تُعد الأغاني التي كانت تُلقى على مسامع الأطفال الصغار أغاني فيها من العبر والهدوء والاسترخاء الكثير، ولكن جلّ تلك الأغاني الثريّة لم يبق منها إلا إطلالات نادرة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 2 تشرين الثاني 2014، وقفت عند تلك الأغاني التي مضى من عمرها عشرات السنين، ومع ذلك هناك من النسوة من يتمسكن بها ويحتفظن بأهميتها ونشوتها عند الإلقاء، ولأنها جزء مهم من الذاكرة لمن ولد في الماضي البعيد، ولمعرفة خصوصية تلك الأغاني كان لنا حديث مع السيّدة "حميدة سليم خالد" التي قالت: «صغارنا عندما يولدون يحتاجون عند النوم إلى هز السرير مع أغان هادئة وحيويّة، وتلك الأغاني تحتاج إلى طريقة سليمة في الإلقاء؛ فالفتيات الشابات يصعب عليهن التميّز بطريقة الغناء، ولذلك وفي منطقتنا نجد دائماً الزوجة الصغيرة في العمر تقدم مولودها الجديد لإحدى كبيرات السن في المنزل من أجل نومه والإشراف على ذلك، ولذلك تلك السيدة وعلى الفور تقوم بهزه هزّات ناعمة وتغني له من الأغاني التراثيّة الخاصة بالأطفال، ومن تلك الأغاني المقطوفة التالية:

تلك الأغاني القديمة هي أيضاً جزء من التاريخ المهم، وأطلب من بناتي المتزوجات ومن القريبات مني أن يحفظن أغاني الماضي التي حفظناها من الجدات وكبيرات السن، ومن تلك المقطوفات الجميلة هذه الأغنية: "يا الله نام يا الله نام.. وسأذبح لك طير الحمام.. نام واستريح فأنت أغلى من الطير.. وطفلي أجمل من الحمام.. وشاهدته وهو يسبح ويعارك ابن راعي الغنم.. وميل ميل يا حبيبي أنت عيني وروحي.. وميل وميل رح نروح على قرية جدي.. نقطف عنب ونزرع عنبر.. ونحصد قمح وعدس.. ونعطي الخبز لجاري.. نام يا روحي نام"

"هاي هاي يا طفلي الناعم فأنا الغريبة.. ويا رب لا تحرم أحداً من نصيبه.. ويا حسرة على بيت والدي عندما يحرمون من هذا الطفل البريء... فعش طفلي هذا بات تحت القمر بقليل.. وعندما أكون بعيداً عن طفلي فحقاً أنا الغريبة.. ويالله نام ويالله نام يا حبيب قلبي.. ويا عزيز القلب.. أيها الرجل الذي تسير في الطريق.. ربما تحل على منزلي.. ولكن افتح الباب بهدوء وبأصابع ناعمة.. فطفلي نائم ولا يريد الإزعاج.. أيها القادم إلينا عندما تصل لأقدم لك طبقاً شهياً من الأكل.. فأنت الزائر ومولدونا جديد"».

الأطفال بانتظار أغنية من أغانيهم

وتضيف السيّدة "حميدة خالد" عن بعض الأغاني بالقول: «هناك الكثير من الأغاني التي ليس لها ظهور كبير في الوقت الحالي، ولولانا نحن كبيرات السن لاندثرت نهائياً، حتّى الأطفال الذين كبروا نوعاً ما وحتى من هم في مرحلة الشباب يجتمعون حولنا عندما نغني تلك الأغاني للمولود الجديد، بل أحياناً يطلبون منّا إلقاءها للاستمتاع فقط، علماً أن جميع تلك الأغاني هي قصص وفيها عبر ومعنى ومغنى، ومن تلك الأغاني: "تعال وتفضل إلى منزلي فطفلي الجديد في هيبة وإطلالة زهيّة.. تعال لترى بعينك كل حسنه وجماله.. ومن أجله سنقدم الحلوى والذبائح.. وفي سبيله سننثر أجمل الأغاني والتهاني.. يا عزيز القلب ويا حبيب العين تعال وشاهد نبضة قلبي ونور عيني.. تعال لأني من أجله سأقدم لكم الخبز والعسل.. بل سأقدم طعاماً ألذ من العسل.. ولكن عندما تحلوا علينا فلا تزعجوا حبيب العين وسعادة راحته.. لأني من أجله أقدم الأغاني وفي سبيل نومه أعطي المعاني"».

أمّا السيّدة "قدرية العلي حسام الدين" فقد عبرت هي أيضاً عن سعادتها وهي تتذكر أغاني الطفولة بالقول: «تلك الأغاني القديمة هي أيضاً جزء من التاريخ المهم، وأطلب من بناتي المتزوجات ومن القريبات مني أن يحفظن أغاني الماضي التي حفظناها من الجدات وكبيرات السن، ومن تلك المقطوفات الجميلة هذه الأغنية: "يا الله نام يا الله نام.. وسأذبح لك طير الحمام.. نام واستريح فأنت أغلى من الطير.. وطفلي أجمل من الحمام.. وشاهدته وهو يسبح ويعارك ابن راعي الغنم.. وميل ميل يا حبيبي أنت عيني وروحي.. وميل وميل رح نروح على قرية جدي.. نقطف عنب ونزرع عنبر.. ونحصد قمح وعدس.. ونعطي الخبز لجاري.. نام يا روحي نام"».

متعة الأطفال وهم يستمعون لأغنية خاصة بهم