مع استمرار فصل الشتاء تزداد البرودة وتقل فرص العمل، ويبدأ البحث عن تأمين الدفء وطرق أبوابٍ جديدة للرزق، وهذا ما أمنه حصير الكهرباء للكثير من الشباب.

مدونة وطن "eSyria" رصدت يوميات المواطن في فصل الشتاء، والتقت "حسان عبد الفتاح عزام" أحد مصنعي هذه الحصر بتاريخ 15 تشرين الثاني 2014، فقال: «يعد فصل الشتاء قاسياً جداً في محافظة "الحسكة"؛ نظراً لطبيعة المنطقة الصحراوية ومناخها الجاف، ففي السنوات الماضية لم تعد المدفأة تؤمن الدفء المطلوب، صحيح أنها العنصر الأساسي في الشتاء، لكنها وبمجرد أن تنطفئ يتحول المنزل إلى ما يشبه الثلاجة، هنا تبدأ معاناة الأهالي خصوصاً في الليل، وفكرة حصير الكهرباء لم تكن وليدة المنطقة، بل قدمت إلينا من الدول المجاورة، لكن ما لبث الشباب أن بدؤوا تصنيع هذه القطعة خصوصاً ممن لم يعد لديه عمل، فانتشرت هذه الصناعة بكثرة، وراح الشباب يصنّعون الحصائر في الصيف؛ ويقومون ببيعها مع دخول فترة الشتاء، هذا الأمر وفر فرص عمل كثيرة للشباب».

يعد حصير الكهرباء من وسائل التدفئة قليلة المصروف، حيث يعمل على طاقة 1000 شمعة أي ما يعادل أربعة أمبيرات، وهي كميات قليلة من الطاقة مقارنةً بوسائل التدفئة الأخرى، ويوفر الحصير الدفء لجميع الجالسين في الغرفة وهو غير مؤذي ولا مزعج، حيث يتم فرشه تحت السجاد وتوصيله بالكهرباء، ولأن الهواء الساخن أخف من الهواء البارد ترتفع الحرارة إلى جسم الجالس فوقه، أما في حالة تمدد الشخص فوقه والتحاف البطانية أو أي غطاء سميك، يتم حبس الهواء الساخن ما يوفر حرارة جيدة جداً للشخص، يمكن لها أن تغنيه عن المدفأة التقليدية، كما أنه آمن وليس له تبعات سلبية

يتابع: «يعد حصير الكهرباء من وسائل التدفئة قليلة المصروف، حيث يعمل على طاقة 1000 شمعة أي ما يعادل أربعة أمبيرات، وهي كميات قليلة من الطاقة مقارنةً بوسائل التدفئة الأخرى، ويوفر الحصير الدفء لجميع الجالسين في الغرفة وهو غير مؤذي ولا مزعج، حيث يتم فرشه تحت السجاد وتوصيله بالكهرباء، ولأن الهواء الساخن أخف من الهواء البارد ترتفع الحرارة إلى جسم الجالس فوقه، أما في حالة تمدد الشخص فوقه والتحاف البطانية أو أي غطاء سميك، يتم حبس الهواء الساخن ما يوفر حرارة جيدة جداً للشخص، يمكن لها أن تغنيه عن المدفأة التقليدية، كما أنه آمن وليس له تبعات سلبية».

وضع القوالب

وعن طريقة الصناعة يقول: «يتكون الحصير من قطعة من الشادر البلاستيكي بطول 3 أمتار وعرض 2 متر، ويجب ألا يزيد القياس على هذه الأطول لكيلا تقل الحرارة المنبعثة منه؛ ويجب ألا ينقص عن ذلك حتى لا ترتفع الحرارة كثيراً، وهو ما يؤدي إلى احتراق الحصير والتسبب بحرق المنزل، ويدخل في صناعته أسلاك نحاسية عازلة ولاصق حراري، ويتم مد قطعة الشادر ووضع القالب لتحديد بُعد الأسلاك بعضها عن بعض، ومن المفترض أن تفصل مسافة 10 سنتيمترات بين كل خط من الخطوط، بغرض توزيع الحرارة بوجهٍ متساوٍ على جميع الرقعة، ويستهلك كل حصير قرابة نصف كيلوغرام من الأسلاك، ويجب أن يكون السلك خالياً من التقطيع، وهذه الدقة في المسافة يؤمنها القالب المصنوع محلياً، وبعد الانتهاء من عملية مد السلك النحاسي، يتم تثبيته بلاصق حراري وتغليفه بالكامل، ثم يتم توصيل طرفي السلك العازل بالسلك الكهربائي لتوصيله بالمقبس الكهربائي، وبعد ساعتين ونصف الساعة من العمل يكون الحصير جاهزاً للاستخدام، ويصل سعر القطعة الواحدة إلى 1800 ليرة سورية، ولم يكن الطلب مرتفعاً عليه في الفترات الأولى من صناعته، بسبب خوف الناس من التبعات أو من الجهل في استخدامه، لكن ما لبث أن ازداد الطلب عليه كثيراً، حتى بات موجوداً في كل المنازل وبأكثر من قطعة».

من جهتها قالت السيدة "هند صالح": «يعد حصير الكهرباء من الأمور الجيدة التي اقتناها المواطن، فهو قليل الاستهلاك ويمكن له تأمين الدفء، ومن أهم ميزاته أنه قليل المصروف، فهو لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة لتشغيله، ويعد آمناً جداً حتى مع طول فترات التشغيل؛ لكن يجب أن تتم مراقبته الدورية، كما يجب أن تحافظ ربة المنزل على استواء الحصير وعدم تعرضه للانثناء الناتج عن حركة السجاد، ومن المهم أن تقوم ربة المنزل بتغطيته بسجاد رقيق لكيلا يحتجز الحرارة، وهذه القطعة تمنح الدفء للعائلة خصوصاً بعد إطفاء المدفأة، وأغلب الناس يتركونه يعمل طوال الليل والنهار، في حال توافر التيار الكهربائي، ومن الأمور الجيدة في فترات انقطاع التيار الكهربائي، إمكانية تشغيله على المولدات الخاصة التي باتت منتشرة في كل أنحاء المحافظة».

وجه الحصير
الحصير جاهز للعمل