لأنني قادرة على تأمين قوت عائلتي».

ترفة إبراهيم سليمان

"بلبل محمود الخطيب" يعمل في محل تجاري بجانب "ترفة" يقول: «أعرف هذه السيدة منذ عدة سنوات، فهي منتظمة في عملها كانتظام الساعة، ففي صباح كل يوم تعرض الخضراوات للبيع وتجلس وسطها، وكأنها جالسة وسط حديقة يحيط بها كم كبير من الباعة و"البسطات"، لكن زبائنها اعتادوا الشراء منها، فهي تنظف الخضراوات قبل بيعها وتعرضها بطريقة لافتة، وقد استأجرت الرصيف الذي تجلس عليه من صاحب المحل المقابل، فتدفع يومياً 200 ليرة سورية أغلب الأحيان تقترضها مني، ولأني أعرف وضعها جيداً أشتري منها آخر الكميات المتبقية، حتى لو لم أكن بحاجة إلى الخضراوات كنوع من التحفيز، لأنني أعتبر هذا النوع من النساء قدوة لغيرهن، فكثيرات من النسوة يتجهن إلى التسول عند فقدان المعيل، لكنها ترفض أن تمد يدها رغم الحاجة الملمة بها، وللعلم يوجد الكثيرات مثل هذه السيدة منتشرات في أسواق المدينة».

يذكر أن، السيدة "ترفة" من مواليد قرية "العنترية"، 1957.

في بسطتها الأرضية