يشير العقال إلى الانتماء لحياة البادية والوجود الإنساني في مناطق واسعة من الوطن العربي، كما يؤكد الأصالة والقيم المستمرة في الحياة العصرية، ولذلك تستمر صناعته حتى اللحظة في مدينة "القامشلي"، وتظل محافظة على رواجها وتطورها بعدما بدأت تعتمد على عدة أنواع من الخيوط ووسائل الآلة الحديثة، ولكن يظل العقال محافظاً على لونه الثابت.

موقع eHasakeh التقى أحد المواظبين على ارتداء العقال العربي السيد "صالح الحاج" حيث قال: «نعتبره موروثا تاريخيا، وهو رمز من رموز الجمال والأناقة ورثناه من الآباء والأجداد، واللافت في الأمر أن الأجيال القديمة فقط ترتديه بخلاف شباب الوقت الحالي، ولا يهمني النقشات ومصدره كثيراً بقدر اهتمامي بنوعيته الجيدة، والتي تكون كفيلة بارتدائه لفترة طويلة».

عرفناه من خلال من سبقونا، وتقبلناه لأنه يعطي علامة مميزة للرجل، وأنا أواظب عليه في الممارسات المهمة كالأعياد الدينيّة، والزيارات الرسميّة، وبصراحة أحس باشتياق إليه عندما أتأخر في ارتدائه، لذلك لمرّات عديدة لا أنتظر المناسبة، فأرتديه في المنزل

أمّا السيد "أحمد المحمود" فقد تحدّث عن ذلك قائلاً: «عرفناه من خلال من سبقونا، وتقبلناه لأنه يعطي علامة مميزة للرجل، وأنا أواظب عليه في الممارسات المهمة كالأعياد الدينيّة، والزيارات الرسميّة، وبصراحة أحس باشتياق إليه عندما أتأخر في ارتدائه، لذلك لمرّات عديدة لا أنتظر المناسبة، فأرتديه في المنزل».

مرحلة لف العقال

وكانت الوقفة مع إحدى الورشات الصانعة للعقال العربي في مدينة "القامشلي" ولصاحبها السيد "سمير البيطار" فتحدّث قائلاً: «يعود صنعه لعام 1836 ومصدره سورية حتى الذين يصنعونه في منطقة الخليج العربي يكون مصمماً من هنا، وأخذنا هذه الصنعة من جدي الذي كان يعمل بها منذ زمن بعيد وتحديداً عام 1923، وأخذها عنه والدي عندما بدأ بها بحب وعشق وإتقان، ونحن أخذناها من الوالد بالوراثة، ومن بعد ذلك أحببناها وتمسكنا بها للحفاظ على الموروث الحضاري المهم، والصنعة تحتاج إلى معرفة ودراية كبيرة بها، ولا يستطيع أيّ كان أن يمارسها أو أن يصنعها، فالخبرة تأتي أوّلاً ومن ثم التركيز الشديد، والحذر الدقيق، ولذلك سطرنا اسم العائلة كأوّل من يصنع العقال العربي في مدينة "القامشلي" وذلك عام 1955، في تلك الفترة الذهبية والإقبال الهائل عليه».

وعن كيفية تصنيعه تابع السيد "سمير بيطار" عن ذلك قائلاً: «تستغرق عملية تفصيل عقال الواحد مدة ساعة كاملة وتتم على مرحلتين، الأولى تكون آلية عن طريق ماكينة صنع العقال فبعد أخذ القياس ونوعية الخيوط والنقشة المرغوبة لدى الزبون تبدأ نقطة تعيير المقاس على الماكينة بحسب السمك، والاتساع ثم ترتب، وتلف حشوة القطن مع الخيط الذي يلف به بين طرفي الماكينة لضبط متانة العقال، ثم توضع فوقه حشوة سوداء تغطي اللون الأبيض، وتلف نحو 20 لفة، ثم توضع خامة الخيط، وتبدأ بعدها المرحلة الثانية اليدوية وتكون بخروج العقال من الجهاز الآلي بشكل ممدود ثم يلف على شكل دائري، وتحبك أطرافه بخيوط صوف صناعي بواسطة "الميبر" ثم يأتي دور عملية الوزن على القالب الخشبي».

مرحلة طرق العقال العربي

وتابع السيد "سمير بيطار" عن ذلك قائلاً: «الخيط له عدّة أنواع فمنه: المرعز، النايلون، الكريستال، المخمل، وبذلك يكون للعقال عدّة أنواع وأغلبها: الخشنة، الناعمة، وتصنيعه يُفضل أن يكون يدويّاً حتى مع وجود الآلات، لأنّ الآلة تتقن عملية اللف فقط، وبالنسبة للحبكة فهي من اختصاص النساء، ومن ثمّ تأتي عملية الطرق، فنطرقه عدة مرات بمطرقة خشبية ليأخذ شكله النهائي، من ثم تبدأ عملية الحرق والكوي، والمرحلة التي تليها تعليب العقال ليكون المقاس المطلوب، وبعدها يكون جاهزاً للبيع في الأسواق، وله أنواع عديدة منها: الشراشيب، ودون شراشيب، أمّا أحجامه وقياساته فمنها، الكبير، والمتوسط، والصغير، والمناطق الأكثر بيعاً لها دول الخليج العربي، ودولة "العراق" وأسعارها مختلفة تبدأ من سعر 50 إلى 250 ليرة سورية».