الأعمال التي تقوم بها النسوة من خياطة وتطريز في مدينة "القامشلي" هي من أهم المشاريع التنموية التي فرضت نفسها على مستوى المحافظة عامةً، فجذبت وسخرت النسوة للعمل وتعليمهن مهنة الخياطة، وباتت نتاجهن في جميع أسواق المنطقة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 كانون الثاني 2015، زارت موقع تجمع النسوة الوافدات إلى مدينة "القامشلي"؛ الذي خصص ليكون مشغلاً للخياطة، وهنا تحدثت السيّدة "ميرفت دركوشي": «خلال مدة زمنيّة لم تتجاوز الثلاثة أشهر بدأت مرحلة التعلم الحقيقي، ووجدتُ من حولي أسماء صادقة جداً في التعليم ولم تبخل بتقديم كل ما يلزم لنكون ناجحات جدّاً في ممارسة مهنة الخياطة، فالآن أقوم بالحبكة والخياطة بكامل الدقّة والاحترافية، وأستطيع تصميم أي قطعة تمنح لي، ومهما كان حجمها وصعوبتها، وأخيّط جميع الأصناف والأنواع والمقاسات، يعني الملابس الصيفية والشتوية والخاصة بالأطفال والكبار وغيرها، وبذلك أعيل نفسي وأسرتي من عملي وجهدي وعرقي، ولتكون التجربة ممتعة ومفيدة للغاية، ولديّ اعتزاز كبير بما أعمله لأن ما نقوم بإنجازه من خياطة وتفصيل ملابس تمنح للفقراء والمحتاجين تحديداً، واليوم أصبحت ماكينة الخياطة جزءاً مهماً منيّ ومن ساعاتي اليومية التي لولاها لما كنت في قمّة السعادة، فتستطيع المرأة حتّى ولو كانت من دون رجل أن تربي أسرتها».

كنتُ أميّة في مهنة الخياطة، فوجدت علماً وتعليماً ومورداً مالياً، وكان حلماً لي أن أتعلّم مهنة الخياطة، وتحقق لي وخلال مدة زمنية لم تتعدَّ الشهرين، وبدأت و يومياً أنجز عديد الأعمال الخاصة بتلك المهنة من تفصيل وحبكة وخياطة وتطريز، وتحقق لي هذا الشيء وعمري يتجاوز الـ37 عاماً، لأنني وجدت هذا المكان مناسباً وملائماً كثيراً لأحصد المورد المالي الذي يساعدني في إعالة أسرتي وهي تعتمد عليّ فقط، أمّا الأهم فهو التواصل الاجتماعي الذي يجمع مئات النسوة وكل واحدة من منطقة ومحافظة، وخريطة الوطن تجتمع هنا، وأصبحنا أسرة واحدة لأننا نقضي ساعات مع بعضنا بعضاً أكثر من ساعات تواجدنا في منازلنا، وتجمعنا الأفراح والهموم والمسرات وتبادل الزيارات وتأدية جميع الواجبات الاجتماعيّة

السيّدة "فاطمة اليوسف" التي جاءت من مدينة "حلب" إلى مدينة "القامشلي" لتستقر فيها تقول عن ذلك: «كنتُ أميّة في مهنة الخياطة، فوجدت علماً وتعليماً ومورداً مالياً، وكان حلماً لي أن أتعلّم مهنة الخياطة، وتحقق لي وخلال مدة زمنية لم تتعدَّ الشهرين، وبدأت و يومياً أنجز عديد الأعمال الخاصة بتلك المهنة من تفصيل وحبكة وخياطة وتطريز، وتحقق لي هذا الشيء وعمري يتجاوز الـ37 عاماً، لأنني وجدت هذا المكان مناسباً وملائماً كثيراً لأحصد المورد المالي الذي يساعدني في إعالة أسرتي وهي تعتمد عليّ فقط، أمّا الأهم فهو التواصل الاجتماعي الذي يجمع مئات النسوة وكل واحدة من منطقة ومحافظة، وخريطة الوطن تجتمع هنا، وأصبحنا أسرة واحدة لأننا نقضي ساعات مع بعضنا بعضاً أكثر من ساعات تواجدنا في منازلنا، وتجمعنا الأفراح والهموم والمسرات وتبادل الزيارات وتأدية جميع الواجبات الاجتماعيّة».

من أجواء العمل

"إبراهيم الخالدي" المشرف على مشغل الخياطة، فتحدّث عن فكرته وأهدافه بالقول: «عمر المشغل أكثر من عامين، وهو مهني لتعليم الخياطة للنسوة تحديداً، وكان هدفنا ينصب حول إيجاد طريقة مهنية إغاثيّة بطريقة جديدة، فكانت فكرة هذا المشغل الذي ضمّ كل ما من شأنه إنجاز عمل الخياطة بطريقة مهنية سليمة وحضارية، وبعد التعاون مع عدد من المنظمات وتحديداً وزارة الشؤون الاجتماعيّة والعمل التي لم تبخل بالدعم والمساندة والمؤازرة، فقد استقطبنا الأسر الوافدة والمتضررة والفقيرة للتعليم، ومن ثمّ إنجاز ما تعلمنه بتنفيذ الخياطة مع دفع مبالغ مالية جراء عملهم، وقد بدأ المشغل بـ70 امرأة، واليوم يتجاوز العدد 270 امرأة ومن كل المحافظات السورية؛ اللواتي رغبن في المهنة، وجميعهن أصبحن ماهرات في فن الخياطة، وهنّ منتجات وبأرقام رائعة حيث يتجاوز إنتاجهن الـ400 قطعة يومياً، وحتّى المنتج يقدّم مجانياً للفقراء والمحتاجين، إضافة إلى ذلك فلهؤلاء النسوة تقام معارض دورية وعروض أزياء لتكون حافزاً للعطاء والمنافسة أكثر، وأخذ هذا المشغل رصيداً كبيراً وتميزاً رائعاً ووصفته السيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل خلال الزيارة للمشغل العام الماضي بأن المشروع هو التنمية الحقيقيّة، وهو مشروع يوفر فرص عمل».

يذكر أن المشغل هو من المشاريع التي تتبناها جمعية "البر" في مدينة "القامشلي".

السيد إبراهيم الخالدي