تعتبر الثروة الحيوانية من أهم الموارد الاقتصادية للبلد، لما لها من أهمية كبيرة في تأمين الاحتياجات للسكان من اللحوم والمنتجات الأخرى، وزاد من أهميتها ارتفاع عدد السكان في السنوات الأخيرة، مما حدا بمشروع "تنمية البادية" الذي اهتم بتحسين المراعي أولاً، وتأهيل كادر فني مدرب من خلال قيامه بدورات داخلية وخارجية لتحسين نوعية الأغنام، وعلى هذا تم تشكيل شبكة أغنام العواس من المربين القاطنين في البادية...

موقع eHasakeh التقى المهندس "ياسر بشير مرعي" رئيس دائرة المراعي والثروة الحيوانية حيث قال: «بدأ العمل في شبكة أغنام العواس في مشروع تنمية في فرع الحسكة عام2003م، بعدد /75/ رأس غنم، بالتعاون مع الجمعية الغنّامية إنطلاقاً من تفعيل دور "النهج التشاركي"، وبسبب الخدمات المقدمة للأغنام ازداد عدد المنتسبين إلى الشبكة حيث بلغ /23/ مربيا، ولكن تم فصل /9/ مربين بسبب عدم التزامهم بأوقات القراءات الدورية لإجراء المراقبة الدورية، حيث بلغ عدد الأغنام /565/ رأس غنم، وتهدف "شبكة العواس" إلى تحسين إنتاج اللحوم والحليب والصوف».

لقد تم فصلي من الشبكة بسبب عدم التزامي بمواعيد القراءات الدورية

ويضيف المهندس "ياسر مرعي": «تم تحسين سلالات الأغنام العواس عن طريق توزيع أكباش عواس محسنة من مراكز البحوث العلمية في القطر، بأسعار رمزية وبلغ عدد الأكباش الموزعة /271/ كبش لـ /122/ مربٍ من بادية "الحسكة"، ويشمل هذا الرقم المربين المنتسبين وغير المنتسبين».

اخذ قراءات الحليب

ومن جهة أخرى قال المهندس "ياسر مرعي":

«يقوم المشروع بتقديم اللقاحات البيطرية لأغنام المربين، من قبل العاملين في المشروع، حيث بلغ عدد الأغنام المحصنة ضد الأمراض السارية والمعدية خلال فترة عمل المشروع /321757/ رأس غنم للبادية ككل، كما تم إنشاء "صندوق تداول الأدوية البيطرية" في البادية، لبيع الأدوية للمربين بسعر التكلفة، وحماية المربين من الاستغلال والاحتكار، وقد استفاد من الصندوق حوالي /44159/ رأس من الأغنام، كما تم في عام 2008م إحداث وحدة بيطرية متنقلة تعمل على خدمة مربي الأغنام في عمق البادية، وعلى مدار 24 ساعة، ويتوفر في هذه الوحدة كافة أنواع الأدوية إضافة إلى المراقبين البيطريين المدربين والمتخصصين».

المهندس ياسر مرعي

كما قال المهندس "ياسر مرعي": «تم العمل على تحسين إنتاج المواليد، وذلك عن طريق تركيب إسفنجات هرمونية للنعاج لتحديد موعد الشبق، وبالتالي تحديد موعد التلقيح والولادة ورفع نسبة التوائم، الأمر الذي يسهل عملية التسويق بعمر مبكر وموحد، مما يعود بالنفع على المربي من خلال التسويق المبكر للخراف وعدم وجود منافس في الأسواق لأن الأغنام العادية لم تلد بعد، وقد تم تركيب /2500/ اسفنجة هرمونية مجانا استفاد منها حوالي/33/ مربياً على مدار عمل المشروع».

وأضاف "ياسر مرعي": «تم حفر /8/ آبار غنامية وتجهيزها بمحركات (ديزل) لسقاية الأغنام في البادية، كما تم تأهيل /20/ بئر عربي لسقاية الأغنام يدوياً، وقد تم منح قروض للمربين بقيمة /516000/ ل.س لشراء /29/ جرار من نوع "فرات 70"، يدفع المربي 27% من قيمة الجرار في السنة الأولى ويتم تقسيط الباقي على خمس سنوات، لنقل المياه من الآبار إلى أماكن تواجد الأغنام».

الوحدة البيطرية المتنقلة

"مخلف حسين الحسين"67 عام يقول: «أملك 350 رأس من الغنم، التحقت بجمعية "عناد" الغنامية عام 2003م، سمعت بعدها بمشروع تنمية البادية فتوجست منه خيفة، وفي ذات يوم التقيت بشخصٍ من "حماة" لم أره من قبل، وسألته إذا كان قد سمع عن هذا المشروع فقال: إن هذا المشروع هو خير لمن يجاوره وإذا لم ينفعك فبالتأكيد لن يضرك، وبعد أيام وبالصدفة رأيت الأستاذ "محمد تركي الدرويش" مدير مشروع تنمية البادية بالحسكة، ومعه المهندس "عدنان عبد القادر" فقلت لهم: أنا جاهز لمساعدة "مشروع تنمية البادية"، وأي أرض يعترض أصحابها عليها، أنا كفيل بحل جميع المشاكل كبيرة كانت أم صغيرة».

"ويضيف مخلف الحسين": «تم انضمامي إلى الشبكة عام 2004م، وحصلت على /4/ أكباش محسنة بأسعار رمزية، كما تم تأمين جرار زراعي من فئة "فرات 70" من قبل التنمية عن طريق المصرف الزراعي بالشدادي، وقد تم وضع إسفنجات هرمونية للنعاج للتحفيز على التزاوج، كما يقوم فريق طبي تابع للمشروع بمراقبة الأغنام أثناء الحمل وبعد الولادة، بالإضافة الى تقديم "شيك معدني" شبك عازل من الحديد لحصر الكباش المحسنة داخله، وتم توزيع موازين لأخذ قراءات الحليب بشكل دوري، وموازين "قبان" لأخذ أوزان النعاج».

ويضيف "مخلف الحسين": «يقوم مشروع تنمية البادية يفتح المحميات للأغنام مجاناً لمدة شهر كامل، الأمر الذي يوفر علينا نفقات الأعلاف المقدمة للقطعان، ولا ننسى أن نذكر أن النباتات الموجودة في المحميات الرعوية تساعد الأغنام على السمنة وزيادة الوزن، لما تحتوي عليه من مواد بروتينية، إضافة إلى البرغل الملحي الذي يساعد الأغنام على زيادة الرعي».

ويختم"مخلف الحسين"حديثه: «لقد تم فصلي من الشبكة بسبب عدم التزامي بمواعيد القراءات الدورية».

أما "عبيد عبد الحميد سعود": « وهو من أنشط الأعضاء في الجمعيات فيقول: إنتسبت إلى شبكة تحسين أغنام العواس عام 2004م، كان وضع الأغنام جيداً قياساً بأحوال معظم الجوار، ولكن كنا نعاني من أمراض تصيب الأغنام ومن أشهرها "مرض الدمية" واسمه العلمي "أنتروتوكسيميا"، وتصاب الأغنام به عند الانتقال من تناول الأعلاف إلى المراعي الخضراء، إضافةً إلى إعتمادنا في قياس كميات الحليب المنتجة بشكل أسبوعي، عن طريق جمع الزبدة وتحويلها إلى "السمن البلدي"، كما كان حجم الأغنام هو دون الوسط، ولكن الفرق بدا واضحاً بعد انتسابي إلى الشبكة، فأول النتائج كان القضاء على مرض "الدمية" نهائياً، وذلك عن طريق المتابعة الحثيثة من قبل أطباء المشروع، الذين رفعوا المعاناة عنا كلياً، إذ أصبح الطبيب قاب قوسين منا وأصبحت أعصى المشاكل المرضية تحل عن طريق الهاتف، ولا يستغرق الطبيب إلا مسافة الطريق ليكون بيننا، كما تم تأمين الأدوية والمياه والمعدات بشكل ميسر، وبالنسبة للحليب فقد تم رفع الإنتاج بشكل ملحوظ، حيث أصبحت قراءات الحليب تؤخذ بشكل يومي واستطعنا معرفة إنتاج كل نعجة على حدة، أما فيما يخص وزن النعاج والمواليد فقد زاد بنسبة35% عن الأوزان قبل دخول الشبكة».

وعن فوائد الاسفنجات الهرمونية يقول"عبد الحميد":

«تم وضع /15/ اسفنجة مجانية للنعاج لزيادة الغيرة الجنسية، وحرضت الاسفنجات الموضوعة /105/ نعجات على التزاوج، ممن لم توضع لهم الاسفنجات عن طريق الروائح والحركات التي تقوم بها نعاج التجربة».

أما "عبد المجيد سعود" فيقول:

«تحسن الإنتاج والصحة بعد انتسابنا للشبكة بنسبة 85%، وقد تم إعطائنا /18/ كبش محسن بأسعار رمزية، وقمنا يإنتاج كباش محسنة لدينا أفضل من الكباش الآباء، ونحن نستفيد من الآبار الغنامية التي جهزها المشروع لسقاية الأغنام، كما انتفعنا يشكل كبير من افتتاح "صندوق تداول الأدوية البيطرية" إضافة إلى الوحدة البيطرية المتنقلة في "تل الشاير" والتي تصل خدماتها إلى عمق البادية وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة».

"نايف نوري العلي" مربي أغنام يقول: «دخلت الشبكة عام2004م، حيث تحسن إنتاج المواليد وأصبحنا نتحكم في أوقات الولادة، حيث أننا نطرح إنتاجنا في الأسواق بأوقات مبكرة، وهكذا نتقي المنافسة الكسرية للأسعار مما يدر علينا أرباحاً جيدة، سيما وأن الأغنام العادية لم تكن قد ولدت بعد، وإرتفعت نسبة إنتاج الحليب واللحوم والأصواف المحسنة بشكل كبير، إضافة إلى زيادة الوعي لدى المربين، لأننا كنا في الماضي مربين أعداد فقط، أما اليوم فنحن نهتم بالأعداد من حيث النوع والإنتاج، وحتى السلالة».

"عدنان العلي" معهد بيطري يقول: «تم العمل بشبكة تحسين أغنام العواس عام 2002م، حيث تم توزيع كباش محسنة في بداية العمل، وفي عام 2004م تم البدء بتوزيع الإسفنجات الهرمونية للأغنام، التي تساعد في حصر وإعطاء مواليد بوقت محدد».

ويضيف "عدنان العلي": «نقوم بمراقبة الأغنام وإعطاء الإرشادات للمربين، كما نقوم بقراءات دورية للحليب والمواليد والأصواف واللحوم والصحة البدنية للأغنام، ونقوم بترقيم النعاج والمواليد بأرقام مرتبطة بأنواع الكباش التي قامت بالتلقيح، حتى نحصر نوع السلالة»، ومن خلال مراقبة السلسلة التناسلية للأغنام تبين لدينا التالي:

« زادت نسبة المواليد 70% كما تحسن الوضع الصحي حوالي 70% أيضاً، أما بالنسبة للحليب فقد كانت الفروقات متفاوتة بشكل تصاعدي، فالأغنام خارج الشبكة تعطي المربي ما بين /250 – 300/ غرام من الحليب، بينما يصل إنتاج الحليب داخل الشبكة بشكل متوسط إلى /700/ غرام للنعجة الواحدة».

أما عن موضوع التحصينات الوقائية فيقول"عدنان": «نقوم بإستمرار على تحصين أغنام المربين داخل و خارج الشبكة، ضمن نطاق عمل المشروع ضد الأمراض التالية»:

( الجدري – الحمى القلاعية – البروسيلا – الانتروتوكسيميا – الباستوريلا )بالتعاون مع صندوق التداول البيطري في الوحدة الداعمة بالشدادي.

وبخصوص المنح الأخرى المقدمة للمربين يقول "باسم جمعة":

«نقدم الحبائس للمربين بالإضافة إلى الموازين، لتوزين المواليد أثناء الولادة، كما نقدم مساعدات فورية وعاجلة لكل المربين ممن هم داخل الشبكة وخارجها، وفي أي مكان يتم إبلاغنا عنه، حتى خارج أوقات الدوام».

ويضيف "باسم" قائلاً: «بلغت أعداد الأغنام في شبكة العواس حوالي/1850/ رأس، تم تنسيب الأعضاء في الشبكة منذ عام 2002م، ونقوم بتقييم أعمال المربين والتزامهم تجاه القراءات الدورية، ومن ثم نستبعد الأعضاء المقصرين في أعمالهم».

أما عن الفوائد من هذه الشبكة يقول "باسم جمعة": «يتم الحصول على أغنام منتجة من سلسلة أغنام "العواس" بعد التحسين، كما نحصل على السلالة الصافية100% بعد الولادة الثالثة، ويكون المولود الرابع قد تم تحسينه ليكون أفضل من والديه».