نشرَ المحبّة والأخوة والسلام بين أبناء عشيرته أولاً، ونقلها إلى مختلف العشائر التي عاشت وتعيش في المنطقة، امتاز بمزايا الشيوخ بالحكمة والتواضع والكرم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الثاني 2020 تواصلت مع عدد من أبناء المنطقة، للحديث عن الراحل "عبد العزيز أحمد آغا يوسف آل جولو آغا" إحدى أبرز شخصياتها التي فرضت اسمها في منطقة "المالكية" وما حولها، حيث اعتبر رجل السلام في الخمسينيات كما أكّد على ذلك شيخ عشيرة "العباسيين" "محمد مجدل" وأضاف: «من أبرز زعماء عشيرة "العباسيين" في الحقبة الزمنية من الأربعينيات والخمسينيات في القرن المنصرم، كانت علاقته جيدة جداً مع جميع أبناء عمومته وكل أطياف وأبناء منطقتنا، شخصية اجتماعية وعشائرية بارزة في تلك الحقبة، صاحب ديوان ودلة وهيل، كانت مضافته محوراً فعالاً لتمتين الأواصر والروابط الاجتماعية والعشائرية في المنطقة، وأيضاً حضوره المميز في كل المناسبات لعشيرته، عشائر المنطقة، اتصف باتخاذ القرارات، والصلح بين الناس بالتريث والهدوء، ولا يتخذ قراراً إلا بالحكمة والرزانة، وتقديره الأحداث والمواقف على مستوى القرية والعشيرة بعدالة ومساواة، كان بيته ملجأً للفقراء والمحتاجين، عرف عند الجميع بأنه أنيق الهندام والنفس، بالإضافة إلى عناوين أخرى عرفها من عرفه وهي: كرم الضيافة، النخوة، الشجاعة، والحكمة، لذلك كان شيخاً وأخاً».

سمعنا ونسمع بشكل متكرر من كبار منطقتنا ووجهاء عشيرتنا، عن مناقبه وخصاله، وحكمته التي كانت سبباً لنشر كل المعاني الجميلة في عشيرتنا والعشائر الأخرى، نحن كشباب للعشيرة نعتز ونفتخر بما نسمعه، وعلينا الاقتداء بمن سبقونا، وكانوا مصدر فخر لنا ولكل من يعشق السلام والأخوة

من جانبه الرجل التسعيني "سعدون علي محمد العلي" من أهالي ريف "اليعربية" 70 كم عن "القامشلي" أحد أبناء عشيرة "حرب" العربيّة، تحدّث عن مواقف جمعته مع الراحل "عبد العزيز": «خلال زيارة خصصتها لربعته خلال فترة تزعمه لعشيرته، رغبنا أن يكون وسيطاً لحل مشاكل وقعت بين شبان من عشيرتنا وآخرين من عشيرة "العباسيين"، لم يدم الأمر لحظات، إلا والخلاف قد انتهى، هذه واحدة من عشرات المشاكل التي يتصدى لحلها دون تردد، وغيرها الكثير، سواء ضمن عشيرته أو خارج عشيرته، فقد فرض احترامه وكلمته على أبناء المنطقة عامة، لما تمتع به من احترام ووقار ومحبة، ولأنه كان من رواد السلام خاصة في فترة الأربعينيات والخمسينيات، كانت ربعته بشكل دائم مسرحاً لاجتماع أهالي المنطقة عنده، يحثهم ويشجعهم على لغة المحبة ورسالة السلام، تأثيره كان واضحاً ومثمراً، نتائج مسيرته باقية حتى اليوم، اسمه وأفعاله لا يفارقان مجالسنا حتى تاريخه».

محمد مجدل شيخ عشيرة العباسيين حالياً

أمّا ابن مدينة "القامشلي" الشاب "عبد الرحمن محمود عبدي" فله حديث عن شيخ عشيرته الراحل "عبد العزيز آغا" من خلال كلامه التالي: «سمعنا ونسمع بشكل متكرر من كبار منطقتنا ووجهاء عشيرتنا، عن مناقبه وخصاله، وحكمته التي كانت سبباً لنشر كل المعاني الجميلة في عشيرتنا والعشائر الأخرى، نحن كشباب للعشيرة نعتز ونفتخر بما نسمعه، وعلينا الاقتداء بمن سبقونا، وكانوا مصدر فخر لنا ولكل من يعشق السلام والأخوة».

الباحث في التاريخ "جوزيف آنطي" من أهالي منطقة "المالكية" تحدّث عن مزايا أخرى تحملها شخصية "يوسف آغا"ا: «ولد في فترة زمنية كان فيها لشيخ العشيرة دورٌ كبيرٌ في المنطقة، رافق والده وأخوته الشيوخ وتحلى بصفاتهم وتأثر بمسيرتهم الطيبة، أخذ منهم الجود والكرم والشهامة والسعي للخير، كان يتنقل من مكان لآخر، حتى على حساب راحته وماله الخاص، في سبيل الرسالة التي عاهد عليها جده ووالده، وهو الذي نقلها إلى أبنائه ليكونوا مثله وعلى عهده، صيته لم ينته بعد أن رحل عن الدنيا، أهله وأبناء قريته وعشيرته، وكل من عاشوا معه، يثمنون ما قدم من أفعال ومواقف طيبة».

ولد الراحل "عبد العزيز يوسف آغا" في قرية "تل الزيارات" عام 1913 وفارق الحياة في قريته بتاريخ 1975.