كما لكل شيء في المجتمع عاداتٌ وتقاليد، فللأسنان أيضاً حظ وافر ما خصها به المجتمع، فالعرف يقول إن الطفل يدخل العالم من أبوابه الواسعة عندما تبزغ أسنانه، فيدخل بواسطتها سوق العمل "أي الاعتماد على الذات".

مدونة وطن "eSyria" تابعت هذه العادة وطقوس صناعتها، والتقت السيدة "هناء كبيسي" بتاريخ 5 أيلول 2014، لتتحدث عن كيفية الصناعة وطريقة التوزيع، فقالت: «إن مرحلة ظهور أسنان الطفل تعد مرحلة فارقة في حياته، حيث يبدأ الاعتماد على نفسه تدريجياً في تناول الطعام، أما فيما يخص العادة الاجتماعية فتأتي من باب الفرح أو لوضع علامة فارقة؛ مفادها أن الطفل قطع شوطاً في الحياة، ومن الأمور الملزمة أن تُصنع "السليقة" في بيت أحد الجدين، إما جده لأمه أو لأبيه، وذلك لاعتباره البيت الكبير، وفيه تجتمع العائلة في أيام العطل وفي المناسبات الخاصة».

إن مرحلة ظهور أسنان الطفل تعد مرحلة فارقة في حياته، حيث يبدأ الاعتماد على نفسه تدريجياً في تناول الطعام، أما فيما يخص العادة الاجتماعية فتأتي من باب الفرح أو لوضع علامة فارقة؛ مفادها أن الطفل قطع شوطاً في الحياة، ومن الأمور الملزمة أن تُصنع "السليقة" في بيت أحد الجدين، إما جده لأمه أو لأبيه، وذلك لاعتباره البيت الكبير، وفيه تجتمع العائلة في أيام العطل وفي المناسبات الخاصة

تتابع: «تتكون "السليقة" من "الحنطة والحمص" بشكلٍ أساسي، ولسيدة المنزل أن تتفنن في إضافة المواد حسب ما تشتهي، وهذا تابع للأفكار والإبداع الذي تتمتع به الجدة، لكونها صاحبة العمل والمشرفة عليه، يتم نقع الحمص و"الحنطة" كل على حدة بعد تنظيفهما من المساء وحتى الصباح، بعد ذلك تطبخ هذه المكونات حتى تنضج بشكلٍ كامل، وتوضع في مكانٍ جاف إلى أن تبرد، ثم تعبأ بأطباق ويتم تزيين "السليقة" بمواد يحبها الأطفال، وغالباً ما يتم التزيين بالحلويات التي تباع في المحلات التجارية، ويجب أن تكون عملية التزيين لافتة من خلال تلوين الطبق بحلويات مختلفة وذات ألوان جذابة؛ حتى تشد انتباه الأطفال الذين يكونون في انتظار الضيافة من اليوم السابق، وخصوصاً الطفل الذي صنعت من أجله "السليقة"، ويتراوح عمر الطفل بين 6 إلى 8 أشهر على أكثر تقدير».

وتختم "كبيسي": «بعد تجهيز الأطباق توضع في طبق كبير لتقديمها إلى الجيران، ويتم التوزيع على سكان الحارة فقط أي الجيران المقربين، ومن العادات الدارجة ألا يرجع الطبق فارغاً، فيمكن للشخص الذي يتسلم الطبق أن يفرغه في طبقٍ آخر ويضع في طبق الضيافة هدية للطفل، تتنوع بحسب رغبة الجار، فيمكن أن تكون فاكهة أو لعبة أو حتى نقوداً، ولا تزال هذه العادة دارجة في زمننا هذا لكن بشكلٍ قليل، فمع تغير أنماط الحياة في المجتمع بدأت الكثير من العادات والتقاليد الانحسار، وقد دخل مكانها عادات أخرى، لكن ما تربينا عليه نعدّه الأجمل وقد لا يراه الآخرون بهذا الشكل».

"هيا الحايك" والدة الطفلة "شام" ترى: «أن هذه العادة تعبر عن فرحة الأهل بالطفل خصوصاً في هذه المرحلة، فهو يبتعد قليلاً عن الاعتماد على الحليب كوجبة أساسية، ويبدأ مرحلة الاعتماد على نفسه، فيما يبقى الحليب مكملاً وداعماً له، ومما يميز هذه العادة أنها تأتي مرة واحدة في حياة الطفل، لذلك يجب على الأهل أن يحتفلوا بها ويعدوا لها عدتها، وللمستقبل يمكن أن يتم تخليد مثل هذه اللحظات، ليشاهدها الطفل عندما يكبر، وينقلها بدوره لأطفاله، الأمر الذي يساهم في الحفاظ على العادات والتقاليد».

من جانبه بين الجد "محمد الحايك" أو "أبو جاسم" كما يعرفه الجميع: «أن فرحة الجد والجدة تكون كبيرة بالأحفاد، فعندما يكون الأب قائماً على تربية أولاده يقضي معظم وقته في العمل وتأمين حاجياتهم، ولا يتمكن من متابعة مثل هذه الأمور، لكن الأمر يبدو مختلفاً مع الأحفاد فغالباً ما يكون لدى الجد متسعٌ من الوقت لمثل هذه المناسبات، ومن جهة ثانية يفرح الجد والجدة بمثل هذه المناسبات لأنها نابعة أصلاً من زيادة عدد أفراد العائلة، كما أن الطفل في مثل هذا العمر يبدأ التعرف على ذويه، وغالباً ما يكون للجدين النصيب الأوفر من التقرب الذي يبديه الطفل تجاه الآخرين».