منذ البداية كان ولعه بطائر الحمام كبيراً، إلا أنه جرب الكثير من المهن وعاصر الكثيرين من الناس، لكن الحمام كان الأقدر على أسر قلبه، ليتفرغ في النهاية لتربية طيوره والعيش معها، والإتجار بها.

مدونة وطن "eSyria" زارت السيد "خضر غازي" ذي الحادي والأربعين عاماً في منزله بتاريخ 20 أيار 2014، لتزيح النقاب قليلاً عن قصة الحب القديمة التي يعيشها مع حماماته، حيث قال: «منذ عدة عقود تولعت بتربية الحمام كنوع من أنواع الهوايات، فكنت أقتني بعض الأنواع وأضعها في المنزل، وأعتني بها في وقت الفراغ، فأطعمها وأراقبها وأبيعها فيما بعد، لأن عملي الرئيسي وقتها كان في صيد السمك وتجارته، حيث بقيت لعدة سنوات أبيع الأسماك داخل وخارج المحافظة، وكنت أقضي وقتاً طويلاً في السفر، إلا أن حب تربية الحمام لم يفارقني يوماً، وبعد عدة أعوام من العمل قررت العودة إلى تربية الحمام والتجارة به، لأمارس هوايتي التي أحب ولتكون لي باباً من أبواب الرزق».

منذ عدة عقود تولعت بتربية الحمام كنوع من أنواع الهوايات، فكنت أقتني بعض الأنواع وأضعها في المنزل، وأعتني بها في وقت الفراغ، فأطعمها وأراقبها وأبيعها فيما بعد، لأن عملي الرئيسي وقتها كان في صيد السمك وتجارته، حيث بقيت لعدة سنوات أبيع الأسماك داخل وخارج المحافظة، وكنت أقضي وقتاً طويلاً في السفر، إلا أن حب تربية الحمام لم يفارقني يوماً، وبعد عدة أعوام من العمل قررت العودة إلى تربية الحمام والتجارة به، لأمارس هوايتي التي أحب ولتكون لي باباً من أبواب الرزق

يتابع "غازي": «في عام 2003 بدأت تربية الحمام وكنت أبحث دائماً عن السلالات الصافية، حيث تكون الطيور التي أقتنيها غير مهجنة، وخالية من جميع العيوب والأمراض، حتى وصل عدد الأنواع التي أمتلكها إلى 75 نوعاً، وأسكنت الطيور في منزلي وأعددت لها أقفاصاً تحيط بالغرف، لأتمكن من مراقبة الطيور في كل لحظة، وحرصت أن تكون مشاهدة الحمام متاحة للجميع، فغالباً ما يزورني الناس والأصدقاء والتجار، وتفتتح أحاديث حول الحمام وأصنافه وأنواعه، ومن هذه الأحاديث تنشأ عمليات البيع والتبادل بيني وبين التجار، كما أقوم أنا بزيارة المربين في كل الأماكن، حتى إنني أسافر لعدة أيام خارج المحافظة؛ في حال ذُكر لي أي شيءٍ بخصوص أنواع معينة من الطيور، ومع أنني أقتني العديد من الأصناف وأبيع وأشتري لأربح، إلا أن هناك عدة أنواع لا أبيعها مهما كان السعر مرتفعاً، ولا أفرّط بها، لأن هذه الأنواع وببساطة تنحدر من سلالة صافية ومعروفة وغير مهجنة».

"خضر" يتفقد الطيور

وعن أهم الأنواع التي يقتنيها "غازي" بيّن: «الحمام السوري مشهورٌ على مستوى العالم، وبعض الأنواع أينما وجدت في العالم، فهي ذات مصدر سوري، ومنها: "البوز الشامي، المسوّد الشامي، الأبلق"، وهذه الطيور تُعامل معاملة الأطفال، إذ يسهر المربي على راحتها في سبيل أن تبيض له بيوضاً سليمة تساهم في زيادة الأعداد، مشيراً إلى أن المربي يقوم بعملية التحضين أي وضع بيوض هذه الطيور تحت طيور أقل أهمية، ليتسنى للطيور الأصيلة أن تبيض مجدداً دون أن تلتزم بفترة التحضين، وهذه العناية تدر علي دخلاً جيداً، فتربية الحمام وبيعه تجارة مربحة بالنسبة للعارف بالمهنة، وقد يصبح المولع بالحمام من أصحاب رؤوس الأموال إذا أحسن التصرف».

من جهته أوضح "بدران قريش" أحد أهم مربّي الحمام وأكثرهم خبرة في المحافظة: «أنه تربى مع "خضر غازي"، وأنهما درسا معاً وعملا في صيد السمك معاً، إلا أن تربية الحمام أعادتهما إليها في النهاية، ليمارسا الهواية أو التجارة معاً، وليساهما في الحفاظ على أنواع الحمام الصافي، ويكونا مصدره شبه الوحيد في المحافظة، لافتاً إلى أن "غازي" وصل حديثاً إلى مرتبة محترفٍ في تربية الحمام، لأن تجربته القصيرة لم تمكنه من الوصول إلى درجة خبير، فالخبرة في تربية الحمام تقاس بعدد السنوات التي قضاها الرجل مع الطيور، وبعدد الخبرات التي مارسها في عمليات البيع والشراء، إذ يمكنه معرفة الحالة الصحية للطائر القادم من الخارج فور رؤيته، وهو بما وصل إليه من خبرة حالية ناتجة عن السنوات التي أمضاها، يمكن تصنيفه بين الأشخاص البارعين في تربية الحمام والحفاظ عليه، والتجار الذين يعيشون على بيعه، فأنا أزوره يومياً للاستمتاع بمنظر الحمام ولنتبادل الخبرات، ولكي يخبرني بمستجدات السوق وأحوال المربين الذين تمكن من التحدث إليهم».

عملية جمع البيوض
الكشف الصحي عن الطيور