تعد ساعات الاحتفال بالأعراس في مدينة "القامشلي" من أجمل اللوحات الاجتماعية، ففيها تُنشر الأفراح وتتزين بطقوس رائعة ينثرها كل لون عن طقوسه وتقاليده، كما الحال مع أعراس "المردلية بالقامشلي".

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 آب 2014، وقفت عند عدد من أبناء مدينة "القامشلي" للتعرف من خلالهم على طبيعة وطقوس وطريقة الاحتفال بعرس "للمردلية"، وهو لون من ألوان مجتمع "القامشلي" زاد المدينة جمالاً مع باقي الألوان الأخرى، وذلك من خلال التراث الثقافي والاجتماعي، وكانت بداية الحديث مع السيّد "محمد عمر" الذي قدّم بعض العناوين عن طبيعة تلك الأعراس، وذلك من خلال الكلام التالي: «نحن ككبار السن نحاول قدر الإمكان أن نحافظ على تقاليد وأعراف الماضي حتّى لو كان الماضي البعيد، سواء بحفلات الأعراس أو غيرها، والجميل في الأمر أن جيل الشباب يؤمن ويطبّق ما فرض عليه من قيم وتقاليد الماضي في تلك الحفلات، مع إضفاء عناوين وتفاصيل جديدة لا تؤثر في الأصل الحقيقي، ففي الأعراس الكل يكون حاضراً كبار السن والشباب والأطفال مع الضيوف ربما من محافظات أخرى، فالجميع الآن يملك أصدقاء من محافظات أخرى في "القامشلي"، ولذلك بداية الدعوات لحضور احتفالية ما هي لأحبتنا وضيوفنا، ولذلك علينا أن نقدم تراثنا للجميع حتّى نطبق الشعار التالي: الحب الاجتماعي والتبادل الثقافي يكون في الأعراس بنسبة كبيرة وكبيرة جدّاً».

أكثر من عامين وأنا في هذه المدينة الطيبة والجميلة، وشكلنا معهم لوحات اجتماعية سيذكرها التاريخ والأبناء، وحضرنا وتابعنا أعراساً عديدة سواء للأكراد أو للسريان وللعشائر العربية وللمردلية أيضاً، وكلها كانت بصبغة فنية تراثية وفلكلورية، وإحياء للماضي وتعزيزاً للعلاقات الاجتماعية، ونستطيع القول إنه تبادل للمعرفة الفنية والثقافية أيضاً

الشاب "سليم الديب" أكّد أن حيوية الشباب في الرقص تمتزج مع التراث والفلكلور المردلي في الأعراس، وذلك من خلال حديثه الآتي: «الشباب يضيفون إضافات فنية واجتماعية، ويكون الاهتمام الأكبر بالعريس حيث يذهبون معه إلى الحلّاق ويغنون له عند الحمام وأثناء الانتهاء، وخلال تجهيز وتزيين نفسه بملابس العرس نشكل حلقة دائرية حوله من رقص وعزف وغناء، ومن ثم يجلس في دار البيت على كرسي والشباب حوله يقومون بالرقصات الفكلورية والتراثية، مع الغناء التراثي وغيره للعريس، ونطلب من العريس أيضاً أن يشاركنا الرقص والغناء، وحتّى وصوله لمنزل العروس، حيث تقوم مجموعة من الشباب المقربين من العريس سواء من أهله أو أصدقائه في رسم حركات البهجة والسرور على العريس، وعند الوصول إلى بيته تكون مهمة الفتيات المقربات من العريس الغناء بنسبة أكبر ليصل العريس إلى العروس ويطلب خروجها من المنزل».

الشباب نكهة الأعراس

السيّد "علي شهاب الدين" من أبناء مدينة "دير الزور" عبّر عن سعادته وهو يتعرف على طقوس وتقاليد وأعراف جميلة في مدينة "القامشلي"، وذلك من خلال الكلام التالي: «أكثر من عامين وأنا في هذه المدينة الطيبة والجميلة، وشكلنا معهم لوحات اجتماعية سيذكرها التاريخ والأبناء، وحضرنا وتابعنا أعراساً عديدة سواء للأكراد أو للسريان وللعشائر العربية وللمردلية أيضاً، وكلها كانت بصبغة فنية تراثية وفلكلورية، وإحياء للماضي وتعزيزاً للعلاقات الاجتماعية، ونستطيع القول إنه تبادل للمعرفة الفنية والثقافية أيضاً».

أمّا السيّد "محمد شيخموس موسى" الباحث في التراث المردلي فقال عن طقوس العرس وتقاليده: «يسبق العرس الاحتفال بحنّاء العروس، واليوم الذي بعده يكون العرس، ومنذ الصباح الباكر يكون بيت العريس في استنفار كامل لتجهيز الطعام واستقبال الضيوف خاصة الذي يأتي من منطقة بعيدة، والعريس يجهز نفسه منذ ساعات الظهيرة من خلال مساعدة الشباب المقربين منه، ومراسم الزفاف تبدأ بخروج السيارات وأهل العريس باتجاه بيت العروس، وعند الوصول يستأذن أهل العريس من أهل العروس بخروجها ومغادرتها منزلهم والتوجه نحو منزلها الجديد، وكان هناك تقليد قديم أن يقف أخ العروس عند الباب "الخلعة" وهو عرف، سواء كان مادياً أو معنوياً، يجب أن يقدم له شيء ما، ويرافق العروس أحد أقربائها إلى بيت العريس، وفي اليوم التالي تكون "الصباحية" للعريس والعروس؛ فمن الضروري زيارة المقربين من بيت العريس وتحديداً النساء مع تقديم بعض الهدايا للعروسين، وعادة ما تكون الزيارات بعد العصر، أمّا عند المساء فيقيم أهل العريس حفلة عائلية مصغّرة».

السيد محمد موسى