منذ الصباح الباكر وقبل أن تستيقظ الطيور، تنهض من فراشها لتلبي نداء العمل، لم تمنعها سنوات عمرها التي تجاوزت الخمسة والخمسين عاماً، من طلب الرزق والاعتماد على الذات بعد أن تقطّعت بها السبل، فجسدت بحق صورة المرأة السورية التي لا يمكن للظروف أن تغيّر مجريات حياتها.

السيدة "أمينة الجاسم" سردت لمدونة وطن "eSyria" تفاصيل حياتها اليومية في اللقاء الذي أجري بتاريخ 12 أيلول 2014، فقالت: «كنت وأسرتي نعيش حياةً رغيدةً إلى حدٍ ما؛ فقد جمعنا المال من جهدنا وتعبنا، ولكن فجأةً خسرنا كل شيء جمعناه وتدهورت أحوالنا المادية والمعيشية، وسافر أبنائي وتزوج زوجي وتركني مع أولادي دون معيل، فقررت أن أعمل لأكسب قوت يومي، فشرف المرء يكمن في حفظه لنفسه وانكفائه عن السؤال، ففي صبيحة كل يوم ومع أذان الفجر أخرج من منزلي الكائن في قرية "الرقبة" إلى الشرق من ناحية "تل تمر"، وأتوجه إلى أسواق الناحية لأشتري الخضار من الفلاحين أو من التجار، ثم أحمله وأتجه إلى مدينة "الحسكة"، التي تبعد عن "تل تمر" 42 كيلومتراً، وما أن أصل إلى المدينة حتى أحمل أغراضي التي يزيد وزنها على 50 كيلوغراماً، لأستقل "السيرفيس" وأتجه إلى زبائني في الأحياء».

أن "أمينة" هي مثال المرأة العربية عموماً والسورية على وجه الخصوص، فأن تترك المرأة وحيدةً لا يعني نهاية المطاف، فالمرأة التي ربت وكبّرت قادرةُ على أن تعطي طوال أيام حياتها، وهذه السيدة تؤمن لي حاجتي من المؤونة منذ خمس سنوات تقريباً، فهي مثال الإخلاص والوفاء والأمانة، كما أنها تراعي ضميرها في البيع من خلال الأسعار، كما تعتني بالخضراوات التي تجلبها للزبائن

تتابع: «لا أستطيع أن أتنقل بواسطة "التاكسي" لأن الأجرة التي يتقاضاها سائقو "التكاسي" قد تجهز على كل أرباحي اليومية، ثم لا ينوبني إلا التعب، وأشتري الخضار في أغلب الأوقات بناءً على رغبة الزبائن، فأنا أدور على ربات المنازل في بيوتهن وأحفظ ما يحتجن من خضار، وفي الصباح التالي أشتري لهم الخضراوات وأوصلها إلى المنازل، ولا أعود إلى المنزل إلا قبل الغروب، فأصل إلى منزلي وقد أنهكني التعب لكنني أحمل في جيبي قرابة 600 ليرة سورية، وهذا المبلغ أحاول أن أكفي به أسرتي، فأنا ومنذ 10 سنوات لم أذق طعم الراحة، ولم أتوقف عن العمل حتى في أيام العطل».

بعد أن حطت رحالها

السيدة "ناريمان حاج محمد" ترى: «أن "أمينة" هي مثال المرأة العربية عموماً والسورية على وجه الخصوص، فأن تترك المرأة وحيدةً لا يعني نهاية المطاف، فالمرأة التي ربت وكبّرت قادرةُ على أن تعطي طوال أيام حياتها، وهذه السيدة تؤمن لي حاجتي من المؤونة منذ خمس سنوات تقريباً، فهي مثال الإخلاص والوفاء والأمانة، كما أنها تراعي ضميرها في البيع من خلال الأسعار، كما تعتني بالخضراوات التي تجلبها للزبائن».

تجارتها اليومية