تحاول المغنية "غادة عمر" أن تجمع بين الحداثة والتراث عبر ما تقدمه من نشاطاتٍ ومشاركاتٍ مع الفرق الموسيقية المختلفة، غير ذلك لها مبادرات في مجال السينما كمخرجة وممثلة، وهكذا تشقّ طريقها وتحقق نجاحات على الصعيدين.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "غادة عمر" بمنزلها في "المزة" بتاريخ 11 نيسان 2020 واستهلت حديثها عن البدايات قائلة: «ظهرت موهبتي في الغناء والمسرح وأنا صغيرة، وأستطيع القول منذ الخامسة من عمري حيث اعتدت الطقس مع عائلتي فكنا نسرح كل يوم بمخيلتنا مع عروض والدي وأفكاره الإبداعية كونه مخرج مسرحي، فاعتدنا على ذلك الأمر بل أدمنا عليه فعشت وترعرعت في هذا الطقس الفني وبتشجيع من والدي غنيت وقدمت بعض الشخصيات في المسرح المدرسي في المرحلة الإبتدائية، لأنتسب إلى فرقة "شباب سورية" للموسيقا والغناء ورغم صغر سني كنت أسافر إلى المحافظات لأشارك في نشاطاتها، وبإمكاني أن أعدُّ تلك المرحلة، مرحلةً تأسيسيةً لي وأول محطة لانطلاقتي، بعدها خضعت لعدد من دورات صولفيج وتدريب الصوت، وبعد انتقالي إلى "دمشق" بحكم دراستي عملت مع عدة فرق منها فرقة "التراث السوري للموسيقا وأوركسترا السورية للموسيقا الشرقية" وغيرها».

أعتبر مواقف والدي معي ونصائحه المدرسة الحقيقية لي، واستفدت كثيراً من اتساع مخيلته، لدرجة أنني احياناً كثيرة ينتابني الخوف عليه من مخيلته

استفادت "غادة" من أسلوب والدها المخرج المسرحي "وليد عمر" ومن تشجيعه لها والاهتمام بها وإرشادها من ناحية الأداء السليم واختيار المواد الصحيحة والجدية، وهنا تقول: «أعتبر مواقف والدي معي ونصائحه المدرسة الحقيقية لي، واستفدت كثيراً من اتساع مخيلته، لدرجة أنني احياناً كثيرة ينتابني الخوف عليه من مخيلته».

على مسرح مجمع دمر الثقافي

إلى جانب الغناء درست الإخراج السينمائي ونالت الدبلوم من المؤسسة العامة للسينما وعن تجربتها في هذا المجال تتابع: «لدي تجارب عديدة وذلك ضمن دراستي مع المؤسسة العامة للسينما، أخرجت فيلمين قصيرين، الأول جاء بعنوان "الواقع"، يتحدث عن حالة طبيب في المشفى يعاني من مرض نفسي ولكنه في الحقيقة مرض واقعي، فقد كان حلمه أن يكون ممثلاً مشهوراً ولكن ظروفه العائلية والمجتمعية ساقته لأن يكون طبيباً، وقد اقتبسته من عرض مسرحي لوالدي اسمه "ماجدة"، أما الفيلم الثاني وهو فيلم تخرجي واسمه "الحقيقة" يتحدث عن فتاة تزوجت رجل لا تحبه لظروف عائلية ومادية، وتقارن بينه وبين حبها الأول لتؤدي معاناتها معه إلى الانفصال وعودتها لحياتها السابقة، كما شاركت في بعض الأفلام القصيرة كممثلة، ومثلت مع والدي عدة مسرحيات وكنت أغني في بعض منها، أجد نفسي في الغناء والإخراج أكثر، ولكن التمثيل جزء لا يتجزأ من خبرتي الفنية المتواضعة».

تهتم بالتراث الغنائي في "الجزيرة السورية" فتؤدي في حفلاتها الغناء المردلي والعربي والكردي بكل صدق وأمانة، تنهي "غادة عمر" حديثها قائلة: «الجزيرة السورية غنية جداً بالموسيقا والغناء والرقص وتراثها يضرب بجذوره عمق التاريخ فكيف لي أن لا أهتم به وهو جزء لا يتجزأ من الثقافة السورية العريقة، فكل شيء يتعلق بمنطقة "الجزيرة" يهمني، جمالها، رائحتها، سهولها الخضراء وليس فقط ألحانها، فقد وُلِدتُ بها، وهل هناك من لا يحن ويخدم مسقط رأسه؟».

مع آلان مراد

"عبد الله علو" موسيقي، قال: «"غادة عمر" فنانة متعددة المواهب ولكنني أجدها في الغناء أكثر ولذلك برأي يجب أن تهتم بالغناء أكثر وتستغل نشاطها الملحوظ في المجال الذي ذكرته، كونها تمتلك صوتاً جميلاً وتؤدي شكلاً من الغناء غريباً نوعاً ما عن مسارح "دمشق" والاهتمامات الأخرى كالإخراج والتمثيل ستؤثر في مستقبلها الغنائي».

"نزيه أسعد" موسيقي وقائد أوركسترا، قال: «عهدي بها منذ أن كانت في الثالثة عشرة من عمرها حين كانت تقطع مسافات شاسعة ذهاباً وإياباً من مدينة "القامشلي" إلى "دمشق" كي تتدرب في فرقة "الشباب" التي كنت أقودها آنذاك، أعطاني هذا السلوك انطباعاً راسخاً عن "غادة عمر" بأنها تقرر وتنفذ مهما كانت الصعوبات، وفي هذه الأيام تعددت اهتماماتها بين السينما والتأليف الموسيقي والغناء لأن ما بداخلها غني و يجب أن يظهر للبشر بالغنى الذي يتميز به، أحب طموحها واندفاعها وإرادتها وسوف تأخذ مكانها يوماً ما».

من مشاركاتها السينمائية

يشار إلى أنّ "غادة عمر" من مواليد "القامشلي" عام 1994 قدمت العديد من الحفلات في "دار الأوبرا ومجمع دمر الثقافي وقصر العظم والمسرح الروماني بحديقة "تشرين" وجميعها مع فرقة "آشتي" للتراث الكردي، كما شاركت في عدة حفلات مخصصة للتراث السوري في "دمشق وطرطوس" ومدن سورية أخرى، كما قدمت كثنائي مع عازف آلة البزق "آلان مراد" بعض الحفلات، وهي طالبة الهندسة المعلوماتية في جامعة "دمشق" وتعمل مع شركات دوبلاج وهندسة الصوت منها شركة "سبيستون".