بعد أن دخل التطور كافة مجالات الحياة، وصل منذ فترة قريبة إلى عالم تربية المواشي، من خلال تقنيات رفع القيمة الغذائية لعلائق الأغنام، وبهدف تحسين قيمة المخلفات الزراعية والمركبات العلفية، والهدف زيادة الإنتاج.

مدونة وطن "eSyria" سلطت الضوء على عمليات تطوير الأعلاف التقليدية للمواشي من خلال اللقاء الذي أجرته بتاريخ 28 نيسان 2014مع المدير الحقلي لمشروع الاستجابة التنموية المهندسة "نالين أسعد" حيث قالت: «في إطار عمل المشروع في المناطق النائية وفي محاولة لتخفيف الفقر الريفي، ورفع نسبة المعرفة لدى السكان الريفيين ضمن مكون الإنتاج الحيواني، وبهدف تحسين قيمة المخلفات الزراعية والمركبات العلفية، قام المشروع بتقديم منحة علفية متكاملة للأغنام بشكلٍ عام وللنعاج الحلوب بشكلٍ خاص، بهدف رفع الإنتاجية لدى المربين وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي لسكان الريف، لمساعدتهم في التوطين والحد من الهجرة السلبية إلى المدن».

في إطار عمل المشروع في المناطق النائية وفي محاولة لتخفيف الفقر الريفي، ورفع نسبة المعرفة لدى السكان الريفيين ضمن مكون الإنتاج الحيواني، وبهدف تحسين قيمة المخلفات الزراعية والمركبات العلفية، قام المشروع بتقديم منحة علفية متكاملة للأغنام بشكلٍ عام وللنعاج الحلوب بشكلٍ خاص، بهدف رفع الإنتاجية لدى المربين وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي لسكان الريف، لمساعدتهم في التوطين والحد من الهجرة السلبية إلى المدن

وبينت المهندسة "أسعد": «أن تقديم الأعلاف بالشكل التقليدي لا يقدم للمربي أي فائدة تذكر، كما أنها تثقل كاهله بالنفقات الزائدة، دون تحقيق أي زيادة على الوضع الاقتصادي، لذا قام المشروع بتركيب خلطة علفية لزيادة كميات الحليب وزيادة وزن المواشي إضافةً إلى ضغط النفقات، وذلك من خلال تركيب خلطة علمية مكونة من 90 كيلوغراماً من الشعير، و110 كيلوغرامات من النخالة، و25 كيلوغراماً من الكسبة، و2.5 كيلوغرام من الفيتامينات والمعادن، و10كيلوغرامات من سماد اليوريا، و7.5 كيلوغرامات من الملح، وهذه المواد مقدمة للمربين مجاناً، في حين يتكفل المربي بتأمين 225 كيلوغراماً من مادة التبن، يتم خلط هذه المكونات ومعالجتها بطريقة التخمير، ومن ثم يقوم المربي بوضعها في قوالب معدنية وضغطها، لتقديمها كعليقة علفية متكاملة ذات قيمة غذائية عالية، بدل العلائق التي كانت تقدم في السابق والتي تصنف كمواد مالئة للبطون، وفوائدها قليلة جداً مقارنةً مع العلائق المركبة».

مكان تجمبع العلف

وأوضحت المديرة الحقلية: «أن هذه المركبات تنتج بواسطة آلات محلية الصنع، والآلات عبارة عن فرامة ثنائية الغرض "فرامة مخلفات زراعية، وجاروشة حبوب"، وخلاط لخلط المكونات العلفية ومكابس يدوية لكبس القوالب العلفية، حيث يعمل على هذه الآلات أشخاص من المجتمع المحلي، وهم: مسؤول عن تنظيم وإدارة عمل الآلة، وأمين على الصندوق، ومسؤول عن الصيانة، تم تدريبهم في ورشة تصنيع الآلات من خلال إخضاعهم لورشة عمل ميدانية، وتعمل هذه الآلات على تخديم 60 مربياً من المتعاقدين مع المشروع بالمجان، وقد تم اختيار تجمعي "خربة التمر"، و"عدلة" في ريف المحافظة الجنوبي، ويمكن استثمارها من قبل مربين من خارج المجموعات المتعاقدة بسعر رمزي ومخفض».

وأكدت المهندسة "نالين": «أن المشروع يقوم بمتابعة تجارب التغذية على القوالب العلفية من خلال مراقبة وضبط أوزان الحليب ووزن النعاج، لثلاثة مربين كعينة تجريبية ليتم سحب النتائج على جميع رؤوس المواشي الخاضعة لتجربة المكعبات العلفية، حيث يتم قياس نتائج زيادة الحليب كل 15 يوماً في حين تؤخذ أوزان النعاج في بداية ونهاية التجربة التي تستمر لمدة ثلاثة أشهر، مشيرةً إلى أن المشروع يتوقع ازدياداً في عدد المربين الذين سيطبقون الخلطات المركبة بعد رؤية النتائج الكبيرة وبساطة العمل وعلى نفقتهم الشخصية، إضافةً إلى تحقيق الأهداف المرجوة من خلال نشر التقنيات بشكلٍ أوسع وزيادة الاستفادة من المخلفات الزراعية».

الة طحن العلف.

بدوره أشار "دحام إسماعيل" أحد كوادر المشروع إلى أن: «تقنية تركيب الأعلاف تعتمد على برنامج حاسوبي "إكسل"، لحساب الإضافات العلفية بدقة كبيرة وعدم هدر أي كمية من الأعلاف، إضافةً إلى تقديم أعلى قيمة غذائية مضافة من خلال عمليات مزج مدروسة، موضحاً أن البرنامج قلص من الوقت المستخدم في السابق ورفع من المستوى التقني في عمليات الخلط، حيث يتم حساب الكميات المراد تركيبها وتقسيمها على الخلطة وإعطاء النتائج الفورية للمربي، دون أن يقوم بإجراء الكثير من العمليات الحسابية».

بدوره قال المربي "عواد عبيدي الزبيدي" من أهالي قرية "عدلة": «إن هذه التجربة وفرت علينا الكثير من العناء والجهد والمال، ففي السابق كنا نعتمد على تقديم التبن والشعير للأغنام وبكميات كبيرة وعلى ثلاث وجبات، ولم نكن نحقق النتائج المرجوة من هذا العمل فقد كان الإنتاج يساوي أو يزيد بقليل على التكاليف، وفي مواسم الجفاف غالباً ما يخسر المربي أو في أحسن الأحوال يتساوى لدية الإنفاق والإنتاج، أما بعد هذه التجربة فقد تم ضغط النفقات بشكلٍ كبير مقارنة بالسابق، كما زاد إنتاج الحليب واللحوم من خلال زيادة أوزان النعاج، وبالتالي ازداد هامش الربح لدى المربي، ونحن بدورنا سننشر هذه التجربة لغير المتعاقدين مع المشروع لتعم الفائدة على كامل مناطق الريف».

تعبئة التبن بالقوالب.