أربعون عاماً في متحفه المتواضع بالمساحة، والزاخر بالفن والتألق، قطع مجسّمة نالت الثناء، وأعمال خشبية نادرة الوجود، ما أنجزه وينجزه الفنان" توما إيليا" لا يحتاج إلا إلى قطع خشبية وأنامله العاشقة لكل ما هو جميل.

موقع eHasakeh زار المتحف بتاريخ 11/3/2011 والتقى أحد زوّاره القادمين من مدينة "الرميلان" والتي تبعد عن مدينة "القامشلي" 60 كم السيد "حليم محمّد" حيث تحدّث قائلاً: «أنا طالب جامعي في جامعة "دمشق" وجئت للمدينة من أجل أخذ قطعة خشبية تعبّر عن الفن والحضارة، كي أهديها لأحد الأصدقاء من خارج حدود الوطن، وتيقّنت بأن القطعة لن أحصل عليها إلا من هذا المتحف، وبالفعل اشتريت صندوقاً خشبياً فيه من المعاني الفنيّة والجماليّة الكثير، علماً بأن جميع محتويات التحف لافتة للأنظار، وهذا ما يجعلنا أن نزور المتحف بشكل مستمر خلال زياراتنا للمدينة».

ما وجدته وأجده في هذا المتحف لم أجده في أي مكان آخر، أنامل ذهبية وأعمال رائعة تستحق الوقوف بانحناء أمامها، ويعجز اللسان أحياناً عن وصف هذه الدرر الجميلة، وقد يتحول الشخص إلى شاعر وهو يتأمل تلك التحف الجميلة

أمّا السيد "حسين السليمان" فتحدّث عن سبب زيارته للمتحف قائلاً: «نحن وبشكل دوري نتواصل مع المتحف ليس فقط من الشراء بل أحياناً كثيرة من أجل الاستمتاع، والتعرف على كل جديد، فصاحبه في كل يوم يقدّم شيئاً جديداً، وبالنسبة لأعماله تصل لأغلب أنحاء المعمورة، ولدول عديدة فنرسلها لأهلنا في تلك الدول، وبذلك يؤكدون ضرورة التواصل معه خلال زياراتهم».

مجموعة من الأعمال التي تدل على الأعياد الوطنية

أمّا صاحب المتحف السيد "توما إيليا" فتحدّث عن بداياته مع ذاك الفن قائلاً: «عمري الآن 58 سنة، أربعون عاماً منها في هذا المتحف الذي يضم آلاف القطع والصور، طبعاً كان جدي ووالدي يعملان بالنجارة، وانضممت لتلك المهنة مع إصراري على تطوير مهنة النجارة إلى فن أرقى، وحققت ما كنت أحلم به، وبالنسبة لنحت الخشب وتجسيمه فأنا أقوم بصنع كل ما يخطر ببالي، وأميل للأعمال الأكثر صعوبة وتعقيداً، فقطعة الخشب مهما كانت صغيرة استفيد منها، أمّا الشخص الذي يطلب مني صنع قطعة ما فهو يقدّم الفكرة فقط، والتنفيذ يكون مني بحيث تصيبه الدهشة للعمل الذي قمت به».

وعن أهم الأعمال إلى يرغب بها تابع السيد "توما إيليا" بالقول التالي: «لدي أعمال نادرة ولم تصنع في المنطقة حتّى الآن، وهي النصب التذكارية لجميع المناسبات الوطنيّة، ونصب تذكاري للشهداء، وأخرى لجميع دوّارات وساحات المحافظة، والاستعداد الآن لأن أنجز جميع ساحات ودوّارات باقي المحافظات، وضمن المتحف متحف توثيقي بآلاف الصور للسيد الرئيس حافظ الأسد وتتضمن جميع اللقاءات والزيارات واستقبال الوفود، ومنذ ثلاثين عاماً وأنا أبحث في جميع الأمكنة عن تلك الصور مهما كانت الصور فأحصل عليها، وأضيف عليها بعض البصمات الفنية وأبدأ بلصقها في المنطقة المخصصة لها ضمن المتحف».

فانوس مصنوع من الجوز

أمّا مراحل إنجاز عمل ما فتابع عن ذلك "توما إيليا" قائلاً: «عملي لا يحتاج إلا للغراء وسيلة تماسك الخشب مع بعضه بعضا، وأنواع عديدة للخشب ومنها: الزان، السويدي، العادي، وأصنع المطلوب دون استخدام المسامير نهائيّاً، فالموهبة تظهر عند عدم استخدام المسامير، وكل ذلك يتطلب الوقت والزمان المحددين، لأنه فن والفن يحتاج لوقت وجهد، والمجسمات التي تدل على حضارة البلد والمدينة تأخذ وقتاً طويلاً، خاصة التي تحتاج إلى كتابة وتطريز وترصيص داخل المجسم فربما أبقى معها لأسبوع كامل، ودائماً أحاول أن أطوّر عملي فقد أنهيت مؤخّراً صنع فانوس تراثي من الجوز، وهو عمل فريد ونادر من نوعه، وخلال الزيارات للمتحف هناك رغبة لمشاهدة الآبار والثريات والمجسمات المعقدة لذلك كل عملي يتجه لذلك».

وكان للفنان "غسان الترك" رأيه عن "توما إيليا" عندما قال: «ما وجدته وأجده في هذا المتحف لم أجده في أي مكان آخر، أنامل ذهبية وأعمال رائعة تستحق الوقوف بانحناء أمامها، ويعجز اللسان أحياناً عن وصف هذه الدرر الجميلة، وقد يتحول الشخص إلى شاعر وهو يتأمل تلك التحف الجميلة».

يُذكر أن السيد "توما إيليا" من مواليد مدينة "القامشلي" لعام 1953.