يعتبره الكثير من أبناء الجزيرة السورية عنواناً لوأد الفتن ونشر المحبة، دوّن للغة العربية العديد من المؤلفات، وأسس الثانوية الشرعية في "القامشلي"، واتجه إلى كتابة الشعر والمقالات.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 حزيران 2015 الحاج "محمّد مرعي" الذي تحدث عن المرحوم "عدنان حقي" ويقول: «كان له دور بارز في الجزيرة من الناحية الاجتماعية، فترك بصمات لدى جميع أبناء المنطقة، فخصص قسماً من بيته لاستقبال الزوّار وحل خلافاتهم، فكانوا يترددون إليه بالعشرات يومياً، حيث يتجه الزائر إلى تلك الغرفة من بيته مباشرة من دون موعد مسبق من الساعة السابعة مساءً وحتّى منتصف الليل، وفي الفترات الأخرى من اليوم كانت هناك زيارات متفرقة للحالات الطارئة، علماً أنه كان متوسط الحالة المادية، ومع ذلك وهب زواره حسن الاستقبال إلى جانب الاستماع إلى مطالبهم وقضاء حاجاتهم مهما كان نوعها.

حتّى مشكلات الشباب وهمومهم كانت لها حصّة عنده، فالكثيرون منهم كانوا يستغيثون به في سبيل تحقيق حلمهم بالزواج، وما بخل أو تردد في التواصل مع جميع الأطراف من أجل ذلك، وكانت هناك مشكلات ترهقه وتتعبه، فقد تتطلب منه الذهاب إلى أكثر من جهة، والتواصل مع كثيرين، وأحياناً كثيرة تبقى الجهات المختلفة حتّى منتصف الليل في بيته بحوار ونقاش ثم تصفية القلوب، على الرغم من أن السنوات الأخيرة من عمره كان مريضاً جسدياً، إلا أنه حافظ على المدة الزمنية التي كان يمنحها لزوّار بيته. أسس الثانوية الشرعية في "القامشلي" وتواصل وبجهود استثنائية مع المعنيين في "الحسكة" و"دمشق" وأنجز كافة الأمور الإدارية والتنظيمية بمفرده، وساهم بتقديم هذه الخدمة الجليلة لشباب المنطقة، وحتى تاريخه ينهلون منها علوم الدين والدينا، إضافة إلى مساهمته في بناء الكثير من دور العبادة في المدينة

ساهم بحل آلاف الخلافات والاختلافات العائلية والعشائرية، وعمل على بتر فتنة كادت أن تتطور بين شابين في "المالكية" وكانت باتجاه الخلاف الديني، وتصدى لها بحكمته وتقبله لكل ألوان مجتمعه، وأخمد كل خلافات الثأر والقتل غير المقصود بين العائلات فساهم بحلها سلمياً وكانت أعدادها لا تحصى».

أهم أعماله الأدبية

الكاتب والباحث التاريخي "جوزيف آنطي" يعرف الكثير عن المرحوم "عدنان حقي"، وعنه يقول: «حتّى مشكلات الشباب وهمومهم كانت لها حصّة عنده، فالكثيرون منهم كانوا يستغيثون به في سبيل تحقيق حلمهم بالزواج، وما بخل أو تردد في التواصل مع جميع الأطراف من أجل ذلك، وكانت هناك مشكلات ترهقه وتتعبه، فقد تتطلب منه الذهاب إلى أكثر من جهة، والتواصل مع كثيرين، وأحياناً كثيرة تبقى الجهات المختلفة حتّى منتصف الليل في بيته بحوار ونقاش ثم تصفية القلوب، على الرغم من أن السنوات الأخيرة من عمره كان مريضاً جسدياً، إلا أنه حافظ على المدة الزمنية التي كان يمنحها لزوّار بيته.

أسس الثانوية الشرعية في "القامشلي" وتواصل وبجهود استثنائية مع المعنيين في "الحسكة" و"دمشق" وأنجز كافة الأمور الإدارية والتنظيمية بمفرده، وساهم بتقديم هذه الخدمة الجليلة لشباب المنطقة، وحتى تاريخه ينهلون منها علوم الدين والدينا، إضافة إلى مساهمته في بناء الكثير من دور العبادة في المدينة».

الحاج محمد المرعي

الدكتور "محمّد الوادي" أحد كوادر جامعة "الفرات" يتحدّث عن صديقه المقرب "عدنان حقي"، ويقول: «يعد من الأوائل في المنطقة وربما على مستوى القطر في كتابة الشعر والتأليف في العروض والبلاغة والنحو، إضافة إلى مؤلفاته الفقهية والدينية، ومنها: "المفصل في العروض والقافية وفنون الشعر"، و"الصوفية والتصوف"، و"مولد الهادي"، و"تراجم بعض أجدادي"، وهناك "المعتصر في علم التجويد"، إضافة إلى "نبذة عن أحوال المرشد العلامة الشيخ إبراهيم حقي" وأثره العلمي والروحي، والكثير من المقالات والأبحاث التي نشرت في بعض الصحف والمجلات السورية والعربية، علماً أن بعض مؤلفاته من المصادر التي يستعان بها في جامعاتنا الحكومية، وتحديداً في حلقات البحث وبدرجة كبيرة "المفصل"؛ فهو كتاب في غاية الأهمية.

وكان في وقت الهدوء والاسترخاء يميل كثيراً إلى كتابة الشعر، ودائماً كان يردد أبياته التالية التي كانت شعاراً له، وهي:

(سأفنى وذكري سوف يبقى فمن يمت... يعد خبراً يروى وقولاً مردداً

أنلنــــا إلهــي حســن ذكرٍ ورحمــــةً... وشفع أبا الزهراء فينا محمداً)».

يذكر أن الشيخ "عدنان إبراهيم حقي" ولد عام 1931 في قرية "جفتك" التي تقع على نهر "دجلة" في "إقليم كردستان العراق"، دخل مدرسة القرية في عام 1937، وفي السنة ذاتها هاجرت أسرته إلى مدينة "القامشلي" فتابع هناك دراسته بجميع مراحلها، وفي عام 1945 ذهب إلى "دمشق" لطلب العلم وانتسب إلى الثانوية الشرعية ثم إلى معهد التوجيه الإسلامي، وتخرج عام 1958، ثم انتسب إلى كلية الشريعة والقانون في الأزهر بـ"مصر" وتخرج عام 1965 ونال الشهادة العالية بكالوريوس بدرجة جيد، وعمل مذيعاً أثناء دراسته هناك في إذاعة "القاهرة" قسم البرامج الموجهة باللغة الكردية، وتوفي بتاريخ 21 أيار 2015.