بعد محاولاتٍ حثيثة وجهد كبير للانقلاب على الواقع، تمكن من صناعة "البابور" الذي كلفة أياماً طويلة، وتصميم آلة لإتمام مراحل التصنيع، فأبصر النار "بابورٌ" متعدد الأغراض وطُرح في الأسواق للمستهلك.

مدونة وطن "eSyria" التي أخذت على عاتقها إبراز المواهب التي أفرزتها المعطيات اليومية، التقت بتاريخ 1 تشرين الثاني 2014، الشاب "خالد حسن حسن" مصمم "بابور الكاز" من الألف إلى الياء، الذي بدأت صناعته تنافس المستورد وترفع الستار عن طاقات الإنسان السوري، وخاصةً بعد أزمة عدم توافر الغاز في محافظة "الحسكة"، ويقول: «ككل الطلاب كنت متفوقاً في دراستي إلا أنني ابتعدت عنها في الصف التاسع، فاخترت العمل في محلٍ لصناعة وإصلاح "أشطمانات" السيارات، بقيت في هذه المهنة ثمانية أشهر ثم انتقلت للعمل في الحدادة العربية، تابعت العمل لمدة عام كامل ثم التحقت بخدمة العلم، بعد إنهائها عدت للعمل مع خالي ثم تركته وعملت في صناعة "أشطمانات" السيارات، وبقيت على هذا الحال 13 عاماً، ثم توقف العمل بعدما قل الطلب على هذه الصناعة، واستمرت هذه الحالة لمدة من الزمن حتى ألمّ بي الفقر والحاجة».

ككل الطلاب كنت متفوقاً في دراستي إلا أنني ابتعدت عنها في الصف التاسع، فاخترت العمل في محلٍ لصناعة وإصلاح "أشطمانات" السيارات، بقيت في هذه المهنة ثمانية أشهر ثم انتقلت للعمل في الحدادة العربية، تابعت العمل لمدة عام كامل ثم التحقت بخدمة العلم، بعد إنهائها عدت للعمل مع خالي ثم تركته وعملت في صناعة "أشطمانات" السيارات، وبقيت على هذا الحال 13 عاماً، ثم توقف العمل بعدما قل الطلب على هذه الصناعة، واستمرت هذه الحالة لمدة من الزمن حتى ألمّ بي الفقر والحاجة

يتابع: «لم تعد الحالة تطاق فذهبت إلى السوق بغير وجه ولا مقصد، ودخلتُ سوقاً شعبية وكان الغاز المنزلي منقطعاً بشكل شبه تام، رأيت حشداً من الناس متجمهرين أمام محلٍ لبيع "بابور" الكاز، فاقتربت منهم وأمعنت النظر إلى واحدٍ من هذه "البوابير"، وقلت لصاحب المحل إذا صنّعت لك مثلها هل تشتريها مني؟ فقال لي دون تردد: أرني عينة من صناعتك، فعدت إلى المنزل وأنا لا أملك ثمن مواد التصنيع، فقمت بقص قاعدة المكيف؛ واستخدمت بعض قطع الصاج الفائض من صناعة "الأشطمانات" لتصنيع أول "بابور"، بعد دراسة مستفيضة استمرت لمدة 15 يوماً، تمكنت من صناعته باستثناء الرأس الذي كنت أشتريه، ومن الأمور الطريفة التي واجهتني هي أنني قمت بتجريب "البابور"، وكانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أحاول فيها تشغيله، فارتفعت النار قرابة نصف متر ولم أعرف كيف أتصرف، فخرجت والدتي بالمصادفة فناديتها للاستعانة بها، فقالت إنه يجب أن أخرج الهواء المحبوس ومن ثم ضخ الكاز لتتقد النار، ومن هنا انطلقت في هذه الصناعة».

عملية الصناعة

يضيف: «بدأ صاحب المحل التجاري يشتري مني كل يوم 5 "بوابير"، وأصبح الإقبال على صناعتي كبيراً لدرجة أن صاحب المحل؛ كان يطلب مني عدم تسليمه البضاعة عندما يكون لديه قطع مستوردة، وفي الصيف خف العمل بهذه الصناعة، وبدأ الناس يشتكون من الرؤوس التجارية، فقررت تصنيع هذه الرؤوس محلياً وشرعت في عملية التصميم، ونجح الاختبار وارتفع الطلب على صناعتي، لكني لم أكن راضياً عنها لأن حجم الرأس بدا كبيراً، فقمت بالتطوير وكانت العقبة تتمثل في ثني الأنابيب، فصممت آلةً للثني وجربتها فأعطتني ما أريد، في الحقيقة كنت أخشى أن أشتري آلة ولا تعطيني ما أريد، ارتفعت مبيعاتي لأن ما أصنعه يقاوم لمدة عام كامل، في حين لا يصمد التجاري أكثر من شهر أو اثنين في أحسن الأحوال، ولأن الرأس الذي صنعته كان يتطلب كمية غير قليلة من الأنابيب، وهذه المادة غير متوافرة بالأسواق قمت بتصميم رأس على شكل رقم 9 بالإنكليزية، واليوم أقوم بصناعة "البابور" متعدد الأغراض، فهو يصلح للطبخ ولخبز الخبز في آنٍ معاً».

السيدة "فاطمة محمد" تقول: «أنا من سكان الريف ونحن بالمجمل نعاني من "بابور" الكاز التجاري، كما نعاني من صناعة الخبز؛ حيث يلزمنا جهاز آخر وهو "الصاج" لهذه العملية، ومع ندرة الحطب اللازم لهذه العملية تتفاقم المشكلة، لكن مع هذا "البابور" الذي اشتريته تجاوزت هذه المشكلة، من جهةٍ ثانية يتميز هذا "البابور" بكثافة النار الناتجة عن طريقة التصميم، ما يوفر علينا وقتاً في عملية الطبخ، ونشر النار على كامل مساحة الصاج لتأمين نضج متوازن لرغيف الخبز، وأهم ميزة هي ديمومة هذه القطعة وإمكانية صيانتها بسبب توافر قطع الغيار، ومعرفة الصانع بالقطعة التي أنتجها».

عملية الطلاء